منتخبنا بحلة جديدة يستكمل التصفيات المونديالية … مباراة الفصل والمصير أمام الإمارات
| محمود قرقورا
يبدو أن مباراة الفصل والمصير تكررت في أكثر من مباراة والسبب أن نتائج المباريات الأخرى كانت تصب في مصلحة نسور قاسيون رغم غياب الفوز في المباريات الست السابقة لحساب هذا الدور، وهذا رقم قياسي غير معتاد لمنتخب سورية في رحلة التصفيات المونديالية، واللافت أن المنتخب السوري أنهى المرحلة الأولى بالخسارة أمام الصين فكانت مقدمة لجملة نتائج سلبية بدأت بالخسارة أمام إيران صفر/1 ثم التعادل مع الإمارات 1/1 ثم الخسارة أمام كوريا الجنوبية بهدف لاثنين فالخسارة المؤلمة أمام لبنان بهدفين لثلاثة ثم التعادل مع العراق بهدف لمثله، وأخيراً الخسارة أمام إيران بثلاثية نظيفة كانت تعني إقالة المدرب نزار محروس.
وتأتي مباراة الإمارات بتوقيت صعب لمنتخبنا حيث لا بديل عن النقاط الثلاث نظراً لتموضع نسور قاسيون في ذيل الترتيب بعد ست مباريات اكتفى من خلالها بنقطتين مقابل 16 لإيران و14 لكوريا الجنوبية و6 للإمارات و5 للبنان و4 للعراق، ما يعني أن فوز الإمارات يقربها كثيراً من حجز المركز الثالث الذي يسمح لصاحبه بالمواصلة عبر الملحق الآسيوي، وفي الاتجاه المغاير فإن العثرة لمنتخبنا تعني بنسبة كبيرة الوداع، وخاصة أنه مقبل على مواجهة المنتخب الكوري الجنوبي في اليوم الأول من شباط القادم، وكلنا يعلم الفوارق الفنية بين الشمشون ومنتخبات بلاد الشام.
قدوم تيتا
التجربة الأخيرة كانت بطولة كأس العرب مع المدرب الحالي الروماني تيتسا وفيها ظهر منتخبنا جيداً أمام تونس عندما فاز بهدفين دون مقابل في مباراة اعتبرت المفاجأة الأكبر في البطولة، ومتواضعاً أمام الإمارات وموريتانيا عندما خسر أمام كل منهما بهدف لاثنين، فكان الوداع المبكر من دور المجموعات، ومع ذلك كان هناك بعض الرضا من الشارع الرياضي.
ومع ذلك كان هناك بعض الرضا عن المدرب فحظي بعقد مدته ستة أشهر، وهذا يعد ثغرة لأنه كان من الأجدى أن يكون بند في العقد ينهي مسيرة المدرب مع انتهاء مشوار منتخبنا في التصفيات المونديالية، لأنه والحال هذه سيقبض رواتب عدة أشهر من دون طائل، ولو كان العقد لنهاية مشاركة المنتخب في النهائيات الآسيوية القادمة 2022 لكان أكثر منطقية إذا كانت الغاية فعلاً الإبقاء على المدرب وإيجاد المخرج لذلك.
أربعة جدد
استدعى المدرب تيتسا أربعة لاعبين لتشكيلة المنتخب لم يسبق لهم خوض أي مباراة دولية من قبل وهم الليث علي لاعب الفتوة ومصطفى جنيد لاعب حطين وحسام عايش المحترف في الدوري السويدي وملهم بابولي الذي كان عنده تجارب في الدوري الكندي والدوري السوري وسبق له أن مثّل منتخب كنذا الأولمبي خلال 2015/2016.
وبالمقابل رشحت أخبار فحواها خلاف بين إياز عثمان لاعب الوسط ومدرب المنتخب وانتهى الأمر باستبعاد اللاعب ورفض عودته، حيث اشترط اللاعب اللعب أساسياً وهذا ما رفضه المدرب كما رفض أي تدخلات لعودة اللاعب إلى صفوف المنتخب خلال مواجهتي الإمارات وكوريا الجنوبية، ما يعني أن المدرب رفع شعار الحزم ولا شيء سواه، وأنه لا كبير في المنتخب مهما علا شأنه كأنها رسالة موجهة لعناصر الخبرة والأسماء اللامعة.
أوراق فاعلة
منتخب سورية كامل العدة والعتاد بوجود العالمة بين الخشبات وجاهزية السومة وخريبين اللذين سجلا أربعة من الأهداف الخمسة خلال هذا الدور، والمواس الطاقة الإيجابية، واستدعاء المحترفين عايش وبابولي المتوقع تشكيلهما الإضافة المطلوبة، ويبقى الشغل الشاغل خط الدفاع حيث تم استدعاء عمرو ميداني وعمرو جنيات وعبد الله الشامي ويوسف محمد ومؤيد الخولي ومحمد صهيوني والليث علي.
غيابات إماراتية
يفتقر الأبيض الإماراتي لخدمات الهداف التاريخي للإمارات علي مبخوت الذي سجل 79 هدفاً أكثر بستة عشر هدفاً من كل لاعبي سورية الذين استدعاهم تيتسا، كما يغيب عن منافسنا فابيو دي ليما ولم يستدع الخبير إسماعيل مطر 36 هدفاً في 136 مباراة دولية لعدم قناعة المدرب بجدواه.
ويعد عبد الله رمضان أهم الأوراق في الوسط الهجومي للمنتخب الإماراتي وهو يبحث عن التسجيل الدولي بعد تألقه في الدوري المحلي حيث سجل هدفين في آخر 3 مباريات مع الجزيرة، وكان من بين أهدافه هدف التعادل في الدقيقة 88 من مباراة كأس السوبر الإماراتي، عندما تغلب الفريق على شباب الأهلي بركلات الترجيح.
كما يعتمد الإمارات على علي صالح مهاجم الوصل الصاعد بقوة وقد سجل 3 أهداف في 16 مباراة دولية،، ومعه المدافع محمد العطاس مدافع الجزيرة، وهو من النجوم الجدد الذين باتوا أعمدة رئيسية في تشكيلة المدرب الهولندي مارفيك وخاصة في الخط الخلفي.
واللافت أن تشكيلة الإمارات المستدعاة كلها سجلت 34 هدفاً مقابل 79 للغائب علي مبخوت.
أزمة ثقة
هناك معركة مستمرة قبل انطلاق التصفيات نظرياً وحتى الآن عملياً على المركز الثالث في المجموعة الأولى لدرجة أن الإمارات حققت فوزاً وحيداً وكذلك لبنان، بينما تبحث سورية والعراق عن الفوز الأول.
وتأتي المباراة بتوقيت عنوانه وجود أزمة ثقة في الشارعين السوري والإماراتي، والمباراة هي المفتاح لعودة الثقة المفقودة على هامش خروج سورية أمام موريتانيا والإمارات أمام قطر في كأس العرب، وإذا كان الخروج السوري من دور المجموعات، فإن خروج الإمارات من ربع النهائي كان أشد إيلاماً بسبب الخسارة صفر/5 أمام قطر ضاعت معها الهيبة وتسربت الشكوك إلى أفراد الأبيض الإماراتي، وهو ما زاد من تعقيد الأمور للفريق بقيادة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك.
وتحتاج الإمارات إلى فوز يعيد الثقة قبل مواجهة إيران في الجولة المقبلة، كما يحتاج نسور قاسيون لفوز يعيد إليهم الثقة بإمكانية بلوغ المركز الثالث بعد العثرات المتوقعة وغير المتوقعة.
وجهاً لوجه
ستة وعشرون لقاءً حصيلة المواجهات السورية الإماراتية التي بدأت في تصفيات أمم آسيا 1980 ففازت سورية بثماني مباريات مقابل تسعة تعادلات آخرها مباراة الذهاب بهدف لهدف في الأردن وتسع هزائم آخرها في كأس العرب بهدف لاثنين.
والملاحظ أن سورية حققت فوزاً يتيماً في المواجهات الرسمية وكان ذلك ضمن تصفيات مونديال 2010 بثلاثة أهداف لهدف يوم قصة قطع التيار الكهربائي وعدم معرفة بعثة المنتخب بأن فارق الأهداف هو المرجع وليس فارق المواجهة المباشرة.
وفازت سورية رسمياً في الدورة العربية 1997 في لبنان بثلاثة أهداف لهدف ولكن الإمارات لم تشارك بالصف الأول يومها ولم تسجل المباراة في سجلات الفيفا.
والمباراة تحمل الرقم 99 لمنتخب سورية رسمياً في تصفيات كأس العالم، وفي المباريات السابقة حقق الفوز في 44 مباراة مقابل 22 تعادلاً و32 خسارة والأهداف 204 لمنتخبنا مقابل 113 هدفاً بمرماه، ومازال السيد بيازيد هداف منتخب سورية في التصفيات المونديالية برصيد 18 هدفاً.
مباريات اليوم
يتقابل لحساب المجموعة الأولى لبنان مع كوريا الجنوبية بتمام الواحدة ظهراً وإيران مع العراق عند الرابعة والنصف والإمارات مع سورية عند الخامسة مساء، وذكرنا الترتيب.
بينما يلعب لحساب المجموعة الثانية أستراليا مع فيتنام عند الحادية عشرة والربع صباحاً ثم اليابان مع الصين عند الثانية عشرة ظهراً والسعودية مع عمان عند السابعة والربع مساء وتتصدر السعودية بـ16 نقطة مقابل 12 لليابان و11 لأستراليا و7 لعُمان و5 للصين ولا شيء لفيتنام.