عربي ودولي

محفوظ لـ«الوطن»: الانفتاح الكويتي مرتبط بموقف أميركا والعرب من سورية … الصباح: حملت رسالة وأفكاراً لبناء الثقة.. عون: ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف

| منذر عيد- وكالات

أكد وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا، أمس الأحد، أنه حمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجدداً مع لبنان، والتي قال عون إنها ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف، في حين شدد رئيس المجلس الوطني اللبناني للإعلام عبد الهادي محفوظ، في تصريح لـ«الوطن»، أمس، أن مقاربة الموقف الخليجي عموماً وتحديداً الكويت الذي يحمل شيئاً من الانفتاح، ينبغي ربطه بالموقف الأميركي والعربي من سورية ولبنان، وأن الانفراج الكامل ينتظر الضوء الأخضر الأميركي بالنسبة لدول الخليج.

ونقل موقع «النشرة» عن الصباح قوله، بعد لقائه عون: «إنّني نقلت إليه السبب الرئيس لزيارتي، إذ أحمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية، كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثّقة مجدداً مع لبنان، كلها مستنبطة وأساسها قرارات الشرعية الدولية، وقرارات سابقة لجامعة الدول العربية، وهُم الآن بصدد دراستها، وإن شاء اللـه يأتينا الرد قريباً».

وأضاف: «طالبنا بألا يكون لبنان منصّةً لأي عدوان لفظي أو فعلي، ونريده مثلما كان، عنصراً متألقاً، وأيقونةً مميزةً في العالم والمشرق العربي (…) ليس منصة عدوان أو مكاناً لجلب أي حساسية تجاه هذا الشعب الجميل».

وأكد الصّباح أنه لا يوجد هناك أبداً أي توجّه للتدخل بالشؤون الداخلية للبنان، بل تم طرح إجراءات لإعادة بناء الثقة، مشيراً إلى أن العلاقات الدبلوماسية لم تُقطع مع لبنان، والكويت ترحب باللبنانيين بمستوياتهم كافّة لزيارتها، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب ستكون ثنائية وللمشاركة باجتماع تشاوري عربي سيُعقد في الكويت؛ وهناك دعوة سابقة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

من جهته أعلن عون أن أفكار المبادرة لإعادة بناء الثقة التي نقلها الوزير الكويتي ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها «وهناك حرص لبناني ثابت على الحفاظ على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية».

وبعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في عين التينة، أكد الصباح أن دول الخليج لا تتدخّل أبداً بالشّؤون الداخلية للبنان، قائلاً: زيارتي لا تخرج عن الرسائل الـ3 التي ذكرتها سابقاً، وهي أولًا تعاطف وتضامن ومحبة للشعب الشقيق، ثانياً رغبة بتطبيق سياسة النأي بالنفس وألّا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي، وثالثاً رغبة لدى الجميع بأن يكون لبنان مستقراً، آمناً وقوياً، فقوته هي قوة للعرب جميعاً».

وفي السياق نقلت «النشرة» عن مصادر مطّلعة، أن الرسالة التي يحملها الصباح إلى لبنان، تتكون من 15 بنداً، أكثرها يتعلّق بالإصلاحات المطلوبة، في حين ينحصر بندان بسلاح حزب الله.

وعلمت «النشرة» أن الرسالة تضمّ تشجيعاً على قبول بيروت بمضامينها، مقابل مؤازرة عربية ودولية للبنان، للخروج من أزماته الاقتصادية والسياسية.

في السياق أكد رئيس المجلس الوطني اللبناني للإعلام عبد الهادي محفوظ، في تصريح لـ«الوطن»، أمس أن زيارة وزير خارجية الكويت إلى لبنان، والطرح الكويتي يأتي في سياق عودة العلاقات الطبيعية الكاملة بين الكويت ولبنان، لأن العلاقات التاريخية اللبنانية – الكويتية كانت جيدة باستمرار، إضافة إلى ما يجمع بين البلدين.

وبين محفوظ أن مسألة النأي بالنفس التي يطالب بها لبنان في العلاقات مع الدول الإقليمية، تحتاج إلى نقاش، ذلك أن نظرية النأي بالنفس مسألة قابلة للنقاش فالدول الخليجية عموماً لم تنأَ بنفسها عما حصل في سورية، بالجامعة العربية، ولبنان دولة تنأى بالنفس إلا في قضية الصراع العربي – الإسرائيلي إذ لا يمكن للبنان أن يكون دولة محايدة، وهي ملتزمة بمسألة النأي بالنفس فيما يتناول الدول الخليجية.

وأوضح أن الدول الخليجية لا تنأى بالنفس في الموضوع اليمني ولذلك لا يمكن لها أن تطالب حزب اللـه بالنأي بالنفس، وهو طرف محلي لا يتدخل بموقف الدولة اللبنانية، وهو حليف بشكل ما لحركة أنصار اللـه اليمنية، وبالتالي يأخذ المواقف التي تناسب حساباته الخاصة، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تملي عليه المواقف التي تريدها.

وأكد محفوظ أن لبنان يلتزم بعلاقات جيدة رسمياً بجميع الدول الخليجية وتحديداً السعودية والكويت إنما قد تكون نظرية النأي بالنفس، ألا يتم تدخل لبناني بالأوضاع الداخلية الخليجية وهذا أمر مشروع، لكن مقاربة الموقف الخليجي عموماً وتحديداً الكويت الذي يحمل شيئاً من الانفتاح على لبنان ينبغي ربطه بالموقف الأميركي.

وأكد أن أميركا لا تريد أن ينهار الوضع اللبناني بالكامل، وهي تستخدم الضغوط على لبنان ولكن بالوقت نفسه تساهلت في موضوع ما يسمى «قانون قيصر» بما يخص تسهيل مرور الغاز والكهرباء عن طريق الدولة الجارة والشقيقة سورية، مشيراً إلى أن ثمة توجهاً جديداً نحو الوضع اللبناني وهذا الوضع الأميركي الجديد يرتبط بأن الحسابات الفعلية هو أن الاتفاق النووي الأميركي الإيراني في الطريق إلى التحقق والحصول، ما يفترض انفراجاً على صعيد المنطقة ومستقبلاً في لبنان وسورية.

وتابع: من هذه الزاوية يجب مقاربة الانفتاح الكويتي على لبنان وهو انفتاح يرتبط بسياسة الجامعة العربية التي يفترض أن تنفتح في علاقاتها مع سورية، وقد بدأنا نشهد شيئاً من بدايات هذا الموقف من خلال تعاطي ومواقف بعض الدول الخليجية مع سورية، والانفراج الكامل ينتظر الضوء الأخضر الأميركي بالنسبة لدول الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن