رياضة

تونس تلتقي نيجيريا في أول أدوار الإقصاء لكرنفال إفريقيا … الشوالي لـ«الوطن»: نسور قرطاج في مهمة صعبة

| محمود قرقورا

تدخل بطولة كأس الأمم الإفريقية الثالثة والثلاثين المقامة في الكاميرون منعرجاً جديداً بوصولها إلى أدوار الإقصاء التي تُلعب وفق إستراتيجية خاصة، ولا خلاف أن خروج الجزائر وغانا الأبرز خلال دور المجموعات، وما عدا ذلك فإن القوى العظمى حاضرة في الكرنفال.

واللافت في مسيرة دور المجموعات الشح التهديفي الذي لم يبلغ معدله هدفين، إذ سجل 68 هدفاً خلال 36 مباراة فضلاً عن العديد من الأهداف المسجلة بركلات الجزاء، وإذا تحدثنا عن النجومية المتوقعة قبل البطولة فهي لم تترجم على أرض الواقع، فثنائي ليفربول صلاح وماني اكتفى كل منهما بهدف ورياض محرز لم يسجل، بل أهدر ركلة جزاء، ويُحسب للكاميروني أبو بكر فينسنت صدارة الهدافين بخمسة أهداف مقابل ثلاثة للمالي إبراهيما كوني الذي سجل أهدافه من علامة الجزاء.

المباراة الأقوى خلال هذا الدور لا شك تجمع نسور قرطاج الحاضرين على الدوام منذ نسخة الاستضافة 1994 مع النسور الخضر النيجيريين المرشحين لمعانقة اللقب، وبدرجة موازية لقاء ساحل العاج مع مصر الذي يقام يوم الأربعاء.

فرسان دور الستة عشر

تأهل عن المجموعة الأولى الكاميرون وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وخرجت إثيوبيا.

وتأهل عن المجموعة الثانية السنغال وغينيا ومالاوي وخرجت زمبابوي.

وتأهل عن المجموعة الثالثة المغرب والغابون وجزر القمر وخرجت غانا.

وتأهل عن المجموعة الرابعة نيجيريا ومصر وودعت السودان وغينيا بيساو.

وتأهل عن المجموعة الخامسة ساحل العاج وغينيا الاستوائية وخرجت سيراليون والجزائر.

وتأهل عن المجموعة السادسة مالي وغامبيا وتونس وخرجت موريتانيا.

تكافؤ

اللقاء الأول اليوم يجمع بوركينا فاسو التي حلت في المركز الثاني للمجموعة الأولى مع الغابون ثالث المجموعة الثالثة بصافرة الحكم المغربي رضوان جيد.

وتبدو الحظوظ متقاربة علماً أن المنتخبين سبق أن تواجها في نسخة 2015 وفازت الغابون بهدفين من دون رد، ثم تقابلا في النسخة التالية 2017 وتعادلا 1/1، واليوم يأمل منتخب الأحصنة الذي حل وصيفاً لنسخة 2013 خلف نيجيريا لإقصاء الغابون والإبحار أكثر في هذه البطولة وخاصة أن هزيمته الوحيدة كانت أمام المضيف الكاميروني بركلتي جزاء خلال الافتتاح بعد أداء مقبول من المنتخب البوركيني.

الأشقاء والمواجهة الصعبة

النقاد كانوا يتوقعون للمنتخب الجزائري المضي بعيداً في حملة الدفاع عن لقبه، ولكنه سقط بشكل غير مأسوف عليه، إذ لم يُظهر الإبداعات المتوقعة ولم يستنسخ المحترفون ما فعله المحليون عندما توجوا بكأس العرب واستحقوا الاحترام، والأسوأ أن تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات الدولية المتتالية من دون خسارة ذهب أدراج الرياح وهذا بقي غصة في الحلق وخاصة أن مباريات الدور الأول لم تكن بالصعبة إذا وضعنا جانباً مباراة ساحل العاج التي كانت هامشية لمنتخب الأفيال، ويبدو أن الغرور الذي يهدم في ساعة ما يُبنى في أعوام تسرب إلى نفوس اللاعبين الجزائريين وحصل المحظور على أمل أن يستفيد محاربو الصحراء من الدرس خلال الدور الحاسم على طريق المونديال.

وخروج الجزائر أُشفع بخروج السودان وموريتانيا لتبقى منتخبات المغرب وجزر القمر ومصر وتونس حاملة لواء المنتخبات العربية في البطولة.

واليوم كل العيون إلى مباراة تونس ونيجيريا التي اسندت قيادتها إلى الحكم السنغالي ماجيتي نداي.

فالأشقاء عانوا من غيابات عدة بسبب كورونا والأخبار التي رشحت تُنبئ بالتفاؤل من خلال إمكانية الخيارات المتاحة لعديد اللاعبين الذين لم يكونوا متاحين بيد المدرب منذر الكبير.

التاريخ لنيجيريا

خمس مواجهات جمعت المنتخبين في الكرنفال الإفريقي، ففازت نيجيريا بثلاثة مباريات مقابل تعادلين حسم كلٌ منهما بالترجيح، ففي نسخة 1978 فازت نيجيريا قانوناً في المباراة الترتيبية بعد انسحاب الأشقاء، وعام 2000 فازت نيجيريا 4/2 خلال دور المجموعات، وعام 2004 فازت تونس بالترجيح بعد التعادل 1/1 لحساب نصف النهائي، وردت نيجيريا بالطريقة ذاتها 2006 لحساب ربع النهائي، والمواجهة الأخيرة كانت في نسخة 2019 يوم فازت نيجيريا بهدف في المباراة الترتيبية.

واللافت أن نسور قرطاج تلقوا هزيمتين خلال دور المجموعات وهذا لم يحصل معهم إلا عام 1982 أمام ليبيا وغانا فارسي نهائي النسخة المذكورة، وعلى الجانب الآخر حصلت نيجيريا على العلامة الكاملة للمرة الثالثة في تاريخها بعد 2006 و1992 وفي المرتين لم تتوج على أمل أن يكون ذلك فألاً حسناً للأشقاء.

واقعية الشوالي

المعلق التونسي المعروف عصام الشوالي صرح لـ«الوطن» بقوله: المباراة صعبة، والوضعية الحالية تميل لنيجيريا ولكن في كرة القدم المباريات تلعب على جزئيات يومها، المنافس بدا في قمة أوجه خلال الدور الأول بينما تونس ظهرت (مرة فوق ومرة تحت) وكان ممكناً تلافي الهزيمة أمام غامبيا التي أثرت على المعنويات، والمباراة تبقى من كلاسيكيات الكرة الإفريقية وتكررت بين المنتخبين 20 مرة فاز كل منهما 6 مرات، غيابات الكورونا بعثرت الحسابات التونسية ولكن قدر الله وما شاء فعل على أمل استعادة الكثير من العناصر الأساسية، دور المجموعات للنسيان والتفاؤل مطلوب اليوم فإن تأهلنا فهذه بشائر ردود فعل إيجابية وإن خسرنا نقر بأفضلية المنافس، وربما تكون قرعة المونديال التي وضعت تونس أمام مالي بمنزلة تفاؤل جديد قبل المباراة.

والجدير ذكره أن طريق القارة السمراء إلى المونديال بموجب قرعة أمس وفق التالي:

الكاميرون × الجزائر، مصر × السنغال، غانا × نيجيريا، الكونغو الديمقراطية × المغرب، مالي × تونس

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن