أكدت مجلة «كاونتر بانش» الأميركية، أن التدخلات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة في دول عدة حول العالم ومنها سورية، تحت ذرائع مختلفة أبرزها مكافحة الإرهاب، أصبحت تعتمد بشكل رئيس في العقود الأخيرة على إستراتيجيتين أساسيتين هما: قتل المدنيين وتجويعهم عبر فرضها حصاراً اقتصادياً خانقاً على بلدانهم يشبه «حصار العصور الوسطى».
وذكرت المجلة في تقرير نقلته وكالة «سانا»، أن واشنطن وحلفاءها يدركون جيداً أن تدخلاتهم العسكرية والحروب التي يقومون بشنها لتحقيق مصالحهم باتت غير مقبولة ولا تحظى بتأييد شعبي داخل بلدانهم، ما دفعهم إلى اعتماد إستراتيجيتين إحداهما عسكرية تعتمد بشكل كبير على شن غارات جوية بطائرات من دون طيار وتؤدي إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين الذين تخفي الولايات المتحدة مقتلهم وفي حال تم الكشف عن سقوط بعضهم من خلال تقارير مسربة، فإنها تبرر ذلك بعبارة «أضرار جانبية».
وأشارت المجلة إلى أن أميركا تشن مثل هذه الغارات في إطار حربها المزعومة على الإرهاب في دول كثيرة بما فيها أفغانستان وسورية والعراق ودول أخرى في إفريقيا وتغطي على مقتل مدنيين أبرياء جراءها.
وحددت المجلة أمثلة عدة على سقوط مدنيين جراء الغارات الجوية بطائرات أميركية من دون طيار بما فيها مقتل 120 مدنياً على الأقل في اعتداء على قرية توخار في ريف حلب عام 2016، إضافة إلى آخر غارة جوية شنتها القوات الأميركية في أفغانستان قبيل انسحابها من البلاد أواخر العام الماضي، وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين سبعة منهم أطفال.
وعمد «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة أميركا منذ إنشائه من دون موافقة مجلس الأمن عام 2014 بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلى نشر إحصاءات مزيفة عن أعداد الضحايا المدنيين الذين يسقطون جراء غاراته الجوية ودأب على التقليل من هذه الأعداد في وقت أثبتت فيه العديد من التقارير والتحقيقات أن ضحايا اعتداءاته أكثر بكثير من الأرقام التي ينشرها.
وأوضحت المجلة، أن الولايات المتحدة ترفض الاعتراف بأن الغارات الجوية التي تشنها باستخدام الطائرات المسيرة عن بعد غير دقيقة وغالباً ما تصيب أهدافاً خاطئة يقع ضحيتها مدنيون أبرياء، حيث لا يستطيع الأفراد الذين يقومون بتشغيل هذه الطائرات وكأنها ألعاب إلكترونية تميز الأهداف، لافتة إلى أنه سبق أن أكدت حوادث عدة في أفغانستان هذه الأخطاء الكارثية بما فيها استهداف الطائرات الأميركية لأكياس من القطن في اعتقاد أنها أكياس ذخيرة نارية، وقتل مدنيين يقودون دراجات نارية وقصف هدف صغير تبين فيما بعد أنه عربة بداخلها طفل صغير.
أما الإستراتيجية الثانية التي تعتمدها الولايات المتحدة في تدخلاتها بشؤون الدول الأخرى فهي وفقاً للمجلة، الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية التي تستهدف تجويع المدنيين فلا تختلف بذلك عن عمليات القصف والاعتداءات العسكرية.
ووصفت المجلة مثل هذه الإجراءات القسرية التي تفرضها واشنطن على دول كثيرة بما فيها سورية وإيران وأفغانستان ويعاني منها شعوب هذه الدول بأنها تشبه «حصار العصور الوسطى».