خبير صيني أكد أن واشنطن تتدخل سياسياً في شؤون السوق لأهدافها الجيوسياسية … مباحثات أميركية مع موردي غاز في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بشأن أوروبا
| وكالات
كشفت وسائل إعلام أن الإدارة الأميركية تجري مباحثات مع دول وشركات رئيسة منتجة للغاز حول العالم بشأن قضية توريده لأوروبا في حال التصعيد بشأن أوكرانيا وقطع إمدادات الغاز الروسي.
يأتي ذلك في حين وصف باحث صيني متخصص في العلاقات الدولية، خطط الولايات المتحدة لإضعاف مكانة روسيا في سوق الطاقة الأوروبية بمساعدة الغاز المسال بأنها «يوتوبيا».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن وسائل إعلام أميركية عديدة تأكيدها حسب مصادر لها أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع موردي الغاز الرئيسيين في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بشأن إمدادات الغاز، وقدرتهم واستعدادهم لتوريد الغاز إلى أوروبا.
وفي وقت سابق، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحفيين: إن الولايات المتحدة تبحث عن مصادر بديلة للغاز الطبيعي الروسي للدول الأوروبية في حال توقف محتمل لعبور الوقود الروسي عبر أوكرانيا، وأعرب عن ثقته بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على تلبية احتياجات أوروبا لبقية فصلي الشتاء والربيع على حساب مصادر الغاز البديلة.
وفي وقت سابق ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية من جهتها في تقرير لها نقلاً عن مصادر مطلعة أن مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن تحدثوا مع قطر حول إمكانية إمداد الدوحة لأوروبا بالغاز المسال في حال «غزت روسيا أوكرانيا».
ويؤكد الكرملين أن روسيا أوفت دائماً بدقة بجميع الالتزامات التعاقدية لتزويد أوروبا بـ«الوقود الأزرق» ولم تخلق أبداً سبباً للشك في موثوقيتها.
وعلى خط مواز أشار الباحث في معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة دونغ يي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها واشنطن «الاستيلاء الإستراتيجي للحلفاء»، ما يساهم في فصل الطاقة الأوروبية والروسية، وبهذه الطريقة، وضعت الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، العراقيل أمام التعاون في مجال الطاقة بين الدول الأوروبية والاتحاد السوفييتي.
وحسب «روسيا اليوم» قال الخبير بهذا الشأن: هذه المرة، تأمل الولايات المتحدة في منع التعاون في مجال الطاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا عبر تدابير صغيرة من خلال العمل كجسر بين حلفائها. ومع ذلك وبالنظر إلى الظروف الموضوعية لصناعة الغاز، سيكون من الصعب جداً على أميركا السيطرة على روسيا بالغاز.
وأشار الباحث الصيني إلى أن نقل الغاز يعتمد على البنية التحتية المناسبة، في حين أن النقل بين المناطق مكلف ومحفوف بالعديد من المشكلات الفنية. وفي الوقت نفسه، نظراً لمشكلة تكلفة صناعة الغاز المسال، من الصعب تحقيق الأسعار ومستويات العرض نفسها مثل الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب، لذلك لا يمكن إلا أن يلعب ذلك دوراً إضافياً.
ورصد الباحث أن الطلب المتزايد على الغاز في شرق آسيا دفع المنطقة لتصبح قوة رئيسة في الاستهلاك العالمي للغاز المسال، كما أنها تتضمن المزيد من الرسوم الإضافية للغاز الطبيعي الآسيوي أكثر من تلك الخاصة بالمستهلكين الأوروبيين والأميركيين.
كما زادت الدول الأوروبية وارداتها من الغاز المسال بشكل كبير، ولكن بالمقارنة مع خطوط الأنابيب الروسية للغاز الطبيعي، فإن هذه العملية لا تزال غير مربحة، حسب الباحث.
لذلك، أكد الخبير الصيني أن «استخدام الغاز الطبيعي المسال لإضعاف، أو حتى تغيير مكانة شركة «غازبروم» الروسية في سوق الطاقة الأوروبية، وكذلك لتحقيق هدف طويل الأجل لاحتواء موسكو ومحاولة فصل أوروبا عن روسيا، ليس سوى «يوتوبيا».
ووصف الباحث الإجراءات الأميركية بأنها تمثل تدخلاً سياسياً في شؤون السوق من أجل أهدافها الجيوسياسية، الأمر الذي يؤثر بشكل خطير في التوقعات المستقبلية للمنتجين والمستهلكين والمستثمرين في قطاع الطاقة، لافتاً أن هذا الأمر ليس عديم الفائدة فقط لحل مشكلة العرض المحدود في سوق الطاقة العالمية، بل على العكس سيضيف المزيد من عدم اليقين إلى السوق وإمكانيات العرض.