غوتيريش أكد أن روسيا لن تغزو أوكرانيا.. وموسكو حذرت أن نشر قوات «الناتو» بالقرب من حدودها سيؤدي إلى أخطر العواقب … بوتين يبحث مع باشينيان ترسيم الحدود مع أذربيجان ومبادرة الضمانات الأمنية
| وكالات
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً أمس مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان مستجدات الوضع بين أرمينيا وأذربيجان، بينما حذرت موسكو من أن استمرار تجاهل الولايات المتحدة لمباعث قلقها الأمنية سيؤدي إلى أخطر العواقب، في حين استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قيام روسيا بأي تدخل عسكري في أوكرانيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكدت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته أمس السبت أن بوتين وباشينيان استعرضا خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بمبادرة من الجانب الأرمني المسائل العملية المتعلقة بتطبيق الاتفاقات المنصوص عليها في البيانات الثلاثية التي صدرت عنهما وعن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في التاسع من تشرين الثاني 2020 و11 كانون الثاني و26 تشرين الثاني 2021، وخصوصاً ما يتعلق بترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
وأيد بوتين باشينيان في مواصلة العمل على مستوى الرؤساء المشاركين (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) لمجموعة مينسك الخاصة بتسوية النزاع في إقليم قره باغ، ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما تناولت المكالمة أفق التعاون ضمن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، نظراً لتولي أرمينيا حالياً الرئاسة الدورية فيها.
وذكر البيان أن بوتين بطلب من باشينيان أطلعه بشكل وجيز على المستجدات في مباحثات موسكو مع واشنطن وحلفائها بشأن مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قرب روسيا.
في غضون ذلك ذكرت وزارة الخارجية الروسي، في بيان أصدرته بشأن المحادثات التي جرت يوم الجمعة الماضي في مدينة جنيف السويسرية بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الأميركي انتوني بلينكن، أن الوزيرين قاما بتبادل مفصل للآراء حول قضايا منح الضمانات القانونية لضمان أمن روسيا، كما ناقشا بشكل مفصل البنود المحورية لمشروعي الاتفاقين القانونيين الدوليين اللذين تم تسليمهما سابقاً للولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في الناتو.
وحسب « روسيا اليوم» أضاف البيان إن لافروف أشار في هذا السياق إلى ضرورة الالتزام الصارم بالمبدأ المحوري المتمثل في عدم تجزئة الأمن، المحدد في عدد من الوثائق المتعددة الأطراف في مقدمتها ميثاق الأمن الأوروبي الموقع على المستوى الأعلى في إسطنبول عام 1999.
وأفادت الوزارة أنه تم إبلاغ بلينكن بشكل واضح بأن استمرار تجاهل مباعث القلق المشروعة للاتحاد الروسي والمتعلقة بالدرجة الأولى بالتمركز العسكري المتواصل للولايات المتحدة وحلفائها في الناتو في أراضي أوكرانيا على خلفية النشر الواسع النطاق للقوات والوسائل للحلف بالقرب من حدودنا سيؤدي إلى أخطر العواقب.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه يمكن تفادي ذلك إذا ردت واشنطن بشكل إيجابي على مشروعي الاتفاقين اللذين قدمتهما روسيا بشأن الضمانات الأمنية، متوقعة أن تتلقى رداً خطياً عليهما من الجانب الأميركي الأسبوع المقبل.
وجرى خلال المحادثات حسب البيان إيلاء اهتمام خاص للنزاع داخل أوكرانيا، وتم التشديد على ضرورة تنفيذ كييف مجموعة الإجراءات بالكامل وفي أسرع وقت ممكن، بما في ذلك إقامة حوار مباشر مع سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
كما نسق لافروف وبلينكن وجهات النظر حول آفاق إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي.
وأشار البيان إلى أنه عند مناقشة القضايا الثنائية للعلاقات الروسية مع الولايات المتحدة تم تأكيد أنها تمر بحالة غير مرضية وجرى الاتفاق على تكثيف العمل على مستوى الخبراء على تطبيع تشغيل البعثات الدبلوماسية للبلدين وبسط الاستقرار في نظام التأشيرات.
وختم البيان بالقول: يدعو الجانب الروسي إلى استئناف الوجود الدبلوماسي الكامل على أساس متبادل، نطالب بإعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية التي صادرتها السلطات الأميركية بأسرع وقت ممكن.
وعقد أول من أمس الجمعة اجتماع بين لافروف وبلينكن، حول الضمانات الأمنية، التي تطلبها موسكو بعدم توسع حلف الناتو باتجاه الشرق، وضم جمهوريات من الاتحاد السوفيتي السابق، ومن بينها أوكرانيا، وكذلك إنشاء قواعد عسكرية على أراضي هذه الدول.
يأتي ذلك في حين استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أن تقوم روسيا بأي تدخل عسكري في أوكرانيا، معرباً عن أمله بالتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة القائمة حالياً.
وحسب وكالة «سبوتنيك» قال غوتيريش في مؤتمر صحفي، أمس السبت: أي غزو من دولة لدولة أخرى هو مخالف للقانون الدولي، أنا مقتنع بأن ذلك لن يحدث، وآمل بشدة أن أكون على حق».
يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر بين روسيا والغرب على خلفية اتهامها بالتجهيز لغزو أوكرانيا، الشيء الذي تنفيه موسكو، مشددة على أن مناورات قواتها على الأراضي الروسية وتحركاتها، حق سيادي يجب ألا يزعج أحداً.
كما أوضحت موسكو أن التصريحات حول «العدوان الروسي المزعزم» تستخدم ذريعة لنشر قوات ومعدات حلف شمال الأطلسي «الناتو» بالقرب من حدود روسيا.