رياضة

حسابات نظرية!

| مالك حمود

بحماسة كبيرة واندفاع أكبر، تسابقت قيادتنا الرياضية لدعوة مندوب اللجنة الأولمبية الدولية الذي زارنا في الثمانينيات إلى جولة على بعض منشآتنا الرياضية في العاصمة، وكانت رياضتنا آنذاك تتباهى بالكم الواسع من المنشآت التي تحظى بها رياضة العاصمة.

قيادتنا الرياضية اصطحبت المندوب الدولي إلى مدن (تشرين – الجلاء – الفيحاء) ، إضافة لاستاد العباسيين ومرافقه من صالات تدريبية نوعية تحت المدرجات.. وفيما كانت قيادتنا الرياضية تتأهب لتلقي ثناءات المندوب على ذلك الجهد الكبير والحال الواسع من المنشآت التي تعم العاصمة في 4 مواقع جغرافية متباعدة، كانت المفاجأة برد المندوب الضيف، الذي أبدى استغرابه من حالة اعتبرها غلطاً وغير مسبوقة.!
المندوب الأولمبي استغرب إقامة 4 ستادات لكرة القدم في المدينة نفسها، متسائلاً وهل كنتم تريدون تنظيم كأس العالم مثلا..؟!
وتابع كلامه: الإكثار من ملاعب كرة القدم مهم وضروري، ولكن أنتم لستم بحاجة لملاعب بمدرجات، وكان الأجدر وجود ملعبين بمدرجات، وبتكلفة الاثنين الآخرين يمكن إنشاء 10 ملاعب تدريبية لكرة القدم ومنتشرة في عدة أماكن جغرافية، فأنتم بحاجة لملاعب تدريب أكثر من غيرها، طبعاً هذا الكلام كان يقوله قبل ظهور منشآت أندية الوحدة والمجد وقاسيون والفيحاء والمحافظة.
واليوم تدور عجلة الزمن وتتكرر التجربة بعد عشرات السنين.!
جميل أن يتم تركيب أرضية خشبية (باركية) للصالة الرياضية في مدينة السويداء، ولكن أليس الأجمل لو وفرنا تكاليف هذه الأرضية الباركية ذات التكلفة العالية، وبهذه التكلفة قمنا بإنشاء عدة صالات تدريبية في بلدات متعددة في المحافظة نفسها؟!
قلناها مراراً كرة السلة السورية بحاجة ماسة لصالات تدريب، وهذه مشكلة مزمنة ومصدر معاناة في عدة مدن ومنها السويداء التي كانت تشارك ذات يوم بعدة أندية في بطولات السلة السورية، لدرجة أن اتحاد السلة اعتمد لها مجموعة جغرافية خاصة بها، وهي محافظة غنية بالخامات والقامات التي تنتظر فرصتها للظهور والصالات الكفيلة بتنمية مواهبها، وتطوير مهاراتها في لع بة تصعب ممارستها في الملاعب الصيفية الإسمنتية، وبالتالي وبتكلفة الباركية الخشبية كان يمكن إنشاء عدة صالات منتشرة في أطراف المحافظة لكسب الأجيال وبناء الآمال، فالعبرة في كيفية توظيف المال وتوجيهه نحو الهدف الأمثل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن