سورية

ظهور «عصابات الأطفال» في مناطق سيطرة «النصرة»

| وكالات

انتشرت بشكل ملحوظ مؤخراً، «عصابات الأطفال» في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، وتحديداً تنظيم «جبهة النصرة»، في إدلب وشمال غرب سورية، بسبب الفقر وتدهور الأوضاع المعيشية.
وأوضحت سهام النواف «47 عاماً» أنه لم يخطر في بالها أن سبب انقطاع التيار الكهربائي عن منزلها الذي تغذّيه بألواح الطاقة الشمسية أعلى البناء الذي تسكنه، هو عصابة من الأطفال الذين راحوا يقطعون الأكبال من أجل بيعها بعد سرقتها، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وبينت النواف، أنها أرادت أن تلقي نظرة على سطح البناء لتفقّد ما يجري وتبحث عن سبب انقطاع الكهرباء الفجائي عن المنزل، لتفاجَأ بمجموعة من الأطفال يحملون الأكبال ويولّون هاربين.
وأشارت إلى أنها استطاعت بمساعدة الجيران إلقاء القبض عليهم، ليتبيّن أنهم نازحون من ريف حلب ويقطنون المخيمات القريبة من مدينة الدانا بريف إدلب، واعتمدوا مهنة السرقة من أجل الإنفاق على أنفسهم وأهلهم في ظل الغلاء والفقر وقلة فرص العمل.
وقالت: «كانوا ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9-12 عاماً، لم نشأ تسليمهم للجهات الأمنية مُشفقين على صغر سنِّهم وأوضاعهم السيئة التي دفعت بهم للقيام بهذا الفعل، واكتفينا بتحذيرهم من مغبّة هذا العمل الذي سيدمّر مستقبلهم ويهوي بهم في غياهب السجون».
وفي السياق، أوضحت نجوى القاسم «25 عاماً»، أنها تعرضت لسرقة حقيبة اليد الخاصة بها من قِبَل أحد الأطفال حيث باغتها وانتشلها وهرب مسرعاً، من دون أن تتمكّن من اللحاق به وسط الازدحام في شوارع مدينة إدلب.
وأشارت إلى أن الطفل عمره كان يتراوح بين 10-13 عاماً، ولم ترَ له مثيلاً بخفّة يده وركضه السريع الذي جعله يختفي من أمامها في ثوانٍ معدودة، ولم تتمكن من استرداد ما سُرِق منها حتى الآن، وكان في حقيبتها المسروقة جهازها الخليوي وبعض النقود إضافة إلى قطعة ذهبية.
وأكدت القاسم، أنها غدت أكثر حذراً من حوادث السرقة بعد الحادثة التي تعرضت لها، والتي أفقدتها ثقتها بكل من حولها حتى الأطفال الذين كانوا رمزاً للبراءة والبساطة سابقاً.
من جهتها، بينت المرشدة الاجتماعية، أمل الزعتور، «35 عاماً»، أن عدة عوامل ساهمت في انتشار ظاهرة «عصابات الأطفال» وانحرافهم، ومن أهمها الفقر الذي وصل لمعدلات غير مسبوقة في المنطقة والتهجير والنزوح وفقدان مقومات الحياة وعدم وجود المدارس في مناطق هؤلاء الأطفال، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية، وقلّة وعي أولياء الأمور بأهمية تعليم الأطفال وضرورة متابعتهم ومنع تشردهم، إضافة لعدم وجود جهات تهتم بأمور الأطفال المشرّدين وتعمل على إعادة تأهيلهم واحتوائهم.
وفي وقت سابق، أشار نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إلى أن «97 بالمئة من سكان إدلب يعيشون في فقر مدقع، معتمدين على المساعدات الإنسانية في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية الأخرى».
وقدّرت منظمة «يونيسيف» عدد الأطفال خارج مقاعد الدراسة في سورية بنحو 3.2 مليون طفل، حيث أصبحت مدرسة من كل 3 مدارس لا تصلح للاستخدام بسبب ما لحق بها من تدمير وضرر جراء الحرب، أو لتحوُّلها إلى أماكن إيواء للعائلات النازحة.
وبينما تئن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «النصرة»، نتيجة الوضع المعيشي السيئ، وغياب أبسط الخدمات العامة، يقوم التنظيم بتجمع أموال الضرائب والإتاوات التي يفرضها على السكان في إدلب، ويحوّل جزءاً كبيراً منها إلى استثمارات لصالح متزعميه داخل تركيا، كما يقوم التنظيم بسرقة المساعدات المخصصة للمواطنين، وتخزينها لديه، وفق ما ذكرت تقارير صحفية مؤخراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن