من دفتر الوطن

إنما الأمم الأخلاق

| عصام داري

منذ مدة شاهدت كما شاهد غيري صورة قيل إنها لوزير الكهرباء الياباني وهو ينحني لمدة ثلث ساعة ليعتذر من اليابانيين لأن التيار الكهربائي انقطع لمدة ثلث ساعة.

قد تكون الصورة مفبركة، وقد لا تكون، إلا أنني لا أستغرب إذا كانت القصة حقيقية لمعرفتي باليابان وأخلاق شعبها.

في المدارس اليابانية تدرس مادة الأخلاق وهي أهم من كل المواد بما فيها العلمية، لأنها الأساس في التعامل بين بني البشر، وهذا أمر يحسب لليابان في العالم أجمع.

أنا شخصيا لا أريد من السيد وزير الكهرباء أن ينحني لمدة ست أو عشر ساعات وهي المدة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي عن بني البشر في سورية، أتمنى عليه فقط أن يخبرنا سبب هذا الانقطاع، أو يأمر أحد حجاب الوزارة بالظهور على شاشتنا الفضية وتسويغ انقطاع التيار، والله لا يقطع لكم سيارة ولا دراجة هوائية!

لا أريد أن يظهر السيد وزير التجارة الداخلية وسلخ المستهلك ليعتذر عن تأخير رسائل السكر والرز وزيت القلي، بل نتمنى عليه أن يسمح لمستخدم في وزارته العامرة بالتفضل على الشعب الصابر والناطر وإعلامنا عن أسباب التأخير، وعسى المانع خيراً.

لا نريد من السيد وزير النفط الاعتذار عن أسباب انقطاع الغاز وارتفاع سعر الأسطوانة، ولا عن تقنين المازوت والبنزين والكاز والفيول والصخر السجيلي، إنما نريد من معاليه أن يخبرنا المزيد عن اكتشاف الغاز في تدمر ومتى سيتم استخراجه وضخه في السوق، وهل ستحل أزمة المحروقات في هذا القرن أم بعد ذلك؟

وما دمنا نطالب الجهات الرسمية بحقوق أبناء البشرية، فلا بأس أن نطالب وزير الإعلام والمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الصديق حبيب سلمان بتسيير شاحنات تركب عليها شاشات ضخمة تدور بين الأحياء أثناء بث نشرات الأخبار فقد أصبحنا لا نعرف الأخبار بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وبالمعية، نتوق إلى مشاهدة الندوات السياسية والمحللين السياسيين لسماع الدرر التي يظهرونها على شاشتنا الوطنية.

الشعب يريد من كل وزارة ومؤسسة وإدارة تسيير سيارات بشكل يومي في المدن والقرى مسلحة بمذيعين نوع أول وبافلات ذات صوت مرتفع لإبلاغ الناس بآخر قرارات الحكومة ومؤسساتها ووزاراتها ومديرياتها كي يكون الشعب على بينة مما يجري في وطنه الحبيب.

نريد أخيراً، وتيمناً بالأخت دبي، الحصول على الإقامة الذهبية، أو الفضية إذا كانت الذهبية مرتفعة الثمن، ولا نمانع حتى لو كانت برونزية أو كرتونية و.. ورقية، المهم أن تكون عندنا إقامة مع بطاقاتهم الذكية ومخصصاتنا من السكر والزيت والرز والسردين وأي منحة تتكرم علينا بها الوزارة المختصة.

هذه الدفعة الأولى من المطالب الشعبية فإذا حصلنا عليها سنرسل لكم الدفعة الثانية، ولكم الشكر.

كتبت هذه الزاوية على جهاز الموبايل نظراً لانقطاع التيار الكهربائي والنت معاً.. فسامحونا ولكم الأجر والثواب عند الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن