سورية

تواصل غياب المنظمات الدولية عن دعم النازحين.. والمحافظ يناشدها بأخذ دورها … خليل لـ«الوطن»: لم نرها على الأرض حتى نمنعها

| الحسكة – دحام السلطان

أكد محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، تواصل الغياب الكامل للمنظمات الدولية الإنسانية في الحسكة، رغم الحالة الكارثية الإنسانية التي ألمّت بالمواطنين من جراء الاشتباكات المستمرة لليوم السادس على التوالي بين ميليشيات «قوات سورية الديمقرطية – قسد» ومسلحين من تنظيم داعش الإرهابي، في «سجن الصناعة» ومحيطه، والقصف العشوائي والتدمير الممنهج الذي يقوم به طيران الاحتلال الأميركي.

وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح خليل، أن الحالة الكارثية الإنسانية التي ألمّت بالمواطنين المهجّرين من بيوتهم وكذلك الذين لا يزالون تحت نيران القصف المدفعي والصاروخي من أهالي حيي غويران والزهور بمدينة الحسكة، لم نشهد حيالها أي مبادرة إنسانية من أجل التعاون ومد يد المساعدة نحوهم من جانب المنظمات الأممية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني في سورية، على الرغم من النداءات التي وجُهت إليها وعملية التواصل معها، لإغاثة المهجّرين الذين ناهزت أعدادهم الآلاف والباقين إلى الآن في بيوتهم ويعيشون كارثة إنسانية صعبة جداً في ظل نقص الماء والدواء والغذاء.

وأكد محافظ الحسكة، «نحن لم نمنع دخول المنظمات الأممية إلى المنطقة»، وأضاف «لم نرها على الأرض تأخذ دورها الإغاثي الإنساني لكي نمنعها».

وفي وقت سابق أمس زعمت «هيئة الصحة» في ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» بأن «محافظ الحسكة يعوق عمل المنظمات الدولية في إيصال المساعدات الطبية إلى مدينة الحسكة».

ونوه خليل إلى أنه وعلى الرغم من الظروف العصيبة والقاهرة التي تشهدها المحافظة، تم تنفيذ جولات ميدانية للاطلاع على واقع المهجرين بأحياء وسط المدينة، وتقديم ما يمكن تقديمه وفق الإمكانات البسيطة والمتواضعة المتوافرة بين أيدينا، حيث تم افتتاح عدد من مراكز الإيواء في وسط المدينة وتأمين مياه الشرب عبر الصهاريج إضافة إلى تأمين الطبابة الصحية لهم من خلال العيادة الطبية المتنقلة في أمكنة وجودهم، وكذلك تأمين الخبز وبالمجان لهم في مراكز الإيواء وإيصاله لهم في مناطق سكنهم عبر المعابر.

وجدد خليل مناشداً تلك المنظمات من أجل أخذ دورها مجدداً والتعامل مع الوضع الإنساني الكارثي للمهجرين ولمن بقي في مناطق سكنه، بدلاً من تقديمها لنا الأسباب الواهية وغير المقبولة ولا المقنعة.

وشدد محافظ الحسكة على ضرورة أن تقوم المنظمات الأممية بتفعيل دورها وأدائه بالشكل الحقيقي وتحقيق الهدف والغرض الإنساني الذي وجدت من أجله، بدلاً من تقديم الحجج والأعذار التي لم تعد مقنعة لنا، قياساً لما نلمسه على أرض الواقع.

وأعاد خليل التأكيد، أن تلك المنظمات لم تثبت وجود دورها على أرض الواقع حتى الآن، على الرغم من مناشداتها ومطالباتها بأخذ الدور المنوط بها، في ظل تقاعسها وغيابها الكامل وغير المبرر على أرض الواقع حتى الآن في محافظة الحسكة وما يجري فيها.

وفي وقت سابق أمس، أكدت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، مواصلتها تقديم المساعدات للأسر النازحة من الأحياء في المنطقة الجنوبية من مدينة الحسكة على خلفية الأحداث التي يشهدها سجن غويران، مشيرة إلى أنها أمنتهم في عدة مراكز إيواء مؤقتة ولدى الأهالي في الأحياء الآمنة من المدينة، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

وبين مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إبراهيم خلف، أن أعداد الأسر النازحة من المنطقة الجنوبية، بلغت حتى مساء الإثنين 3900 أسرة تم تأمينها في خمسة مراكز إيواء مؤقتة ولدى الأهالي في المجتمع المحلي في وسط مدينة الحسكة والأحياء الآمنة.

وأوضح أنه تم باليوم نفسه افتتاح مركز إيواء مؤقت في منطقة أراضي حبو وتخديمه بالفرشات والمياه وكل المستلزمات الإغاثية الممكنة من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وبعض الجمعيات الخيرية في ظل غياب كامل للمنظمات الدولية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني بمحافظة الحسكة.

ولفت، إلى أن عدداً من الجمعيات الأهلية وبالتعاون مع مبادرات المجتمع الأهلي قدموا وجبات الطعام لجميع مراكز الإيواء المؤقتة، إضافة إلى الاستمرار في تقديم خدمات الطبابة والأدوية والمنظفات الضرورية وحليب للأطفال ومستلزمات أخرى، فيما بادر فرع «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري» بمنح بطانيات وفرشات إسفنج للمركز المحدث وباقي النواقص في المراكز الأخرى، مشيراً إلى أنه تم تجهيز مركز إيواء مؤقت جديد في مركز المدينة تحسباً لأي مستجدات أو أمور طارئة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن