عربي ودولي

نشرت طائراتها الحربية في مطارات بيلاروس وبدأت تدريبات كبيرة لأسطول البحر الأسود … روسيا: العلاقات الدولية تمر باضطرابات ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاه الغرب

| وكالات

أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تصرفات دول الغرب إزاءها، لافتاً إلى أن نظيرته البريطانية إليزابيث تراس ستزور موسكو في غضون أسبوعين، وذلك بالتزامن مع تحدث مسؤولين بارزين في الغرب في الفترة الأخيرة بوتيرة متزايدة عن إمكانية فرض عقوبات اقتصادية جديدة أشد صرامة على روسيا تحت ذريعة تخطيطها المزعوم لـ«غزو أوكرانيا» المجاورة.
يأتي ذلك في حين نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو لإقلاع المقاتلات «سو-35 إس»، وهبوطها بمطارات بيلاروس، وإعلان مقر أسطول البحر الأسود الروسي أمس انطلاق تدريبات بحرية كبيرة بمشاركة أكثر من 20 سفينة حربية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال لافروف في كلمة أمام مجلس الدوما الروسي اليوم: «هناك تغيرات جذرية على الصعيد الدولي وهي سلبية خطيرة لأن نظام العلاقات الدولية يمر باضطرابات».
وأوضح لافروف أن دول الغرب لا تزال غير مستعدة للقبول بحقيقة العالم متعدد الأقطاب الذي ينشأ حالياً ويجب أن يكون أكثر عدلاً وديمقراطية من نموذج العالم المبني على هيمنة دولة واحدة مشيراً إلى أنها تحاول أن تفرض على المجتمع الدولي نظرية تقضي بحقها في وضع قواعد في مختلف المجالات مع التجاهل التام لمبدأ تعددية الأطراف في العالم المتمثل في الأمم المتحدة ما يقوض القانون الدولي.
وذكر لافروف أن الغرب يحاول ما يصفه بـ«معاقبة» الدول التي تنتهج سياسات مستقلة مختلفة عن نهجه وبالدرجة الأولى روسيا والصين وذلك باستغلال آليات غير لائقة منها عقوبات مختلفة، والشيطنة في الفضاء الإعلامي، واستفزازات مدبرة من قبل أجهزة استخباراتية.
وأكد لافروف أن روسيا ستتخذ إجراءات إذا لم تتلق رداً بناءً من الغرب على مقترحات الضمانات الأمنية وقال: «إذا لم يكن هناك رد بناء وواصل الغرب مساره العدواني فإن موسكو كما صرح الرئيس فلاديمير بوتين مراراً ستتخذ الإجراءات الانتقامية اللازمة».
وشدد على أن روسيا لن تسمح بتسويف مشاريعها في مناقشات لا تنتهي ولاسيما في محاولات رمي هذا الموضوع إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو من خلال الدعوات المستمرة من الاتحاد الأوروبي إلى العثور على مكان لها في هذه المناقشات معرباً عن أمله في أن تفي الولايات المتحدة بوعدها بتقديم إجابات مكتوبة إلى روسيا الاتحادية هذا الأسبوع.
واعتبر لافروف أن التغلب على الأزمة بين الأوكرانيين ممكن فقط من خلال التنفيذ الصارم والمتسق مع مجموعة تدابير مينسك بكاملها والضمان الوحيد للنجاح هو إقامة حوار مباشر بين كييف ودونيتسك ولوغانسك.
ودعا المسؤولين الغربيين إلى إجبار نظام كييف على الامتثال الصارم لاتفاقيات مينسك، قائلاً: سنواصل رفض كل محاولات نقل المسؤولية إلى روسيا عن عدم إحراز تقدم في هذا المجال وخاصة باعتبارنا طرفاً في الصراع كما حاولت الدول الغربية القيام به بشكل فظيع مؤخراً.
ورداً على سؤال عن موعد زيارة نظيرته البريطانية إليزابيث تراس إلى موسكو قال لافروف للصحفيين: «قد تم تنسيق الموعد، سيحدث ذلك في غضون أسبوعين».
وفي تعليقه على التصريحات الأخيرة للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن إمكانية استمرار توسع الحلف وزيادة وجوده العسكري في شرق أوروبا، قال لافروف: منذ وقت طويل لا أنظر إلى تصريحاته إطلاقاً، ويبدو لي أنه فقد الاتصال بالواقع.
على خط موازٍ قالت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة بدلاً من دعم اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا (الدونباس)، تنشر الأكاذيب حول موضوع أوكرانيا.
وحسب وكالة «نوفوستي» لفتت البعثة إلى أن الولايات المتحدة، بدلاً من الحوار والبحث عن أرضية مشتركة، تنتهج خطأً مدمراً بتعبيرها عن مواقف متحيزة لا علاقة لها بالواقع، وكمثال حي للخط التدميري للولايات المتحدة، عندما يتم التعبير عن موقف متحيز لا علاقة له بالواقع، وهو الهستيريا المحيطة بأوكرانيا، التي تروج لها واشنطن، بدلاً من الحوار والبحث عن أرضية مشتركة».
في سياق متصل، أشارت البعثة الدبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة وحلف الناتو أغرقوا أوكرانيا بالأسلحة.
وجاء في بيان البعثة: الولايات المتحدة التي تعمد للحديث عن تكديس القوات الروسية وتعتبره السبب الجذري لجميع المشاكل تقريباً، تنسى توضيح أننا نتحدث عن القوات الروسية على الأراضي الروسية، مثل هذه المواقف والتصريحات تتناقض مع توريد الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي الأسلحة وإرسال مستشارين إلى أوكرانيا وبعض الدول الأخرى القريبة من الحدود الروسية، لا يوجد تفسير لما يفعله الأسطول الأميركي بالقرب من الساحل الروسي مما يزيد التوتر في منطقة البحر الأسود».
في غضون ذلك نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو لإقلاع المقاتلات «سو-35 إس»، وهبوطها بمطارات بيلاروس، في إطار التدريبات المخصصة «لاختبار رد الفعل» لقوات دولة حليفة.
وأضافت: إنه من المقرر أن تبدأ المقاتلات الروسية بتنفيذ مهامها التدريبية بعد إعادة انتشارها في مطارات بيلاروس، كجزء من اختبار أداء نظام الدفاع الجوي لدولة حليفة.
إلى ذلك أعلن مقر أسطول البحر الأسود الروسية أمس انطلاق تدريبات بحرية كبيرة بمشاركة أكثر من 20 سفينة حربية بينها فرقاطات وسفن خفر وزوارق وسفن حاملة للصواريخ وأخرى مضادة للغواصات ومخصصة لإنزال القوات ومكافحة الألغام، انطلقت من قواعدها في مدينتي سيفاستوبول ونوفوروسيسك للمشاركة في التدريبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن