تغيير مسار طائرتين فرنسيتين بسبب إنذار كاذب … هولاند يدعو إلى تشكيل تحالف واسع ضد داعش.. وانتهاء المداهمات شمال باريس بمقتل شخصين واعتقال سبعة آخرين
دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس إلى تشكيل تحالف واسع لتوجيه ضربات حاسمة ضد داعش والإرهاب، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق بتنظيم يهدد العالم كله وليس بلداً محدداً. وأضاف هولاند في اجتماع رؤساء بلدية فرنسا: إن «الإرهابيين أرادوا إدخال فرنسا في الظلامية والخوف من خلال استهداف القيم الكونية التي تدافع عنها»، ورأى أنه من الواجب حماية الشعب الفرنسي، لافتاً إلى أنه سيجري تعزيز القوات الأمنية في البلديات على امتداد فرنسا.
ورأى هولاند أن لا اختلاف بين الأراضي الفرنسية في محاربة الإرهاب. وأشار إلى أنه جرى تكثيف العمليات ضد داعش في سورية، مؤكداً أن حاملة الطائرات شارل ديغول أبحرت لتوها إلى البحر المتوسط للمشاركة في الضربات.
الرئيس الفرنسي قال إن فرنسا قررت إعادة المراقبة الحدودية، مشيراً إلى أنه اقترح توسيع حالة الطوارئ في فرنسا وفي الأراضي الفرنسية وراء البحار.
وتأتي كلمة الرئيس الفرنسي بعد العملية التي قامت بها الشرطة الفرنسية أمس ومداهمتها لإحدى الشقق السكنية شمال باريس والتي استهدفت فيها العقل المدبر لاعتداءات باريس، وأسفرت عن مقتل إرهابيين اثنين بينهما انتحارية واعتقال سبعة آخرين، على حين أصيب ثلاثة من عناصر الشرطة.
ولفت هولاند إلى أن مداهمات الأمس وإجراءات الإقامة الجبرية تهدف إلى تحديد المتواطئين المحتملين، وعزل التطرف ووضع حد للتهريب. وأشار إلى أنه يجب أن يكون لدى فرنسا إطار قانوني متين لمواجهة الظروف الاستثنائية، لافتاً إلى أنه اقترح تعديلاً دستورياً لذلك.
وقال هولاند إن الحرب على الإرهاب بدأت منذ سنوات، لكنه أشار إلى الحاجة إلى مزيد من الوقت لوضع حد له.
في غضون ذلك انتهت العملية التي نفذتها قوات النخبة في الشرطة الفرنسية منذ فجر أمس مستهدفة شقة في ضاحية سان دوني شمال باريس في سياق التحقيق حول اعتداءات الجمعة، على ما أفاد مصدر في الشرطة. وأوضح المصدر أن شخصين متحصنين في الشقة قتلا هما امرأة فجرت نفسها في سابقة في فرنسا ومشتبه فيه لم يتم تحديد هويته بعد، خلال عملية مكافحة الإرهاب التي استمرت نحو ثماني ساعات واستهدفت شقة في مبنى بوسط سان دوني المخصص للمشاة بضاحية شمال باريس والذي طوقته القوات تماماً.
كما أسفرت العملية عن اعتقال سبعة أشخاص ثلاثة منهم أخرجتهم الشرطة من الشقة واثنان كانا في شقق مجاورة واثنان آخران في الجوار.
وأصيب ما لا يقل عن خمسة عناصر من قوة النخبة في الشرطة بجروح طفيفة في العملية التي استهدفت الإرهابي البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه مدبر أعنف اعتداءات في تاريخ فرنسا، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة.
وطلبت الشرطة الفرنسية من سكان ضاحية سان دوني البقاء في منازلهم جراء عمليات المداهمة لضمان سلامتهم.
وتأتي عملية المداهمة في إطار التحقيقات التي تجريها السلطات الفرنسية، وذلك بعد 5 أيام من الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس، الجمعة 13 الشهر الجاري، والتي راح ضحيتها 129 شخصاً.
وقال مدعي باريس فرانسوا مولان إن السلطات التي أمرت بمداهمة الشرطة لمبنى في ضاحية سان دوني بشمال باريس تلقت معلومات قادتها للاعتقاد بأن المدبر المشتبه في هجمات يوم الجمعة الماضي قد يكون بالداخل. وقال مولان بعد انتهاء الحصار الذي اعتقل فيه سبعة أشخاص ولقي اثنان حتفهما إنه يستحيل في هذه المرحلة التأكد من الأشخاص الذين كانوا فعلاً داخل الشقة السكنية. وأضاف: «خلال التحقيق أنجزنا عملاً كثيراً مكننا من الحصول من خلال الاتصالات الهاتفية والمراقبة وإفادات الشهود على عناصر مكنتنا من التفكير في أن أباعود قد يكون في شقة للمتآمرين في سان دوني». من جهة أخرى أعلنت السلطات ووسائل إعلام عدم العثور على متفجرات على متن طائرتي «إير فرانس» اللتين تم تغيير مسارهما أول أمس بعيد إقلاعهما من الولايات المتحدة إلى باريس إثر تهديدات هاتفية من مجهول بوجود قنبلة.
رويترز – أ ف ب – روسيا اليوم