عربي ودولي

مؤيدوه قطعوا الطرقات في بيروت وتوقعات بأنه يسعى لتأجيل الانتخابات النيابية المقبلة … الحريري يعلن تعليق عمله بالحياة السياسية.. وفرنجية: غيابه سيخلق فرصة للضعفاء

| الوطن - وكالاتوكالات

وسط تحليلات رأت بأن الهدف من الخطوة هو تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة والتمديد لمجلس النواب الحالي بحجة «تأمين الميثاقية»، أعلن رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، تعليق عمله في الحياة السياسية داعياً أعضاء التيار إلى اتخاذ الخطوة نفسها، بينما قطع مؤيدون له العديد من الطرق في العاصمة بيروت احتجاجاً على قراره.

ونقل موقع «النشرة» عن الحريري قوله في كلمة له من بيت الوسط: «من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع أن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي: أولاً، تعليق العمل بالحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وعدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار».
وأشار إلى أن مشروع رفيق الحريري يمكن اختصاره بفكرتين: أولاً: منع الحرب الأهلية في لبنان، وثانياً: حياة أفضل للبنانيين، قائلاً: «نجحت في الأولى، ولم يكتب لي النجاح الكافي في الثانية».
بدوره اعتبر رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، عبر حسابه على «تويتر» أنه «بمعزل عن من يتفق أو يختلف معه فإن الحريري وجه من وجوه الاعتدال في لبنان، وغيابه عن الساحة السياسية سيخلق فرصة للضعفاء الذين سيعمدون الى المزايدات التي تعزّز التطرف، والتطرف هو أكبر خطر على مستقبل لبنان».
إلى ذلك اعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إيلي الفرزلي، أن قرار الحريري بتعليق عمله في الحياة السياسية بغاية الأهمية، وستكون له تداعيات ليس فقط على الطبقة السياسية بل على المعادلة الوطنية برمتها.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الفرزلي قوله: إنه «ستلحق أضراراً عميقة وبليغة لخروج مكون معتدل أساسي يشكل عنصر استقرار في المجتمع اللبناني، وغيابه يشكل طعنة لهذه المعادلة الوطنية وضربة حقيقية، وبالتالي التداعيات قد تكون مهمة بما أنه يجب التفكير بكيفية التعاطي مع هذه الخطوة بجدية وبحماية للمعادلة والتوازنات الوطنية للبلد».
وظهرت ردود فعل مختلفة وسط الشارع اللبناني السياسي والشعبي على خطوة الحريري، وتجلت المواقف المتباينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فبينما تساءل البعض عن الهدف من انسحاب الحريري من الانتخابات والطلب من تيار المستقبل القيام بذات الإجراء، والذي ترافق أيضاً بعزوف «نادي رؤساء الحكومة» السابقين عن الترشح للمجلس النيابي، و«إن كان هناك قرار بتأجيل الانتخابات واللجوء للتمديد بحجة تأمين الميثاقية»؟ اعتبر آخرون أن «الانتخابات ليست مجلس وزراء حتى تفقد الميثاقية، وهناك شخصيات مؤهلة، والأمر يعود للناخب «السني»، وسبق أن قاطع نواب مسيحيون الانتخابات سابقاً، فجاءت النتائج بأن انتخب الشارع المسيحي بديلاً عنهم ولم يراعوا الميثاقية المبتدعة».
وعقب إعلان الحريري قرار تعليق العمل السياسي، قام مؤيدون له بقطع طريق قصقص وطريق كورنيش المزرعة وطريق الكولا وأوتوستراد الناعمة بالاتجاهين.
كما تم قطع الطريق عند أوتوستراد المدينة الرياضية بمستوعبات النفايات والدراجات النارية، وكذلك الأمر في فردان وساقية الجنزير.
وورث الحريري 51 عاماً العباءة السياسية من والده رفيق الحريري بعد اغتياله عام 2005 ليصبح أبرز مسلم سني في السياسة اللبنانية التي تقوم على نظام المحاصصة الطائفية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن