عربي ودولي

القوات اليمنية أكدت أن «إعصار اليمن الثانية» حققت أهدافها … صنعاء: بيان «الجامعة» مدفوع الأجر.. أبو ظبي: الاستهداف لن يمر من دون رد

| وكالات

أكدت القوات اليمنية أن عملية «إعصار اليمن الثانية»، التي استهدفت العمقين السعودي والإماراتي أمس الإثنين، طالت قاعدة الظفرة الجوية وأهدافاً حساسةً أخرى في أبو ظبي، كما دكَّت عدداً من القواعد العسكرية في العمق السعودي في منطقة شرورة وجيزان وعسير، في حين اعتبرت وزارة الخارجية اليمنية أن دعوة الجامعة العربية إلى تصنيف حركة أنصار اللـه «جماعة إرهابية» هي فقدان لشرعيتها، ولا تعبّر عن الضمير العربي، أما على المقلب الآخر فقد أدانت دولة الإمارات بشدة استهداف مناطق ومنشآت مدنية فيها من خلال صاروخين باليستيين أمس، وأكدت أن هذا الاستهداف لن يمر دون رد.
ونقلت وكالة «فارس» عن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع تأكيده أمس الإثنين أن القوة الصاروخية وسلاح الجو اليمني المسيَّر نفذا عمليةً واسعةً في العمقيْن السعودي والإماراتي.
وأشار العميد سريع إلى أنه جرى استهداف قاعدة الظفرة الجوية وأهداف حساسةً أخرى في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بعددٍ كبيرٍ من صواريخ «ذو الفقار» الباليستية، واستُهدفت مواقع حيوية ومهمة في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيّرة نوع «صماد 3».
وأوضح أن القوات المسلحة دكَّت عدداً من القواعد العسكرية في العمق السعودي في منطقة شرورة ومناطق أخرى بعدد كبير من الطائرات المسيرة نوع «صماد 1» و«قاصف 2k»، مبيناً أنه جرى استهداف مواقع حيوية وحساسة في جيزان وعسير بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ الباليستية.
وشدَّد العميد سريع على أن العملية حقّقت أهدافها بدقة عالية، مؤكداً الجهوزية الكاملة للقوات المسلحة في توسيع عملياتها خلال المرحلة القادمة ومواجهة التصعيد بالتصعيد.
وقال العميد سريع: إن «الإمارات مُعرَّضة للاستهداف بشكل مستمرٍ طالما استمرت في عدوانها وحصارها للشعب اليمني».
في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية اليمنية: إن البيان الصادر عن جامعة الدول العربية يعبّر عن فقدان شرعيتها، ويعكس «حجم الإفلاس والعزلة القاتلة التي تعيشها في أوساط شعوب الأمة»،
ونقلت قناة «الميادين» عن الوزارة، قولها في بيان، أمس الإثنين، إن «بيان جامعة الدول العربية الصادر مؤخراً مدفوع الأجر، ولا يعبّر عن الضمير العربي، ولا الرأي العام للشعوب العربية».
وأكد البيان اليمني أن الجامعة العربية فقدت شرعيتها وقيمتها، وماتت في الضمير العربي منذ 40 عاماً، وهي اليوم معزولة ومفصولة تماماً عن شعوب أمتنا.
وتابع: «لا أحد في عالمنا العربي يثق بالجامعة العربية أو يعتد بما يصدر عنها، ولا ينبغي لعاقل في مختلف بلدان العالم أن يتأثر بمواقفها».
وأوضح البيان أن طلب تصنيف جهة يمنية أصلية تمثل الأغلبية من الشعب اليمني ووصمها بالإرهاب ليس طلباً سخيفاً فحسب، وإنما ينم عن جهل مركب بالواقع اليمني.
وحثّت جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة، على اتخاذ قرار حاسم بخصوص الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد أهداف في الإمارات، داعيةّ لتصنيف حركة «أنصار الله» كـ«منظمة إرهابية».
وتراجع الرئيس الأميركي جو بايدن عن قرار إدارة سلَفه الرئيس دونالد ترامب بشأن تصنيف «أنصار الله» كـ«منظمة «إرهابية»، وذلك بعد أقل من شهر من توليه منصبه.
في السياق أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجمات الجوية الأخيرة للتحالف السعودي على اليمن، واعتبرت أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأميركا لها علاقة مباشرة بما يحدث في اليمن من مجازر عبر بيعها الأسلحة للدول المعتدية.
ونقلت وكالة «فارس» عن المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، قوله أمس الإثنين: إن «ما يحدث في اليمن تراجيديا إنسانية، وإيران تقف إلى جانب الشعب اليمني لإيصال صوت هذا الشعب المظلوم إلى العالم»، مؤكداً أن حلّ الأزمة اليمنية يجب أن يكون سياسياً عبر الحوار اليمني-اليمني.
واعتبر أن مواصلة الهجمات العسكرية للتحالف على اليمن في ظل صمت ولامبالاة المجتمع الدولي، وبيع الأسلحة للمعتدين من دون ضوابط، يأتي ضمن نهج متحيّز وازدواجية في المعايير.
ولفت خطيب زاده إلى أن الدول الداعمة لتسليح القوات المعتدية على اليمن، التي تسببت في قتل نساء وأطفال يمنيين عبر تزويد المعتدين بالقنابل والأسلحة المدمرة، هي شريكة ومتواطئة في هذه الجرائم.
وتابع: «إيران ترى أن استمرار الحصار وقصف الشعب اليمني لا يشير إلى عزم وجدية في إيجاد حلّ سياسي لأزمة اليمن»، مضيفاً: «لن ينتج عنه سوى دمار اليمن وعدم الاستقرار في المنطقة».
من جهتها أدانت دولة الإمارات بشدة استهداف حركة «أنصار اللـه» لمناطق ومنشآت مدنية في دولة الإمارات من خلال صاروخين باليستيين أمس، وأكدت أن هذا الاستهداف لن يمر من دون رد.
ونقلت وكالة «وام» عن وزارة الخارجية قولها في بيان إن «هذا الاستهداف يعد تصعيداً خطيراً وعملاً جباناً يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين ما يستدعي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأعيان المدنية من تهديدات الحوثيين».
وأكد البيان أن أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كلّ لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.
وإضافة إلى خسائر أبو ظبي المباشرة، فإن العملية العسكرية اليمنية أدت إلى تدهور كبير للوضع الأمني في الخليج العربي ما ساهم إلى ارتفاع سعر برميل النفط لخام برنت إلى 88.25 دولاراً يوم أمس، وهو أعلى مستوى منذ 30 تشرين الأول 2014، وسط مخاوف من اضطرابات محتملة للإمدادات ونقص الاستثمارات، إضافة إلى تراجع معظم أسواق الأسهم الرئيسية في الخليج في التعاملات المبكرة أمس، مع تراجع مؤشر دبي بأكبر قدر، وفقا لوكالة رويترز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن