الميليشيات تجرف منازل في «غويران» بحجة تحصّن دواعش فيها! … الاحتلال الأميركي و«قسد» يسدلان الستار على مسرحية «سجن الصناعة»
| الحسكة - دحام السلطان - دمشق - الوطن - وكالات
أسدلت ميليشيات ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية– قسد» وقوات الاحتلال الأميركي الستارة على مسرحية «سجن الصناعة» في مدينة الحسكة وفرار مئات الدواعش منه، بالإعلان عن استعادة السيطرة الكاملة على السجن واستسلام جميع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي المستعصين فيه.
وبعد ستة أيام من رواية «قسد» بأن دواعش هاجموا سجن الصناعة وفرار المئات من سجناء التنظيم، واستعصاء المئات بداخله وحصول عمليات اشتباك في داخل السجن وفي محيطه وقيام طيران الاحتلال الأميركي بتدمير ممنهج للمباني الحكومية والبنى التحتية والمقرات التعليمية في المدينة ونزوح الآلاف من الأهالي، أعلن مسؤول المكتب الإعلامي في «قسد» المدعو فرهاد شامي «تتويج حملة (مطرقة الشعوب) العسكرية والأمنية بالسيطرة الكاملة على سجن الصناعة بالحسكة من قبل قواتنا واستسلام جميع عناصر» تنظيم داعش، حسبما ذكرت وكالة «أ ف ب»، في حين أعلنت «قسد» في بيان نشرته على معرفاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، أن عدد السجناء المنتمين إلى التنظيم الذين سلموا أنفسهم لها بلغ أكثر من ألف.
من جهته أشار ما يسمى مدير المكتب الإعلامي لميليشيات «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ«قسد» المدعو سيامند علي، أن الأولوية خلال العمليات كانت لتحرير الموظفين العالقين والأسرى لدى مسلحي التنظيم، مضيفاً: إن جميع المحتجزين والبالغ عددهم 23 شخصاً، تم تحريرهم.
وأوقعت الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، 124 منهم من مسلحي التنظيم و50 من «قسد» إضافة إلى سبعة مدنيين، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وتساءل مراقبون لـ«الوطن»: أين ذهب الدواعش الفارون، وأين ستذهب قوات الاحتلال الأميركي بمن استسلموا ممن حملتهم في باصات أو عبر حواماتها؟
ورجح المراقبون، أن تكون قوات الاحتلال الأميركي عملت على نقل العديد من مسلحي داعش إلى قاعدتها غير الشرعية في منطقة التنف، بهدف نشرهم في منطقة البادية السورية، لتنفيذ أعمال عدوانية إرهابية ضد الجيش العربي السوري، أو إرسالهم إلى الداخل العراقي لتهديد الأمن هناك، لتأكيد مزاعمه بضرورة بقاء قواته المحتلة في سورية العراق.
وبيّنت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن عمليات التمشيط التي تقوم بها «قسد» ما زالت مستمرة في حيي غويران الغربي والشرقي، بزعم البحث عن فارين من فلول التنظيم وخلايا نائمة يُشتبه بها قد تكون على ارتباط بالتنظيم، مع تواصل التحليق المكثف للطيران الحربي والمروحي والمسيّر التابع للاحتلال الأميركي.
وجرفت «قسد» 10 من منازل الأهالي المقابلة لمقبرة غويران باستخدام آليات هندسية ضخمة خاصة بالهدم والتجريف وتمت تسويتها بالأرض وذلك بذريعة تحصن عدد من الهاربين من سجن الثانوية الصناعية ضمن هذه المنازل، وفق ما نقلت وكالة «سانا» عن مصادر أهلية.
ولفتت المصادر إلى تضرر عدد من المنازل الأخرى في المنطقة المقابلة لمخبز الباسل من جراء الاشتباكات وعمليات القصف خلال الساعات الماضية.
يأتي ذلك وسط أجواء إنسانية كارثية صعبة تعيشها أحياء غويران والزهور والنشوة، نتيجة فقدان الماء والغذاء والدواء وحليب الأطفال، وفي ظل غياب كامل للمنظمات الأممية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني، واقتصار المساعدات على الإمكانات التي تُقدمها الفعاليات في المجتمع الأهلي والمحلي عبر المعابر أو في مراكز الإيواء المفتتحة في أحياء وسط المدينة.
واستمراراً للجهود الاستثنائية المقدّمة من الفعاليات الحكومية والأهلية، تم احتواء كامل حالات النزوح بالحسكة وتخديمها، حيث تواصل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالحسكة إدارتها للاستجابة الطارئة لحالات النزوح لليوم السابع على التوالي ومتابعة الأحداث الجارية في الأحياء الجنوبية من المدينة، في ظل تزايد أعداد الأسر المهجّرة التي وصلت أعدادها إلى ما يَقرب من الأربعة آلاف أسرة، والتي تم احتواؤها ضمن ٦ مراكز إيواء.
وأوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إبراهيم عواد خلف لـ«الوطن»، أن المديرية قامت بتقسيم العمل على الجمعيات الأهلية في مدينة الحسكة لاستيعاب الاحتياج الكبير من تأمين المأوى لجميع الأسر في ظل الحصار وحظر التجوال المفروض في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري، وفي ظل سوء الأحوال الجوية، التي زادت من معاناة الأسر النازحة كما زادت من قائمة الاحتياجات، لافتاً إلى تضافر كل الجهود الحكومية والأهلية والفعاليات الدينية، لتقديم خدمات الإطعام للمراكز الستة التي تأوي نحو ٣٥٠٠ شخص.
وأشار خلف إلى أن فرع «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري»، والجمعيات الخيرية والهيئات الدينية، ساهمت أيضاً بتقديم خدمات النقل ومياه الشرب والطبابة والمنظفات والبطانيات والفرش والمسح الاجتماعي وتوزيع الحليب للأطفال والدعم النفسي، إضافة إلى تقديم ٤٧٠ سلة معلبات غذائية متكاملة للطوارئ مع كيس خبز من قبل المنظمات والنقابات الحكومية، فضلاً عن تدخّل المجتمع الأهلي الذي قام بتقديم التبرعات العينية عبر الفعاليات الاقتصادية، إضافة إلى الفرق الطبية والعيادات المتنقلة وتقديم الخدمات الطبية والأدوية المجانية.