الأولى

اشتباكات «سجن الصناعة» إلى تراجع وتساؤلات عن «تبخر» مئات الدواعش … محافظ الحسكة لـ«الوطن»: المنظمات الدولية غائبة رغم الحالة الكارثية للمواطنين

| الحسكة– دحام السلطان - حلب– خالد زنكلو

وفقاً للتوقيت الأميركي، خفتت أصوات التمرد والعصيان ومعها حدة الاشتباكات في «سجن الصناعة» ومحيطه، وتبخر مئات الدواعش وربما أكثر على حين غرة، واقترب موعد انتهاء المسرحية الأميركية المستجدة بالأدوات والعملاء ذاتهم.

ومنذ ساعات صباح يوم أمس، خفَّت حدة الاشتباكات بين مسلحي «قسد» ومن بقي من الدواعش الفارين إلى المناطق المحيطة بالسجن والتي اندلعت الخميس الماضي، في حين واصلت حوامات الاحتلال الأميركي وطائراته الحربية والمسيّرة التحليق في سماء المدينة.

ووفق مصادر ميدانية مطلعة تحدثت لـ«الوطن»، فإن عملية التفاوض بشأن الدواعش الذين استسلموا والرهائن التابعين لـ«قسد» المحتجزين بداخل السجن، جرت بين المحتل الأميركي و«قسد» من جهة وبين مسلحي التنظيم الذين لم يستسلموا من جهة أخرى.

وأكدت المصادر، أن المفاوضات التي جرت على مدار يومي الأحد والإثنين الماضيين، انتهت أول من أمس إلى اتفاق، يقضي بالحفاظ على حياة مسلحي التنظيم الذين استسلموا والبالغ عددهم ٥٥٠ مسلحاً، وترحيلهم على دفعتين الأولى إلى السجن المركزي في مدينة الحسكة وإلى مناطق تتخذها «قسد» مناطق عسكرية لها في محيط المدينة، والثانية إلى منطقة الشدادي جنوب الحسكة، وإلى مواقع تابعة لـ«قسد» في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، ريثما يتم تسليمهم إلى دولهم أو تقديمهم للمحاكمة حسب الشروط التي قدمها مسلحو التنظيم، في حين يجري ترحيل صغار التنظيم أو ما يعرفون بـ«أشبال الخلافة»، والبالغ عددهم ٧٠٠ طفل إلى القامشلي، في مقابل تسليم الدواعش لـ«قسد» الرهائن المحتجزين لديهم.

محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، أكد في تصريح لـ«الوطن»، تواصل الغياب الكامل للمنظمات الدولية الإنسانية في الحسكة، رغم الحالة الكارثية الإنسانية التي ألمّت بالمواطنين.

وأوضح خليل، أن الحالة الكارثية الإنسانية التي ألمّت بالمواطنين المهجّرين من بيوتهم وكذلك الذين لا يزالون تحت نيران القصف المدفعي والصاروخي من أهالي حيي غويران والزهور بمدينة الحسكة، لم نشهد حيالها أي مبادرة إنسانية من أجل التعاون ومد يد المساعدة نحوهم من جانب المنظمات الأممية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني في سورية، على الرغم من النداءات التي وجُهت إليها وعملية التواصل معها، لإغاثة المهجّرين الذين ناهزت أعدادهم الآلاف، والباقين إلى الآن في بيوتهم ويعيشون كارثة إنسانية صعبة جداً في ظل نقص الماء والدواء والغذاء.

وأكد محافظ الحسكة: «نحن لم نمنع دخول المنظمات الأممية إلى المنطقة»، وأضاف: «لم نرها على الأرض تأخذ دورها الإغاثي الإنساني لكي نمنعها».

وفي وقت سابق أمس زعمت «هيئة الصحة» في ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» بأن «محافظ الحسكة يعوق عمل المنظمات الدولية في إيصال المساعدات الطبية إلى مدينة الحسكة».

وفي تصريحه لـ«الوطن» نوه خليل إلى أنه وعلى الرغم من الظروف العصيبة والقاهرة التي تشهدها المحافظة، تم تنفيذ جولات ميدانية للاطلاع على واقع المهجرين بأحياء وسط المدينة، وتقديم ما يمكن تقديمه وفق الإمكانات البسيطة والمتواضعة المتوافرة بين أيدينا.

متابعون لتطورات الوضع الميداني في الحسكة اعتبروا في تصريحات لـ«الوطن»، أن طريقة التعامل مع داعش لتطويق ما يجري في «سجن الصناعة» ومحيطه تكشف فصول مسرحية إعادة تدوير التنظيم الأخطر عالمياً للإفادة من وجوده عن طريق تقوية نفوذ «قسد» عسكرياً، على الرغم مما كشفته مجريات الأحداث من هشاشة عمودها الفقري الأمني، ودعم «الإدارة الذاتية» سياسياً من عاصمة القرار واشنطن وبقية دول الغرب الملتحقة بركبها والمؤتمرة بأمرها.

ورأوا أن مخطط «قسد» في تأجيج الوضع في الحسكة وتدمير مباني الحكومة السورية وبنيتها التحتية وتهجير الأهالي من المنطقة، سينعكس وبالاً عليها، لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح، فلا الاحتلال الأميركي باقٍ ولا روسيا مغمضة العينين ولا الدولة السورية راضية عن التنكيل بأبنائها وإقصاء أهم بقعة عن جسدها الجغرافي وخريطة البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن