عربي ودولي

أوكرانيا: قرار واشنطن سحب عائلات دبلوماسييها سابق لأوانه.. زاخاروفا: الأجندة الإعلامية الأميركية غبية … موسكو: بوتين يتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن روسيا

| وكالات

أكد الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتخذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البلاد وصون مصالحها على المستوى المطلوب، على حين تتصاعد وتيرة الاضطرابات على الحدود الروسية الأوكرانية، وسط زعم بريطانيا أن موسكو تسعى لغزو أوكرانيا، وبدأها هي وواشنطن إجلاء عائلات موظفيهما في سفارتيهما بكييف، الأمر الذي وصفته الخارجية الأوكرانية بـ«السابق لأوانه».
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أمس: «إن رئيس دولتنا بصفته قائداً عاماً وشخصاً يحدد سياسة بلادنا الخارجية يتخذ الإجراءات الضرورية من أجل ضمان أمننا وصون مصالحنا».
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا هي التي بادرت إلى إجراء محادثات ومشاورات حول ضمانات أمن روسيا، وأن موسكو بانتظار رد على مقترحاتها خلال هذا الأسبوع، مضيفاً: إن الهدف من هذه المقترحات هو منع تكرار حالات التوتر الشبيهة بتلك التي تشهدها أوروبا حالياً، موضحاً أن روسيا للأسف تعيش حالياً في «محيط عدائي»، نظراً للبيانات الصادرة عن حلف الناتو.
وفي تعليقه على تدريبات بحرية تجريها روسيا في بحر البلطيق، قال بيسكوف: إن العسكريين الروس لا يمكن أن يتهاونوا مع تنامي أنشطة حلف الناتو العسكرية بالقرب من حدود البلاد.
وعندما سئل عما إذا كان بدء هذه التدريبات رداً على نقل حلف شمال الأطلسي قوات إضافية إلى أطراف الحلف الشرقية، قال بيسكوف: تحركات مثل هذه من قبل الناتو وتنامي أنشطة الناتو بالقرب من حدودنا لا يمكن لعسكريينا أن يتجاهلوها، هم المسؤولون عن أمن بلادنا، وهناك عملية مستمرة من التدريبات والمناورات وتطوير القوات المسلحة والتي لم تتوقف قط وستستمر.
بدوره أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن حلف الناتو ينسب لروسيا نيات عدوانية وهمية بحق أوكرانيا، من أجل تبرير أنشطته المكثفة على أطراف الحلف الشرقية.
وفي تصريحات لوكالة «إنترفاكس» الروسية علق الدبلوماسي على قرار الناتو إرسال قوات إضافية إلى حدود دول الحلف مع أوكرانيا، أكد أن هذا القرار جاء دليلاً جديداً على تعود الناتو على استخدام لغة التهديدات.
وأضاف: إن بإمكان الحلف أن يسهم في تحسين الوضع حول أوكرانيا إذا دعا سلطاتها إلى تطبيق اتفاقات مينسك حول تسوية النزاع في منطقة دونباس بالكامل ومن دون إبطاء، وأعاد النظر ببرامج مساعدة كييف، لأن هذه البرامج تعزز ثقة السلطات (الأوكرانية) بعدم محاسبتها على الجرائم التي ترتكبها ضد شعبها، وتغذي أوهامها بشأن إمكانية حل النزاع بطرق عسكرية.
ومن جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروف: إن روسيا أجابت على جميع أسئلة الولايات المتحدة بخصوص الضمانات الأمنية، وهي بانتظار رد واشنطن.
وأوضحت زاخاروفا في حديث صحفي، أن روسيا قدمت جميع الإجابات الممكنة على الأسئلة التوضيحية من الولايات المتحدة بشأن المقترحات الروسية الخاصة بالضمانات الأمنية، وتنتظر موسكو إجابة بخصوص ذلك، في المستقبل القريب.
وفيما يخص إخلاء السفارة الأميركية لموظفيها من كييف وإصدار تحذيرات لمواطنيها، وصفت زاخاروفا «الأجندة الإعلامية للخارجية الأميركية بالغبية والغريبة».
من جانب آخر لفتت زاخاروفا إلى أن السفارة الروسية في كييف تعمل بشكل طبيعي وكالمعتاد، مشيرة إلى أنه قبل حلول العام الجديد، غادر أقارب بعض الدبلوماسيين الروس والعائلات لقضاء عطلة الأعياد، فبقي البعض، وغادر البعض الآخر.
على خط مواز قالت الخارجية الأوكرانية، أمس، إن قرار الولايات المتحدة بإجلاء عائلات دبلوماسييها في كييف «سابق لأوانه»، في ظل المزاعم عن غزو روسي محتمل.
وحسب وكالة «أ ف ب» قال الناطق باسم الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولنكو، في بيان أمس: نعتبر أن خطوة من هذا النوع من قبل الجانب الأميركي سابقة لأوانها وتعكس حذراً مبالغاً فيه، لافتاً إلى أنه في ظل هذا الوضع، من الضروري أن يتم تقييم المخاطر بوعي والمحافظة على الهدوء.
وزعم نيكولنكو في بيانه بأن روسيا «تقوم بجهود نشطة حالياً لزعزعة استقرار الوضع الداخلي في أوكرانيا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الإعلام ينشر معلومات مضللة ويزرع الذعر في أوساط الأوكرانيين والأجانب.
وكانت واشنطن قد طلبت أول من أمس الأحد من عائلات الدبلوماسيين الأميركيين في العاصمة الأوكرانية كييف، مغادرة البلاد «بسبب التهديد المستمر بعمل عسكري روسي»، كما سمحت بالمغادرة «الطوعية» لموظفي سفارتها هناك.
في السياق ذاته أعلنت الخارجية البريطانية، أمس الإثنين، أنها ستسحب بعض موظفيها وأفراد عوائلهم من سفارتها في أوكرانيا، نظراً لـ«التهديد الروسي المتصاعد» باجتياح كييف.
كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية بدورها أيضاً، أمس، رعاياها إلى تجنب السفر غير الضروري أو العاجل إلى أوكرانيا قدر الإمكان تزامناً مع اتهام موسكو لحلف «الناتو» بتصعيد التوتر بشأن الملف الأوكراني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن