قضايا وآراء

ارتباك في البحوث حول سياسات واشنطن

| دينا دخل الله

يهتم العالم اهتماماً كبيراً بالسياسة الدولية للولايات المتحدة وخاصة تجاه روسيا والصين وأوروبا، ويتضاعف هذا الاهتمام عند شعوب الشرق الأوسط، لكن ما يحدث داخل الولايات المتحدة وخاصة في إطار الإيستابلشمنت الحاكم لا يلقى ما يستحقه من الاهتمام على الرغم من أن الداخل هو أساس الخارج، والصراعات الداخلية تنعكس مباشرة على السياسة الخارجية للدولة الأعظم في العالم.

وبمناسبة مرور عام على استلام الرئيس الأميركي جو بايدن للسلطة تجري مراجعة لأدائه على الساحة الداخلية، ويبدو أن أعضاء حزبه الديمقراطي غير راضين عن أداء الرئيس، ورصدت «الواشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» آراء الديمقراطيين وأنصارهم حول ما قام به أو ما لم يقم به الرئيس خلال عام، وكانت النتائج مخيبة للآمال.

ولا يمكن اتهام الصحافة الأميركية بأنها متحاملة على الرئيس لأن هذه الصحافة تميل إجمالاً لمصلحة الديمقراطيين ضد الجمهوريين، والكل مازال يذكر كيف تحاملت الصحافة على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمصلحة بايدن، والقضايا التي ركزت عليها الصحافة في قراءتها لحصاد بايدن السنوي تصنف في فئتين: الأولى تشريعية والثانية سياسية إجرائية.

من أهم القضايا التشريعية تلك التي تتعلق بتشريع «حقوق التصويت»، وهو الموضوع الإشكالي بسبب حقوق التصويت للأميركيين من أصول إفريقية، ولما كان الديمقراطيون أكثر تعاطفاً مع حقوق الملونين كان من الضروري أن يحصل تقدم في هذا المجال، لكنه لم يحصل.

وقد نقلت «نيويورك تايمز» احتجاجات كثيرة من أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي وخاصة الجناح الليبرالي فيه، والنقد لم يقتصر على المسألة التشريعية المذكورة وإنما تعداها إلى سياسات كثيرة من المفروض أن يعالجها بايدن.

الجناح الأوسط والجناح المعتدل في الحزب كانا يتوقعان عودة الحياة الطبيعية للمجتمع بعد الأحداث غير المسبوقة التي جرت قبل عام وفي مقدمتها الهجوم على الكونغرس، يقول السيناتور الديمقراطي المعروف بيرني ساندرز: «يبدو أن الأميركيين محبطون تماماً وهم يتساءلون ترى ماذا يريد هؤلاء الديمقراطيون أخيراً»؟ وأضاف: «هناك فشل في الاستراتيجية ولا بد من تصحيح النهج».

هناك شعور عام يتفق مع ساندرز بأن «الديمقراطيين لا يعرفون ماذا يريدون» كما قال النائب الديمقراطي تيم رايان لـ«نيويورك تايمز» مؤخراً، وأهم القضايا الإشكالية تتعلق بضرورة الالتزام بما يفرضه توقيع بايدن على اتفاق المناخ، وسياسة الضرائب والإنفاق، حيث يطالب الحزب الرئيس بتنفيذ خطة إنفاق طموحة مقدارها أكثر من تريليوني دولار، وهناك أيضاً خطة الإغاثة من كورونا في إطار إعانات للعائلات التي لديها أطفال، وهناك مسألة إغلاق المدارس لحماية الطلاب، وكذلك الأمن الاقتصادي.

الديمقراطيون يدقون ناقوس الخطر بسبب خوفهم من فشل الحزب في انتخابات الكونغرس النصفية القادمة، أما شعوب العالم فتدق ناقوس الخطر لأن التجربة علمتهم أن الديمقراطيين يعكسون فشلهم الداخلي بمزيد من العدوانية في العالم، لعلهم يكسبون في الأصوات ما يخسرونه بسبب سياستهم الداخلية الفاشلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن