أمل في إطلاقها في موعدها.. والكرملين أكد أن لا تغيير في خطط الضربات الجوية في سورية … لافروف: لا اتفاق في فيينا على إبعاد الرئيس الأسد عن العملية السياسية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عدم وجود أي اتفاق بين المشاركين في محادثات فيينا حول إبعاد الرئيس بشار الأسد عن عملية التسوية في سورية، معرباً عن أمله في إطلاق العملية السياسية في موعدها.
على خط مواز، أكد الكرملين أن روسيا لن تغير خطط الضربات الجوية التي تشنها في سورية بعد أن أعلنت موسكو أن قنبلة أسقطت طائرة الركاب الروسية التي تحطمت في مصر آخر الشهر الماضي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل في موسكو أمس «لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول عدم مشاركة الرئيس الأسد في مرحلة من مراحل العملية السياسية». وأوضح أن بعض الشركاء قدموا أفكاراً بشأن إبعاد (الرئيس) الأسد، لكن تلك الأفكار لم تحظ بالإجماع خلال محادثات فيينا.
وأشار الوزير الروسي في هذا السياق إلى تعديل موقف «بعض شركائنا الغربيين»، مضيفاً: إن هذا التطور جاء للأسف الشديد بثمن باهظ ناتج عن هجمات إرهابية مروعة.
وأعرب عن أمله في أن يتبنى الشركاء الغربيون الآخرون هذا الموقف أيضاً. وفيما يخص الموقف القائل إنه من المستحيل إطلاق حرب حقيقية ضد داعش وأمثاله إلا بعد توضيح مستقبل الرئيس الأسد، قال لافروف: إنه «يعول على وضع هذه المسألة جانباً».
وأردف لافروف قائلاً: «إننا بحثنا هذا الموضوع بالتفاصيل مع الشركاء الأميركيين الذين سبق لهم أن دافعوا عن هذا المنطق بإصرار. ويبدو لي أنه لم تعد هناك أي شكوك في أن طرح شروط مسبقة لتوحيد الصفوف في محاربة داعش يعد أمراً غير مقبول على الإطلاق».
وأضاف: «ليست «الدولة الإسلامية» دولة، طبعاً، ويكمن واجبنا المشترك في عدم السماح لها بالتحول إلى دولة، على الرغم من محاولاتها لإقامة خلافة».
وتابع: إن موسكو تأمل في أن يتم إطلاق العملية السياسية للتسوية في سورية في الموعد المحدد أي في كانون الثاني عام 2016. وعلى الرغم من إشارته إلى كون هذا الموعد قابلاً للتعديل، قال لافروف: «كلما أجلنا إطلاق العملية السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة، يزداد الوضع سوءاً بالنسبة للشعب السوري».
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء ومقتل ركابها وأفراد طاقمها يعد اعتداء على روسيا، مؤكداً أن موسكو ستستخدم جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها.
في الأثناء، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف «الناتو» ألكسندر غروشكو أن موسكو ملتزمة بخطتها الخاصة بسورية التي تنص، من جملة الأمور، على إشراك السكان المحليين في العملية السياسية وعلى محاربة داعش.
وأكد غروشكو خلال مؤتمر برلين لشؤون الأمن أن روسيا جاهزة للتعاون مع الشركاء الدوليين في هذه المسائل. وبيّن قائلاً: «يجب علينا بالدرجة الأولى القضاء على داعش، ويجب علينا ثانياً المحافظة على سيادة سورية، وثالثاً فعل ما سيسمح للسكان السوريين بالمشاركة في العملية السياسية، ورابعاً المحافظة على سلامة المؤسسات الحكومية السورية، وخامساً السماح للسوريين في تحديد مستقبلهم».
وأضاف: إن «هذا جدول أعمالنا، وليس لدينا أفعال مخفية، فنحن جاهزون للتعاون مع الجميع».
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «ضرورة مكافحة «داعش» مسألة تتطابق فيها مصالح ومواقف موسكو وواشنطن تماماً»، مشيراً إلى وحدة مواقف الجانبين «رغم وجود خلافات تكتيكية».
ونفى بيسكوف تغيير مواعيد العملية الروسية في سورية، قائلاً: «لا، لا توجد أي تغييرات في هذه الحالة. وتجدر الإشارة إلى أن هجوم الجيش السوري مستمر، ولا يمكن مكافحة داعش بفعالية من الجو فقط، والعملية البرية أساسية وضرورية».
وأضاف: «القوة الوحيدة التي تُجري العملية البرية تتمثل في جيش الجمهورية العربية السورية. والقوات الجوية الفضائية الروسية تقوم بدعم الجيش السوري أثناء فترة الهجوم».
وبشأن التحقيق في كارثة الطائرة الروسية في سيناء امتنع المتحدث باسم الكرملين عن الحديث حول موعد نشر تقرير التحقيق في أسباب تحطم الطائرة، مشيراً إلى أن روسيا تجري تحقيقاً خاصاً بها ومصر تجري تحقيقاً آخر.
وقال: «ننطلق الآن من أن رئيس هيئة الأمن الفدرالية أبلغ الرئيس بأن ذلك كان عملاً إرهابياً بالتأكيد».
وأكد بيسكوف أن الحديث الآن لا يدور عن أي تعاون عملي بين موسكو وواشنطن في مكافحة الإرهاب.
وقال تعليقاً على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول دعم روسيا في مكافحة الإرهاب: «هنا ربما يدور الحديث في هذه الحالة عن دعم بالأقوال» ولا يدور الحديث عن أي تعاون عملي في هذا المجال.
وأعاد بيسكوف إلى الأذهان أن الرئيس الروسي أكد من منبر الأمم المتحدة في أيلول الماضي أن الطريق الوحيد لمكافحة «داعش» بشكل فعال يتمثل في إقامة تحالف دولي موحد.
وامتنع المتحدث باسم الكرملين عن التعليق على إمكانية تعاون القوات الروسية مع حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في إطار العملية الروسية في سورية.
(روسيا اليوم– رويترز– سانا)