صباغ: ما جرى ويجري في الحسكة يستدعي نظر مجلس الأمن العاجل في تداعياته الخطيرة … «قسد» أعلنت انتهاء عمليات «سجن الصناعة».. وخليل لـ«الوطن»: رائحة صفقة تفوح والأيام ستكشف التفاصيل
| الوطن
أكد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، أنه من المبكر تصديق رواية إعلان ميلشيات «قسد» سيطرتها الكاملة على «سجن الصناعة»، حيث إن الاشتباكات المتقطعة مازالت متواصلة والطيران الحربي للاحتلال الأميركي مازال يجوب في سماء الحسكة، مبيناً أن الموضوع برمته ربما أصبح في نهايته، بعد تحقيق الأهداف المطلوبة منه.
ولفت محافظ الحسكة في تصريح لـ«الوطن»، إلى عمليات الهدم والتدمير المتواصلة في أحياء محيط «سجن الصناعة»، مبيناً أن المنازل التي لم يدمرها طيران الاحتلال الأميركي يجري اليوم تدميرها بالجرافات من قبل الميليشيات، مشيراً إلى أنه في لحظة إعلان المنطقة آمنة سيعود المهجرون لبيوتهم.
ووصف المحافظ خليل ما جرى في «سجن الصناعة» بأنه خروج عن النص، حيث إن تنظيم «داعش» لم يلتزم بالنص الأميركي، معتبراً أن الحديث عن حصول صفقة ستكشفه الأيام القادمة، ولاسيما مع الأنباء التي تتحدث عن إخراج «الدواعش» من المنطقة باتجاه البادية السورية ومنطقة التنف.
وشدد خليل على أن الموضوع ليس كما ظهر بأنه مجرد محاولة فرار لدواعش من «سجن الصناعة»، مؤكداً أن رائحة حصول صفقة موجودة تفوح والأيام القادمة ستكشف تفاصيلها، ولاسيما أن «داعش» هو مشروع أميركا في المنطقة بالأساس وهي باتت بحاجة إليه مجدداً بعد الخسائر التي منيت بها في العراق وأفغانستان، لذلك عادت أميركا للاعتماد على أدواتها من المرتزقة الإرهابيين لتنفيذ مشروعها، وتبرير استمرار وجودها في سورية.
وبين خليل أن القوات الأميركية تسعى للحصول أيضاً على التمويل وهذا ما قامت به فعلاً عقب أحداث «سجن الصناعة»، من دون أن ننسى محاولة الوقوف في وجه المصالحات التي تجريها الدولة وتعتبر على غاية في الأهمية بالنسبة للمواطن وبالنسبة لعودة الدولة لهذه المناطق، فإذا ما أنجزت هذه المصالحات فهذا سيعني أن ذراع «قسد» قد قطعت.
محافظ الحسكة أشار إلى أن المنظمات الدولية وعقب اجتماع وزارة الخارجية بمديريها المعنيين قبل أيام في دمشق، تواصلت معه ووعدت بتقديم المساعدات خلال الأيام القادمة، مؤكداً بأنه وحتى الآن فإن التدخل خجول جداً.
وكانت «قسد» أعلنت أمس عن انتهاء العمليات العسكرية في «سجن الصناعة» بعد أن قام مسلحو التنظيم الإرهابي بتسليم أنفسهم لها مقابل ضمانات الإبقاء على حياتهم.
ما شهدته مدينة الحسكة، حضر أمس في أروقة مجلس الأمن الدولي، حيث اعتبر مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بسام صباغ، أن ما جرى ويجري حالياً في مدينة الحسكة يستدعي نظر مجلس الأمن العاجل في تداعيات هذه الأحداث الخطيرة والناجمة عن جرائم تنظيم داعش الإرهابي، وميليشيات «قسد» الانفصالية، وقوات الاحتلال الأميركي، والناجمة أيضاً عن إصرار حكومات بعض الدول على عدم تحمل مسؤولياتها في استعادة مواطنيها من المقاتلين الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم المحتجزين في مخيمات ومراكز اعتقال في شمال شرق سورية، ومحاكمتهم وإعادة تأهيلهم على أراضيها، بما يضع وبشكلٍ نهائي حداً لوجودهم على الأراضي السورية، وينهي الوجود اللاشرعي للقوات الأميركية.
صباغ أكد أن أي نقاش للوضع في سورية سيبقى قاصراً وسيمثل هدراً للجهد والوقت، طالما استمرت محاولات بعض الدول الغربية في التغطية على التحديات الأساسية التي تواجهها سورية، وصرف النظر عن الممارسات العدوانية التي تفاقم الوضع فيها وتلقي بآثارها الكارثية على حياة كل سوري.
وشدد صباغ على أنه من غير المقبول الاستمرار في تجاهل الانتهاكات الخطيرة لسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، مؤكداً أن على مجلس الأمن أن يتحرك وبشكلٍ عاجل وحازم، لفرض احترام قراراته وقرارات الأمم المتحدة الأخرى المتعلقة بالجولان السوري المحتل، ولإنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، ووقف جرائم النظام التركي وممارساته، ووضع حدٍ للوجود اللاشرعي للقوات الأميركية في سورية، وإنهاء رعايتها لميليشيات «قسد» الانفصالية، أو للكيانات الإرهابية مثل تنظيم «مغاوير الثورة» في منطقة التنف ومخيم الركبان، ووقف سياسات الإرهاب الاقتصادي والعقاب الجماعي المتمثلة بالتدابير القسرية اللاقانونية واللاإنسانية واللاأخلاقية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري، ووضع قراراته ذات الصلة بمكافحة الإرهاب موضع التطبيق، ودعم جهود الدولة السورية وحلفائها للقضاء على بقايا التنظيمات الإرهابية.
صباغ لفت إلى إحاطة المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون، وشدد على ضرورة التزامه بدوره كميسر، وأن يعمل على تنفيذ نصوص الورقة المرجعية بين الأطراف من دون التدخل في الحوار الموضوعي الذي يدور بين أعضاء اللجنة، وأن ينقل صورة ما يجري بكل حيادية.