بوتين: جهودنا المشتركة مكنّت سورية من تجاوز التهديدات.. رئيسي: للاستفادة من التجربة في مجالات أخرى … القمة الروسية – الإيرانية تفتح مساراً جديداً في العلاقات طويلة الأمد
| الوطن - وكالات
جذبت قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي اهتماماً دولياً لافتاً، لاسيما عقب التصريحات التوافقية على معظم الملفات والتي خرجت على لسان الرئيسين، ليشكل الملف السوري أحد العناوين الأساسية في النقاشات المشتركة وما تحقق من نجاح ثنائي في مكافحة الإرهاب وما قد يبنى على هذا النجاح في المرحلة اللاحقة.
وفي مستهل اجتماع عقده مع رئيسي في موسكو أمس قال بوتين: «نتعاون بشكل وثيق جداً على الصعيد الدولي، ناهيك عن أن جهودنا ساعدت بدرجة كبيرة الحكومة السورية في تجاوز التهديدات المرتبطة بالإرهاب الدولي».
وأعرب الرئيس الروسي عن رغبته في الاطلاع على مواقف نظيره الإيراني بشأن مستجدات الوضع في أفغانستان وحول الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى.
ولفت بوتين إلى أنه لا يزال على تواصل مستمر مع رئيسي منذ تولي الأخير رئاسة الجمهورية في إيران، معتبراً أن الاتصالات الهاتفية أو بوساطة الفيديو لا تستطيع استبدال الاجتماعات وجهاً لوجه.
وأشاد بوتين بتطوير العلاقات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي والعمل الجاري على إنشاء منطقة تجارة حرة.
وأوضح أنه فيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين يتم تنفيذ مشاريع ضخمة والعمل يجري في مجالات عدة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما خلال العام الماضي بنحو 38 بالمئة منوهاً بتطوير العلاقات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي وبالعمل الجاري على إنشاء منطقة تجارة حرة.
بدوره، شدد رئيسي على أهمية تجربة التعاون بين إيران وروسيا في سورية، مشيراً إلى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة في مجالات أخرى.
وأكد أن الجانب الإيراني سلم إلى روسيا مشروعاً للتعاون الإستراتيجي لمدة 20 عاماً، مشدداً على أن إيران لن تتوقف عن التطور بسبب التهديدات أو العقوبات الغربية، مؤكداً في الوقت نفسه أن طهران تبذل جهوداً الآن بغية رفع العقوبات المفروضة عليها.
وبين رئيسي، أن موسكو وطهران قد تتعاونان في مواجهة الخطوات الأميركية أحادية الجانب على الصعيد الدولي، مضيفاً: «ليس لدينا في إيران أي قيود على تطوير وتوسيع العلاقات مع روسيا الصديقة، وهذه العلاقات لن تكون قصيرة المدى وتكتيكية بل إنها ستكون دائمة وإستراتيجية».
وأعرب عن تطلع إيران إلى تطوير علاقاتها مع روسيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى الأمن والفضاء ومجالات أخرى.
من جهته كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة له أن اللقاء الذي وصفه بالمهم والودي والطويل، ستتخذ بعده العلاقات بين طهران وموسكو مساراً جديداً ومتنوعاً ومتسارعاً، وأضاف: «في الفصل الجديد من العلاقات، سيكون هناك تعاون ممتاز».
وبين عبد اللهيان أن رئيسي وبوتين اتفقا على خريطة طريق طويلة الأمد وأضاف: إن عالم المستقبل يقوم على التعددية.
عبد اللهيان لفت إلى أن هناك قضايا إستراتيجية مختلفة في العلاقات بين طهران وموسكو، وبلاده تعتبر نظرة البلدين الإستراتيجية للعلاقات الخارجية نقطة ارتكاز للعلاقات الجديدة.
وأضاف: «على الرغم من القيود التي تفرضها إجراءات الحظر الأميركية الأحادية الجانب على إيران، هناك رغبة كبيرة لدى القطاعين الخاص والعام في البلدين للتعاون في مجال الصادرات والواردات إلى روسيا».