الائتلاف لم يبلور موقفه بعد من خطة فيينا … هيئة التنسيق: عقد مؤتمر المعارضة في السعودية سيترتب عليه مخاطر
دعت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة أمس قوى المعارضة إلى «لقاء مشترك تداولي بأسرع وقت»، تمهيداً للعملية السياسية التفاوضية للعمل السياسي وإعداد ورقة تفاوضية وتشكيل وفد تفاوضي وازن ومقبول للتفاوض مع وفد حكومي بناء على ما نص عليه البيان الختامي لاجتماع «فيينا 2»، وكشفت في الوقت نفسه أنه بات من «شبه المؤكد» أن اجتماع «فيينا 2» كلف السعودية بعقد مؤتمر لقوى المعارضة من أجل تشكيل وفدها الموحد.
وقال عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق منذر خدام لـ«الوطن»: إن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا يفضل أن تلتقي قوى المعارضة وتشكل وفدها، وألا يتم تشكيل هذا الوفد من قبل قوى خارجية». وأضاف: «يبدو أنه بات من شبه المؤكد أن اجتماع «فيينا 2» كلف السعودية بأن تقوم بعقد مؤتمر لقوى المعارضة على أراضيها»، لافتاً إلى أن بعض قوى المعارضة تلقت دعوات من السعودية التي تنسق مع دولة الإمارات بشأن هذا الموضوع. وبعد أن أوضح خدام أن هيئة التنسيق لم تتلق دعوة من السعودية حتى الآن، ذكر أن الهيئة تلقت دعوة من الإمارات من أجل زيارتها ومناقشة الموضوع. واعتبر خدام أن عقد مؤتمر المعارضة في الرياض سيترتب عليه «مخاطر لأن السعودية قد تمارس بعض الضغوط على الأطراف المشاركة»، كما أنها تريد إشراك قيادات مجموعات مسلحة في المؤتمر وهو الأمر الذي ترفضه هيئة التنسيق. والأربعاء ذكر خدام في تصريح لـ«الوطن» أنه لم يتم حتى الآن تحديد المكان الذي سيعقد فيه مؤتمر القوى والتيارات المعارضة لتشكيل وفدها الموحد.
وقال خدام في تصريحه أمس: إن هيئة التنسيق تسعى حالياً لعقد اجتماع مصغر لقوى المعارضة من ضمنها الائتلاف في بروكسل يشارك فيه من 25 – 30 شخصية، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي يرحب بذلك.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أصدر المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق بياناً، رحب فيه بالبيان الختامي الصادر عن لقاء فيينا الذي عقد السبت الماضي، وما تضمنه من تصميم على العمل الجاد لوقف إطلاق النار خلال فترة قريبة، والاتفاق على تحديد جدول زمني لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر، وعلى إجراء انتخابات رئاسية ونيابية خلال ثمانية عشر شهراً.
واعتبر البيان أن بيان فيينا الأخير يمثل خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح لحل الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة بعد البيان الختامي الصادر عن لقاء فيينا في الثلاثين من الشهر الماضي ومكملاً له.
ورأى البيان أن جدية مجموعة الاتصال الدولية في لقاءات فيينا نحو تنفيذ بيان جنيف 1، وتشكيل الحكومة الانتقالية، يضع قوى المعارضة أمام مسؤولياتها الوطنية لاستكمال جمع وتوحيد جهود المعارضة، وتوحيد رؤيتها حول تفسيرها لبيان جنيف 1 ووسائل تنفيذه وتشكيل وفد المعارضة الوازن والمقبول الذي نص عليه البيان.
وفي هذا السياق قال البيان: إنه «بهدف توحيد وتفعيل رؤى وجهود المعارضة الوطنية الديمقراطية دون استثناء أي طرف منها تمهيداً للعملية السياسية التفاوضية للعمل السياسي وإعداد ورقة تفاوضية والعمل على تشكيل وفد تفاوضي وازن ومقبول وفق ما أشار إليه بيان جنيف 30/6/2012 يدعو المكتب التنفيذي إلى لقاء مشترك تداولي لقوى المعارضة بأسرع وقت».
كما رحب البيان بجهود الاتحاد الروسي، وباستمرار التوافق الأميركي الروسي والدولي والإقليمي والعربي على العمل الجاد لحل الأزمة السورية كأولوية، وإنقاذ سورية دولة شعبا من مخاطر الحرب المستعرة فيها عبر التسوية السياسية التي تنهي الاستبداد وتمهد للانتقال الديمقراطي بالتوازي مع محاربة الإرهاب واستئصاله.
على خط مواز نقل موقع «زمان الوصل» المعارض عن مصدر خاص: أن موقف الائتلاف من بيان فيينا لم يتبلور بشكل كامل بعد. وأشار المصدر إلى أن هناك اتفاقاً سابقا مع دي ميستورا يشكل بمقتضاه الائتلاف وفد المعارضة ويقوده، مؤكداً أنه «سيتم العمل على هذا الأساس بدعم الدول المحورية الإقليمية الثلاث السعودية وتركيا وقطر».
وفي السياق ذكر الموقع أن الهيئة السياسية في الائتلاف بحثت الثلاثاء مع السفيرين الأميركي «مايكل راتني» والبريطاني «غاريث بايلي»، بيان فيينا والتطورات السياسية الأخيرة في سورية.
وأكد ممثلا واشنطن ولندن على مرجعية بيان «جنيف» في أي حل سياسي، وأنه «لا دور لـ(الرئيس) بشار الأسد في مستقبل سورية»، حسب ما ورد في موقع الائتلاف.
وفي اجتماع حفل باستفسارات الهيئة السياسية بشأن بعض ما ورد في بيان فيينا، قال نائب رئيس الائتلاف هشام مروة: «أكدنا للدول المجتمعة في فيينا أن الشعب السوري لن يقبل بـ(الرئيس) بشار الأسد طرفاً في أي حكم انتقالي لسورية، كما أكدنا ضرورة حدوث انتقال سياسي كامل حسب مرجعية جنيف، والقرار 2118، ولابد كذلك من إجراءات بناء الثقة وتأكيد التزام النظام بتطبيق بنود جنيف، مثل وقف القتل والقصف العشوائي، وإطلاق كافة المعتقلين من سجونه».