أميركا صعّدت سياسياً على جبهة أوكرانيا وبريطانيا دعمتها عسكرياً … روسيا: نرحب بجهود أي دولة لحل الأزمة وعلى واشنطن التوقف عن التكهنات
| وكالات
بين الدعم السياسي، والعسكري تعمل أميركا ودول الاتحاد الأوروبي على تسخين الجبهة الأوكرانية في مواجهة روسيا، حيث ادعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن موسكو قد تزيد من وجودها العسكري عند حدود هذا البلد، داعياً إياها إلى اختيار مسار سلمي بشأن أوكرانيا، في حين قال نائب وزير الدفاع البريطاني جيمس هيبي: إن بلاده سلمت أوكرانيا عدة آلاف من الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات.
التصعيد الغربي قابله ترحيب روسي بجهود أي دولة لحل الأزمة في أوكرانيا، مطالبة واشنطن بالتوقف عن إطلاق التكهنات حول التدخل الروسي المزعوم في أوكرانيا.
فقد نقلت وكالة «ا ف ب» عن بلينكن قوله في تصريحات أدلى بها أمام السفارة الأميركية في كييف أمس الأربعاء: «نعلم أن هناك خططاً لزيادة تعداد هذه القوات «الروسية» أكثر خلال فترة وجيزة جداً، ما سيتيح للرئيس بوتين القدرة على اتخاذ خطوات معادية لأوكرانيا خلال فترة وجيزة أيضاً».
وأشار بلينكن إلى أن واشنطن تفضل خفض التوترات القائمة بينها وبين موسكو حول أوكرانيا بالوسائل السلمية، مضيفاً: «آمل بشدة أننا سنتمكن من البقاء في هذا الشأن على مسار دبلوماسي وسلمي، لكن في نهاية المطاف يعود هذا القرار إلى الرئيس بوتين».
ونقلت «ا ف ب» تأكيد مسؤول أميركي رفيع طلب عدم كشف هويته أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وافقت الشهر الماضي على تخصيص 200 مليون دولار مساعدات دفاعية أمنية إضافية لشركائنا الأوكرانيين.
وأضاف المسؤول: «كما قلنا في السابق، نحن ملتزمون بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وسنواصل تقديم الدعم الذي تحتاج إليه البلاد».
من جانبه شكر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لدى استقباله بلينكن أمس، الولايات المتحدة على دعمها بلاده «في هذه الفترة العصيبة».
قال زيلينسكي: «أود أن أشكرك» على «الدعم والمساعدة العسكرية لأوكرانيا ولزيادة هذه المساعدة وخاصة في ظل هذه الفترة العصيبة».
ومن المقرر أن يتوجه بلينكن بعد زيارته كييف إلى برلين حيث سيمثل الولايات المتحدة في اجتماع رباعي مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبعد ذلك سيتوجه بلينكن إلى جنيف حيث سيجري محادثات مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف.
من جانبه قال هيبي أمس الأربعاء إن بلاده سلمت أوكرانيا عدة آلاف من الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات، قائلاً: «أرسلنا آلاف الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات، إلى القوات المسلحة الأوكرانية».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن نائب وزير الدفاع البريطاني قوله: «الأوكرانيون شعب ذو سيادة ومعتز بنفسه، وهم مستعدون للدفاع عن كل شبر من بلادهم».
في وقت سابق، أعلن وزير الدفاع البريطاني بين والاس، أن بلاده ستزود أوكرانيا بأنظمة مضادة للدبابات «للدفاع عن النفس».
وفي السياق طالبت روسيا الولايات المتحدة الأميركية، أمس الأربعاء، بالتوقف عن إطلاق التكهنات حول التدخل الروسي المزعوم في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها «إن تصريحات سكرتيرة البيت الأبيض الصحفية جين بساكي حول تحضير مزعوم لإجلاء دبلوماسيين روس من أوكرانيا تدل على تورط واشنطن في استفزاز كانت قد نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية سابقاً».
وأكدت زاخاروفا أنه يمكن وصف كل ذلك بالسلوك الاستفزازي، قائلة «أصبحنا نفهم الآن كل ما تم القيام به أي إن مصادر الصحيفة الأميركية كانت من جهاز الأمن الأوكراني وليس من مراسليها في موسكو».
وفي سياق منفصل قالت زاخاروفا إن التحضيرات جارية للاجتماع المزمع بين لافروف وبلينكن غداً في جنيف.
من جهته أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس الأربعاء، ترحيب بلاده بجهود أي دولة لحل الأزمة في أوكرانيا ودفع سلطات كييف للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات مينسك.
وشدد بيسكوف على أن الاختلافات الرئيسية بين روسيا وأوكرانيا مرتبطة بموقف كييف من تنفيذ اتفاقيات مينسك لحل الوضع في إقليم دونباس.
وتم توقيع اتفاق في العاصمة البيلاروسية مينسك في الخامس من أيلول عام 2014 يقضي بوقف إطلاق النار في دونباس إلا أن قوات كييف تواصل خرق هذا الاتفاق وقصف المناطق السكنية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ما أدى إلى مقتل وجرح مئات المدنيين وتدمير البنى التحتية.
وحول دعوة تركيا للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي لبحث الخلافات وحلها قال بيسكوف: «إذا تمكن الأتراك من التأثير على الأوكرانيين وشجعوهم على الوفاء بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً وإلزامهم بذلك فلا يمكن سوى الترحيب بهذا الوضع».
ووصف بيسكوف اللقاء المرتقب بين لافروف وبلينكن بـالمهم للغاية، مشيراً إلى إمكانية تسريع عملية تنسيق الضمانات بعد اللقاء.
وأكدت روسيا في تصريحات سابقة لعدد من مسؤوليها رفضها الاتهامات والمزاعم التي أطلقتها دول الغرب والسلطات الأوكرانية حول نيتها شن حرب على أوكرانيا معتبرة إياها ذريعة لنشر المزيد من المعدات العسكرية لحلف شمال الأطلسي «الناتو» بالقرب من الحدود الروسية.