رياضة

حسابات مختلفة

| مالك حمود

اللافت في القرارات التي يتخذها بعض المدربين الأجانب العاملين في رياضتنا، غالباً ما تكون مسموعة وتلقى التنفيذ، عكس ما يقرره ابن البلد.!

ذات يوم قام مدرب أجنبي عمل في حلب بالإشراف على الفئات العمرية لنادي الاتحاد، وما إن تعرف على لاعبي الناشئين حتى بدأ باستبعاد عدد منهم بحجة عدم امتلاكهم الطول الفارع وأن أجسامهم لا تصلح للسلة، مفضلاً تحويلهم إلى كرة القدم..!
الإيجابي أن طلب المدرب قوبل باستهجان إداري اللعبة الذي طلب منه التأني لازدياد عدد اللاعبين المستغنى عنهم، ريثما يتعرف على واقعنا السلوي وحالة اكتشاف الخامات بكرة السلة واستقطابها وتدريبها وتأهيلها والتدرج بها عبر الفئات العمرية للنادي للوصول إلى الفريق الأول.

رحلة تطول لسنوات من العمل ليأتي من يقول بعدها هذا اللاعب لا يصلح ويستبعده بقرار بسيط..! ومصيبة القرار عندما يكون في غير مكانه وزمانه، فالمسألة يجب أن تكون منسجمة مع البيئة التي يتم التعامل معها.

هذا حال المدرب الصربي نيناد غراديتش المعروف بنجاحاته وصرامته التي ساهمت في فوز الوحدة بكأس آسيا.

غراديتش اتخذ عدة قرارات أولها الاستغناء عن مدربه المساعد مفضلاً استبداله بمدرب آخر، ليبدي بعدها رغبته في عدم بقاء اللاعب محي الدين قصبلي مع الفريق، ولم تنجح المحاولات لإقناعه ببقاء اللاعب العملاق الذي أصبح عملة نادرة في كرة السلة السورية، والتي باتت تفتقد أطوالاً فوق (205) سم لإمكانية اللعب تحت السلة في مركز الارتكاز 5.

ويستبعد غراديتش بعدها اللاعب الشاب عمار غميان، لعدم جديته بالتمرين بعد الإصابة.!

لسنا من مؤيدي التدخل في شؤون المدرب وقراراته، لكن هنا يجب التعامل بروح المسؤولية والنظر بوضع الفريق وحاجته لذلك المركز واستفادته من ذلك اللاعب في هذا المركز.

الغريب أن الشاب عمار غميان كان من أشد المتحمسين للعب وحجز مركزه في الفريق الأول، والفريق لا يتملك في الوقت الحالي سوى لاعب واحد للعب تحت السلة في المركز 5 بعد الاستغناء عن بديله، واليوم يتم استبعاد بديله الثاني، ليبقى الفريق على لاعب ارتكاز واحد بمركز 5 !! أليس الأجدر برئيس النادي التدخل المباشر، وخصوصاً أن الكابتن أنور من أشد المتحمسين للاعب عمار، ومن أكثر المتفائلين بمستقبله الفني لكونه من الخامات القليلة في سورية التي تمتلك مواصفات اللاعب رقم 5.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن