بهدف إطلاعهما على تفاصيل العمليات الروسية الموسعة … بوتين يتصل بالسيسي وآل نهيان والرئيس المصري يؤكد دعمه لأعمال الجانب الروسي لإنهاء «الأزمة» في سورية
وكالات :
لم يمض يوم واحد على تكثيف موسكو حملته الحربية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية، حتى اتصل الزعيم الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره المصري وولي عهد أبو ظبي ليخبرهما عن تفاصيل العمليات الروسية الموسعة.
وعقب إعلان السلطات الروسية عن مسؤولية تنظيم داعش الإرهابي عن إسقاط الطائرة الروسية في سيناء قبل أسابيع، أعلنت موسكو تكثيف حملتها الجوية ضد التنظيم المتطرف في سورية. واستهدفت روسيا بصواريخ من بوارجها الحربية شرقي البحر الأبيض المتوسط وطائراتها الإستراتيجية، مواقع لداعش في مدينة الرقة، كما عززت طائراتها الحربية في سورية بأكثر من 30 طائرة.
وأمس، أكد بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة تعزيز وتوحيد جهود كل المجتمع الدولي في مكافحة التهديد الإرهابي، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم» عن بيان صادر عن المكتب الصحفي للكرملين. وأوضح البيان أن الطرفين اتفقا كذلك على فرض إجراءات إضافية لتوفير أمن الطيران بين روسيا ومصر بأقصى حد، من أجل استئنافه قريباً.
وبحسب الكرملين أطلع بوتين السيسي، على حيثيات تكثيف العملية العسكرية ضد المتطرفين والإرهابيين في سورية، حيث «أبدى الرئيس المصري دعمه لأعمال الجانب الروسي الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية».
وصدر عن الرئاسة المصرية بيان، أشار إلى توافق الرئيسين على «أهمية تضافر جهود البلدين معاً من خلال مقاربة دولية شاملة تضمن اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد قوى التطرف والإرهاب التي باتت تستهدف كافة دول العالم دون تفريق».
وشدد الرئيسان على أهمية العمل المشترك بالتعاون مع الدول الصديقة من أجل تحقيق واقع أفضل لشعوب المنطقة، والحفاظ على مؤسسات دولها وصون مقدرات شعوبها، مشيرين إلى أن تحقيق الأمن واستعادة الاستقرار في مختلف دول الشرق الأوسط سيساهمان بفعالية في دحر الإرهاب وانحساره في باقي أنحاء العالم.
كما تحدث بوتين مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان عن العملية الروسية في سورية.
في غضون ذلك وقع الرئيس الروسي أمراً بشأن تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارات للتصدي لتمويل الإرهاب.
وبينت وزارة الدفاع الروسية ضعف جهود التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمواجهة داعش في سورية، إذ كشفت الوزارة أن المقاتلات الروسية نفذت في سورية أول أمس 127 غارة ودمرت 206 مواقع للإرهابيين، وذلك مقابل 20 غارة لقوات التحالف على داعش، دمرت 14 موقعاً.
وقبيل وصوله إلى العاصمة الفلبينية مانيلا للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «إبيك»، دعا رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف جميع دول العالم إلى توحيد الجهود والقوى لمحاربة خطر الإرهاب العالمي. وقال في حديث للصحفيين: «إذا بقينا مقسمين فإن روسيا ودولاً أخرى ستكون قادرة بطريقة ما على مواجهة الإرهاب، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الثمن الذي سندفعه؟».
واستغرب ميدفيديف الموقف قصير النظر الذي تتخذه الدول الغربية حتى في ظروف الحرب المعلنة من قبل الإرهابيين ضد العالم برمته، بأنها لا تريد التعاون مع روسيا، لافتاً إلى أن الحرب معلنة ضد الحضارة العالمية برمتها وهي تهديد عالمي واسع النطاق، وهو ما يتطلب «رداً موحداً ومنسقاً ومتكاملاً».
بدوره دعا مجلس الاتحاد الروسي دول العالم إلى التخلي عن ازدواجية المعايير وتوحيد التشريع المضاد للإرهاب وإقامة تحالف واسع من أجل مواجهة التحدي الإرهابي في إطار القانون الدولي.
وذكر موقع «روسيا اليوم» أن مجلس الاتحاد الروسي تبنى أمس بياناً دعا فيه البرلمانات في العالم إلى «تبني الوثائق المطلوبة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية من أجل تجريم الإرهاب وأي دعم له، وتوحيد شروط التعاون لكل أجهزة مكافحة الإرهاب من أجل ملاحقة ومعاقبة الإرهابيين وأعوانهم وذلك من خلال استخدام قدرات الدبلوماسية البرلمانية للاتفاق على القرارات بهذا الشأن».
وصدرت دعوة مماثلة عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وخلال لقائه نائب وزير الدفاع الصيني سيوي تسيليان في موسكو أمس، قال شويغو، بحسب موقع «روسيا اليوم»: إن «أحداث الأشهر والسنوات الأخيرة تؤكد أن التهديد الأساسي للسلام والاستقرار اليوم هو الإرهاب»، مبيناً أن «الهجمات الإرهابية ضد طائرتنا ومأساة باريس تؤكد ضرورة أن نوحد جهودنا ونتضامن في محاربة هذا الشر العالمي».
وأوضح أن الوقت حان لوضع مصلحة الأمن المشتركة لدى كل الشعوب فوق المصالح الجيوسياسية القومية الضيقة للدول.