سورية

رغم المرونة الروسية في تمديد القرار 2585 ستة أشهر أخرى … واشنطن تؤخر وصول المساعدات الإنسانية «عبر الخطوط» وموسكو تطالب بـ«تصحيح الوضع»

| حلب- خالد زنكلو

واصلت الولايات المتحدة مماطلتها في تشغيل آلية إيصال المساعدات الأممية الإنسانية عبر «خطوط التماس» من مناطق الحكومة السورية إلى منطقة «خفض التصعيد» كما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585، على حين طالبت موسكو واشنطن بـ«تصحيح الوضع» خلال الأشهر الستة المقبلة.

وفي 9 تموز الماضي، اعتمد مجلس الأمن القرار 2585 الذي يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية «عبر الحدود» إلى سورية لستة أشهر من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمال غرب سورية، على أن يتابع تنفيذه خلال الأشهر الستة التي أعقبت صدوره، قبل أن توافق روسيا على تمديده ستة أشهر أخرى في 10 الشهر الجاري ودون تصويت في المجلس على أن يجري تنشيط آلية إيصال المساعدات الأممية الإنسانية عبر «خطوط التماس» وهو ما لم يحدث حتى يوم أمس.

البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة وفي بيان لها، دعت الولايات المتحدة إلى «الوفاء بالتزاماتها حيال تشغيل آلية إيصال المساعدات الإنسانية «عبر الحدود» إلى سورية بعدما أوفت روسيا بالتزاماتها بتمديد عمل الآلية 6 أشهر أخرى، لكن الجانب الأميركي أظهر نفسه بشكل غير مقنع خلال الأشهر الستة الماضية، الأشهر الستة المتبقية هي فرصة ممتازة لتصحيح الوضع».

وعدت مصادر متابعة لملف المفاوضات الروسية الأميركية حول «الملف الإنساني» السوري في تصريحات لـ”الوطن»، أن تأخر وصول المساعدات الأممية عبر «خطوط التماس» واستمرارها بالتدفق «عبر الحدود»، هو إخلال واضح بقرار مجلس الأمن وتعمد مقصود تتحمل نتائجه واشنطن التي وعدت بتعديل الآلية لتنال «خطوط التماس» حصة لا بأس بها من المساعدات الأممية على حساب نظيرتها «العابرة للحدود».

واستنكرت المصادر تجاهل الجانب الأميركي لقرار مجلس الأمن والمرونة الروسية في تمديد القرار على أمل أن تضطلع واشنطن بمسؤولياتها، ولاسيما بعد حصول الموافقات اللازمة منذ 17 تشرين الأول الماضي من الأطراف على جانبي «خطوط التماس» لمرور القوافل الإغاثية المقدمة من مستودعات «برنامج الغذاء العالمي» في حلب عبر «معبر ميزناز» في ريف المحافظة الغربي.

وقالت: إن «التحضيرات لمرور قافلة مساعدات أممية من حلب إلى « خفض التصعيد» كانت جاهزة قبل نهاية العام المنصرم ثم جرى تأخيرها إلى النصف الأول من الشهر الجاري، إلا أن الفتور والمماطلة الأميركية قد يؤخران عبور القافلة إلى الشهر القادم دون إعلان أسباب أو مبررات التأجيل!».

وسبق أن توقعت المصادر ذاتها، أن تشهد «خطوط التماس» مع «خفض التصعيد» حركة عبور نشطة للمساعدات الاغاثية الأممية من مناطق الحكومة السورية بعد موافقة روسيا على تمديد قرار مجلس الأمن الخاص بها دون اعتراض منها، على الرغم من أن المساعدات تجتاز «باب الهوى» الذي يسيطر عليه تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على قوائم الإرهاب الأممية والأميركية، ويقتطع متزعموه الحصة الأكبر من المساعدات.

يذكر أن قافلتي إغاثة أمميتين، مؤلفتين من 3 و12 شاحنة عبرت «ميزناز» في 30 و31 آب الماضي على التوالي، ثم اجتازت قافلة ثالثة مكونة من 14 شاحنة مساعدات في 11 تشرين الأول الفائت الممر الإنساني في بلدة ترنبة بريف إدلب الشرقي إلى بلدة سرمدا شمال المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن