أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، لونا الشبل، أن أي دولة تتخذ قراراً بمكافحة الإرهاب في أي مكان في العالم هي بطريقة أو بأخرى تحرر العالم منه وتحرر نفسها حتى لو لم يكن قد ضربها فعلاً، مشددة على أن الأغلبية العظمى من السوريين يرفضون قبول فكرة «الفدرلة».
وفي مقابلة مع صحيفة «أزفيستيا» الروسية، أوضحت الشبل حسب وكالة «سانا»، أنه منذ انضمام سورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 2013 وهي تتعاون ولم تمتنع ولا مرة عن تلبية أي طلب زيارة للمنظمة، لكن العكس هو ما يحصل، مؤكدة أن المنظمة هي من تمتنع عن الحضور عندما تدعوها سورية للحضور للتحقق عندما تقوم المجموعات الإرهابية باستخدام الأسلحة الكيميائية.
واعتبرت، أنه لا يمكن القول: إن هذه المنظمة تتمتع بالشفافية والنزاهة والموضوعية، لأنه طالما أن مجموعة الدول الغربية التي تسيطر على عمل هذه المنظمة هي المجموعة نفسها التي دعمت الإرهابيين في سورية، لا يمكن القول أبداً إنها تتمتع بالشفافية والموضوعية.
وأضافت: «بشكل عام، سورية مع التعاون مع جميع المنظمات الدولية ولكن شريطة خضوعها للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وابتعادها عن الأجندات السياسية».
وحول إجراء حوار مع «التشكيلات» الكردية في شمال شرق سورية والاستعداد للموافقة على صيغة «الفدرلة»، قالت الشبل: «خلال الحرب لم تتوقف الدولة السورية عن الحوار مع أي من المجموعات التي رغبت بالحوار بما فيها هذه المجموعة التي لا تزال اللقاءات معها مستمرة حتى يومنا هذا، أما مسألة الفدرلة فهي موضوع يرتبط بالدستور وليس برأي الحكومة، والدستور يعبر عن إجماع وطني وهذا الإجماع يتم عبر الاستفتاء، وبالتالي هذا موضوع لا يمكن أن يكون بلقاء بين طرفين حتى لو تم التطرق لمثل هذه الأفكار فإن أي طرف في سورية لا يمكن له البت بمثل هذه المواضيع».
وأضافت: «لو سألتني عن الرأي العام الشعبي فيمكنني أن أقول لك إن الأغلبية الساحقة من الشعب السوري ترفض الفدرلة».
وعن الشركات الروسية التي تشارك حالياً في تنمية الاقتصاد السوري، لفتت الشبل إلى أن الشركات الروسية تعمل في سورية في قطاعات النفط والثروة المعدنية والغاز وترميم بعض المنشآت الكبيرة، لكن بصرف النظر عن المجالات، فإن الأهمية في هذا الموضوع هي القدرة على رؤية الفرص الاستثمارية في سورية حتى أثناء الحرب والتي غالباً لا يرغب المستثمرون بالدخول إليها لأنهم يفضلون البيئات الآمنة تماماً، لكن المهم أن هذه الفرص موجودة ومتاحة وهذه الاستثمارات في ظروف الحصار الاقتصادي الغربي كان لها تأثيرات مهمة جداً في استمرارية الاقتصاد السوري التي أريد لها ألا تتحرك.
وذكرت الشبل، أن سورية لا تزال عضواً في الجامعة العربية وما حدث في تشرين الثاني 2011 أن الجامعة علقت مشاركة سورية في أنشطة المنظمة، وهو مجرد تجميد لعضوية سورية وبشكل مخالف أساساً لأنظمة الجامعة وهو إجراء غير قانوني، موضحة أن دمشق ستعود للمنظمة عندما يتم التراجع عن المخالفة التي حصلت.
ورداً على سؤال عن مشاركة إرهابيين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش في سورية في أعمال الشغب في كازاخستان، أوضحت الشبل، أن هذا يدل على أن الإرهاب ليس له هوية ولا جغرافيا، وأن الإرهاب عالمي عابر للحدود، وأضافت: «هذا يدل على أن أي دولة تتخذ قراراً بمكافحة الإرهاب في أي مكان في العالم هي بطريقة أو بأخرى تحرر العالم من الإرهاب وتحرر نفسها من الإرهاب حتى لو لم يكن قد ضربها فعلاً».
ولفتت إلى أن قرار الدولة الروسية بالدخول مع الجيش العربي السوري بمكافحة الإرهاب كان قراراً مهماً جداً لأن القوات المسلحة الروسية قاتلت مع الجيش وحمت الشعب السوري، ولكنها أيضاً حمت المنطقة كلها وحمت بطريقة أو بأخرى الشعب الروسي من ارتدادات هذا الإرهاب.
ورداً على سؤال حول الفترة الزمنية التي ستبقى خلالها مجموعة القوات الروسية الرئيسة في سورية، أوضحت الشبل أن القوات الروسية دخلت لضرب الإرهاب بالتعاون مع الجيش العربي السوري بناء على قرار من الدولتين وبناء على رغبة سورية بذلك وأيضاً بناء على رؤية عميقة للدولة الروسية وعلى رأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موضوع مكافحة الإرهاب، وبالتالي هذا القرار اتخذ من الدولتين وإنهاؤه وختامه أو تحديد التاريخ النهائي له أيضاً سيؤخذ بالتوافق بين الدولتين.
وأشارت إلى أن العلاقة السورية – الروسية لا تتوقف فقط على القوات، بل هي علاقة قائمة منذ سبعة عقود ومتجذرة وتعتمد على احترام الآخر واحترام حقوق الآخر والمصالح المشتركة، ولذلك العلاقة السورية – الروسية ليست محكومة ببقاء القوات أو خروج القوات هي أعمق من ذلك بكثير.