أكدت أن مناوراتها البحرية المشتركة مع الصين وروسيا أظهرت انتهاء عهد الغطرسة الأميركية … إيران: على واشنطن رفع العقوبات إن كانت جادة في التفاوض
| وكالات
دعت إيران واشنطن إلى قبول مسار منطقي للتحقق من رفع العقوبات لإثبات جديتها في التفاوض، في حين وجهت تحذيراً إلى المسؤولين الأميركيين، مؤكدة أن مناوراتها البحرية المشتركة مع الصين وروسيا أظهرت انتهاء عهد الغطرسة الأميركية.
وفي رده على المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي طالب مستشار فريق التفاوض في الملف النووي الإيراني محمد مرندي عبر «تويتر» برفع كل العقوبات التي وصفها بالهمجية، كما طالب واشنطن، عبر مالي، بالقبول بعملية تحقق منطقية إن لم تكن لديها نية لخداع الشعب الإيراني مرة أخرى، وأضاف: إن طهران لن تقبل التهديدات.
وفي وقت سابق قال مالي في تغريدة عبر «تويتر» إن وزير خارجية بلاده أنتوني بلينكن اتفق مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني، على الضرورة القصوى للعودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA)، وأشار إلى أن الوقت ينفد للوصول إلى تفاهم حول ملف إيران النووي.
في سياق متصل ذكرت مصادر إيرانية، نقلاً عن موقع يوروستات للمفوضية الأوروبية، أن حجم تجارة إيران مع الدول الأوروبية وصل خلال تشرين الثاني 2021 إلى 499 مليون يورو، بزيادة 30 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من 2020.
وتتصدر ألمانيا وإيطاليا قائمة الدول التي قامت بتعاملات تجارية مع إيران.
وذكر الموقع أن حجم استيراد الاتحاد الأوروبي للبضائع الإيرانية تضاعف بنسبة 81 بالمئة خلال تشرين الأول الماضي، ليبلغ 96 مليون يورو.
في غضون ذلك حسب وكالة «فارس» وجه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني خلال كلمة في المؤتمر الدولي لجبهة المقاومة بعنوان «ذكرى الشهداء المهاجرين المدافعين عن المراقد المقدسة» تحذيراً إلى المسؤولين الأميركيين.
وفي إشارة إلى الإمكانات الحالية لجبهة المقاومة، قال قاآني: اجتمع القادة العسكريون الأميركيون مع الرئيس المجرم السابق للولايات المتحدة، حيث صرح قادة البحرية الأميركية بأن سفننا لم تكن أكثر من خردة معدنية، وتحولت إلى قطع متهالكة، واليوم أصبح الوضع على ما هو عليه بأن الجبهة التي أمامنا لديها أسلحة تستخدم البوارج الأميركية كأهداف لهجماتها أينما شاهدتها دول مقاومة.
وأشار قاآني إلى الدور المشؤوم للولايات المتحدة في إثارة الاضطرابات في المنطقة في غضون العقدين الماضيين، وقال: إن الأميركيين افتعلوا ضربة لأنفسهم في 11 أيلول لبدء فصل جديد من المؤامرات في العالم، ثم غزوا منطقتنا على مدى السنوات العشرين الماضية من دون أي تأييد وبشكل متهور، بهدف نهائي هو ضرب النظام الإسلامي.
وأضاف قائلاً: في اليوم الأول لدخول أميركا إلى المنطقة، حذرناهم من الدخول، وقلنا لهم ستكونون بائسين، دخلوا وارتكبوا جرائم على مدى عشرين عاماً، وفي نهاية هذه العشرين عاماً ارتكبوا تلك الجريمة الكبرى في العراق، واغتالوا الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ومرافقيهما بأبشع أسلوب عسكري.
وحذر قاآني المسؤولين الأميركيين، قائلاً: سننتقم من الأميركيين في داخل منازلهم ومن الناس من حولهم دون أن نكون حاضرين، إذا كان هناك حكماء في الولايات المتحدة يواجهون قتلة الشهيد سليماني بأنفسهم، فإن ذلك سيكلفهم ثمناً أقل من انتقام أبناء جبهة المقاومة، لكن هذا الانتقام قد بدأ بالفعل.
على خط مواز أكد عضو لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإسلامي علي زادة، أن المناورات البحرية المشتركة لإيران والصين وروسيا في الخليج أظهرت انتهاء عهد الغطرسة الأميركية.
وحسب وكالة «فارس» قال علي زادة: اليوم لم تتشكل جبهة كجبهة مقاومة فحسب، بل إنها تزداد قوة يوماً بعد يوم، وتتركز إستراتيجيتها في طرد أميركا من منطقة غرب آسيا.
وقال عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي: ما يحدث الآن في الجغرافيا السياسية للمنطقة هو أن قطب المنطقة يتغير نحو إيران، أي إيران باعتبارها قائداً لجبهة المقاومة بوجود روسيا والصين كقوى ثلاث جديدة تشكل تحالفاً ضد أميركا.
وأضاف علي زادة: إن المناورات البحرية في الخليج التي استضافتها وقادتها إيران، أظهرت أن العالم أحادي القطب قد انتهى، والنقطة المهمة للغاية في هذه المناورات هي أن كل هذه الأحداث تجري في ظل اقتدار إيران.
وأوضح أن رسالة هذه المناورات هي أن نثبت للولايات المتحدة أن عصر الغطرسة قد انتهى، وهي الآن تشهد ظهور حقبة جديدة في السياسة الجيوسياسية العالمية وعليها أن تتماشى مع هذه السياسة، والرسالة الثانية هي أن حقبة أخرى من الأحادية القطبية في العالم قد ولت.