الخارجية: ما تقترفه القوات الأميركية وميليشيات «قسد» ترقى إلى مستوى جرائم حرب … اشتباكات محيط «سجن الصناعة» تتواصل ومحافظ الحسكة لـ«الوطن»: التهجير ممنهج والاحتمالات مفتوحة ونحن جاهزون
| الوطن
احتلت التطورات الخطيرة والمستمرة في محافظة الحسكة صدارة المشهد الميداني، مع إعلان فرار عشرات السجناء من إرهابيي «داعش» من سجن الصناعة عقب السيطرة عليه من قبل التنظيم نتيجة عملية انغماسية شنها التنظيم الإرهابي في غفلة غير واضحة المعالم حتى اللحظة من قبل ميليشيات «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي المسيطرة على المنطقة.
واستمرت أمس لليوم الثالث، المعارك بين مسلحين من التنظيم وميليشيات «قسد»، إثر هجوم للدواعش على «سجن الصناعة» في المدينة والذي يضم آلافاً من مسلحي التنظيم، حيث تواصلت الاشتباكات في أطراف حيي غويران والزهور ومنطقة المقابر ومبنى مديرية المحروقات «سادكوب» ومبنى كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد والمعهد التقاني الهندسي ومخبز الباسل، والمباني الحكومية الأخرى التي تسيطر عليها «قسد» والمحيطة بسجن «الثانوية الصناعية».
فرار دواعش «سجن الصناعة» تسبب حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بتهجير آلاف السوريين من مناطقهم وبصورة ممنهجة، وقيام قوات الاحتلال الأميركي بتدمير مباني المدنيين ومؤسسات الدولة السورية بصورة ممنهجة أيضاً، استدعى إدانة سريعة من قبل سورية التي اعتبرت على لسان وزارة خارجيتها أن هذه الأعمال أدت إلى نزوح آلاف المواطنين السوريين في محافظة الحسكة وزيادة معاناتهم، مطالبة بانسحاب القوات الأميركية من شمال سورية الشرقي والقوات التركية من شمال سورية الغربي، معتبرة أن ما تقترفه القوات الأميركية وميليشيات «قسد» أعمالاً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مطالبة المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بتقديم كل أشكال الإغاثة الطارئة لدعم آلاف الأسر السورية التي تم إجبارها على النزوح من أماكن سكنها إلى العراء في هذه الظروف الجوية القاسية، كما طلبت من مجلس الأمن بالتصدي لمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين الأبرياء في الشمال والشمال الشرقي من سورية.
وزارة الخارجية والمغتربين أشارت في بيانها الذي نشرته «سانا»، إلى جرائم «قسد» والولايات المتحدة بحق المدنيين السوريين في الحسكة، وقالت: إن عصابات «داعش» و«قسد» خلال الأيام القليلة الماضية ارتكبوا مجازر بحق المدنيين وتدميراً هائلاً في البنى التحتية بمحافظة الحسكة، وقد شاركت قوات الاحتلال الأميركي وخاصة سلاح الطيران بشكل همجي في هذه الجرائم التي راح ضحيتها المدنيون الأبرياء بمن فيهم كبار السن والأطفال والنساء من أبناء هذه المحافظة التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية نتيجة للممارسات الدموية لهذه الأطراف.
وأضافت الخارجية، لقد أجبرت آلاف الأسر والعائلات على الرحيل مع أبنائها من منازلها بحثاً عن ملاذات آمنة في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، وتلقت هذه الأسر العناية العاجلة من مأوى وأدوية ومياه نظيفة وأجهزة تدفئة ومواد إغاثية على الرغم من الضائقة التي تمر بها المحافظة بشكلٍ خاص وسورية بشكلٍ عام نتيجة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب اللاأخلاقية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية على سورية.
واعتبرت الخارجية أن الحرب على الإرهاب ليست مجرد دعاية إعلامية ومواقف كاذبة يتم إطلاقها في المنتديات الدولية ومكبرات الصوت، بل إن الحرب على الإرهاب يجب أن تكون مواقف صادقة لا تحتمل التأويل ولا ازدواجية المعايير ولا النفاق السياسي، ولا تصدير الإرهابيين من مكان إلى مكان آخر لخدمة أغراض سياسية وعسكرية لاأخلاقية، محافظ الحسكة اللواء غسان خليل وصف في تصريح لـ«الوطن»، القصف الذي تقوم به قوات الاحتلال الأميركي بالعشوائي والوحشي، مبيناً أن هناك عملية تدمير وتهجير ممنهج للسكان من أحيائهم.
وبين أن المحافظة شكلت فرق مسح ميداني لتسجيل أسماء النازحين، وتم تقديم سيارات إسعاف وعيادات طبية متنقلة للخدمات الطبية والحالات الطارئة والإسعافية، مبيناً أنه جرى كذلك تأمين وسائط لنقل الأسر ضمن أحياء المدينة للوصول لأقاربهم، وتم تشكيل غرفة عمليات تضم مديرية الشؤون الاجتماعية والجمعيات الأهلية والهلال الأحمر العربي السوري لافتتاح مركز إيواء ومن الممكن فتح أكثر من مركز وتم البدء بتجهيز الصالة الرياضية لاستقبال الأعداد الكبيرة من النازحين، وأضاف: «كما سيجري تجهيز عدد من المدارس إذا لزم الأمر ويبدو أنه سيلزم الأمر لأنه تجري عملية تهجير ممنهجة».
وأشار محافظ الحسكة إلى أن «قسد» استقدمت تعزيزات لتطويق المنطقة، وعمد الطيران الحربي والمروحي والمسير الأميركي على التحليق المكثف وقصف مباني المدنيين وتدمير عدد من مباني ومؤسسات الدولة بذريعة وجود داعش.
ولفت إلى احتمالية وجود سيناريوهات أميركية يجري التخطيط لها جراء كل ما يحدث، ولاسيما أن هذه المناطق قريبة من قاعدته اللاشرعية وهناك ربما سعي لإفراغها من سكانها، مؤكداً أن حقيقة ما يجري ستكشفه الساعات والأيام القليلة القادمة.
وبخصوص خطورة انتقال أو تسلل الدواعش باتجاه مناطق سيطرة الدولة، أكد محافظ الحسكة، أن هذا الاحتمال قائم واتخذنا إجراءات كافية عبر التشديد في عمليات التفتيش على المعابر وجرى تعزيز الحراسات وسط المدينة، كما جرى اتخاذ إجراءات خاصة خشية محاولة الإرهابيين التسلل بالزي النسائي.
ورأى أنه من غير المعروف حتى الآن إلى أين ستذهب الأمور، ولاسيما أن سجن الصناعة لا يزال خارج سيطرة ميليشيات «قسد» وقال: «الأمور قابلة لكل شيء ونحن جاهزون».