رياضة

النواعير يفجر مفاجأة بفوزه على الجيش في سلة المحترفين … الوحدة يحافظ على صدارته ويتغلب على الاتحاد

| مهند الحسني

يا سلام على الإثارة والندية والنكهة التنافسية الجميلة، يا سلام على القوة والفعالية واللمحات الفنية، يا سلام على الحضور الجماهيري الذي كان العنوان الأبرز لأغلبية مباريات الأسبوع الأخير من ذهاب سلة دوري المحترفين.

لم تشهد مباريات مرحلة الذهاب أي مفاجآت وسارت معظم نتائجها ضمن التوقعات مع بقاء المباريات الطابقية ذات الفوارق الرقمية علامة مميزة لأغلبية المباريات، لكن ختام المرحلة كان مسكاً وجميلاً، وقوياً بنتائجه وغنياً بفنياته وكبيراً بالزخم الجماهيري الذي ملأ مدرجات أغلبية الصالات، وخاصة صالة الفيحاء التي امتلأت عن بكرة أبيها في مشهد أخّاذ لم تشهده منذ سنوات طويلة.

الإثارة لم تكن حاضرة في لقاءي القمة بين الوحدة والاتحاد والكرامة والوثبة، وإنما كانت هناك إثارة من نوع مختلف كان بطلها فريق النواعير عندما فجر مفاجأة من العيار الثقيل وتغلب على الجيش المدجج بأفضل اللاعبين.

الإثارة كانت حاضرة في لقاءات فرق الوسط عندما تجاوز الطليعة ضيفه الحرية، وكانت حاضرة وبقوة في لقاءات فرق المؤخرة عندما تغلب الثورة على ضيفه حطين.

كل هذه النتائج والعناوين ستجعلنا أمام مباريات قوية ولاهبة في مرحلة الإياب منذ بدايتها، لأن الفرق ستدخلها بقوة وعلى مبدأ أن الخسارة لن تعوض.

مباريات الأسبوع الأخير مضت على مدار يومين بمعدل ثلاثة لقاءات باليوم.

ومع تفاصيل ونتائج المرحلة الأخيرة من مرحلة الذهاب التي مرت يومي الخميس والجمعة معكم نمضي.

مفاجأة وأخطاء

يمكن أن ندخل مباراة النواعير وضيفه الجيش في برنامج أمور لا تصدق لكون الميزان الفني بين الفريقين يصب في مصلحة الجيش بكل شيء، لكن النواعير دارت بشكل قوي وتجاوز لاعبوه حدود المعقول والمنطق، ولعبوا أجمل مباراة لهم منذ سنوات ونجحوا في وضع حد لمفاتيح القوة في فريق الجيش وكانت للقراءة المميزة لمدرب النواعير لمجريات اللقاء المفصل الأهم في خطف نقاط الفوز، بالمقابل الجيش لم يكن في يوم سعده، بل قدم لاعبوه أسوأ أداء لهم منذ عدة مواسم وبدا غالبيتهم يفتقدون لأبجديات كرة السلة، ولم ينجح مدربهم الخباز في تصحيح أخطاء الفريق، فكانت الخسارة بعد حصتين إضافيتين، وربما كانت هذه الخسارة مفيدة للفريق بعد سلسلة من النتائج المتفاوتة.

الوطن حيال هذه الخسارة غير المتوقعة اتصلت بمدير الفريق أشرف أيتوني مستفسرة منه عن أسباب الخسارة حيث أكد أن الخسارة ليست مقبولة مهما كانت أسبابها، لكن ثمة ظروف سيطرت على أجواء الفريق قبل المباراة وأثناءها ساهمت في هذه الخسارة، وتابع يقول، إضافة إلى عدم ظهور لاعبي الفريق بمستواهم المعهود وإصابة المرجانة التي تفاقمت، وختم حديثه بقوله، الدوري مازال في بدايته وفريق الجيش له شأن كبير وهو منافس عنيد على اللقب.

الخسارة العاشرة

لم يتمكن فريق حطين رغم طموحه الكبير في أن يكون ختام مشواره في مرحلة الذهاب جميلاً ويحقق فوزه الثاني، لكن رياحه لم تجر كما تشتهي سفنه، فخرج خاسراً أمام مستضيفه الثورة ولم ينجح في تقديم مستوى جيد، على عكس الثورة الذي لعب بأداء رجولي وتصميم كبير على تحقيق نتيجة إيجابية والخروج بنقاط اللقاء، وبات من أكثر الفرق المهددة بالهبوط فيما لو بقي مستواه على حاله.

الخسارة المؤلمة

مني الفيحاء بخسارة جديدة أضيفت إلى سلسلة خساراته، وجاءت أمام ضيفه الجلاء بعد مباراة كانت من طرف واحد، حيث سيطر الجلاء على مجرياتها من بابها لمحرابها، ولم يتمكن الفيحاء من الظهور بصورة جيدة، فخسر أداء ونتيجة وحاله يشبه حطين، فالفريقان يتساويان بعدد الخسارات حيث منيا بعشر خسارات مقابل فوز وحيد.

ويوم الجمعة اختتمت مباريات الأسبوع الأخير أيضاً بثلاثة لقاءات.

قمة وأحداث شغب

حقق فريق الوحدة فوزاً غالياً على ضيفه ومنافسه القوي الاتحاد وتغلب عليه بفارق نقطتين وبواقع ٦٩-٦٧، بعد مباراة قوية من الفريقين شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً قدم الفريقان أداء جيداً وتعاونا في تقديم وجبة سلوية أمتعت الحضور، لكن الأفضلية كانت للوحدة الذي لعب بأداء رجولي ونجح مدربه الخبير في الحد من خطورة نجوم الاتحاد، وتألق مجد عربشة وشريف العش من خارج القوس ووصل لاعبوه لمرحلة الإقناع والإمتاع واستحقوا نقاط الفوز عن جدارة واستحقاق.

على حين ترك أداء الاتحاد الكثير من إشارات الاستفهام والاستغراب لدى عشاقه ومحبيه، فالفريق يضم بين صفوفه لاعبين متميزين وخمسة نجوم من المنتخب الوطني الأول إضافة لمجموعة من اللاعبين الشبان المنسجمين ويلعبون بحماسة وتصميم كبيرين، وهناك حالة مثالية من الاستقرار بجميع أشكاله تسيطر على أجواء فريق من رواتب خيالية يحلم بها جميع لاعبي أنديتنا.

لكن هناك مشكلة فنية يعاني منها الفريق منذ تولي المدرب الصربي ديان قيادته، حيث مضى على توليه قيادة الفريق أكثر من ستة أشهر وهي مدة كافية لبيان مدى قدرته على تطوير فكر اللاعب فردياً وجماعياً لكن الفريق بدا عليه في بعض مراحل اللقاء بأن خطوط الاتصال بينه وبين مدربه قد انقطعت وهناك حالة من الشطط الذهني وضعف التركيز لم ينجح المدرب ديان منذ خسارته أمام الجيش في تصحيح أخطاء الفريق وتلافيها، فأن تتقدم بفارق عشر نقاط ولا تتمكن من المحافظة على هذا الفارق ومن ثم يشهد الفريق تراجعاً كبيراً فأكيد هناك مشكلة يجب على القائمين على اللعبة إيجاد الحلول الناجعة لها والعمل على تلافيها قبل دخول الفريق في معترك المراحل المهمة من عمر الدوري.

قمة حماة

استعاد الكرامة عافيته وتوازنه ونجح في العودة لنغمة الفوز بعد خسارته الأخيرة أمام الجلاء في المرحلة الماضية وتغلب على جاره الوثبة في المباراة التي أقيمت في حماة بسبب انشغال صالة حمص، وقدم الفريقان أداء جيداً، توج الكرامة بفوز غال وعودة إلى المنافسة بقوة على المراكز المتقدمة، عموماً الوثبة لم يكن سيئاً وظهر بصورة مقبولة لكن خبرة لاعبي الكرامة فرضت نفسها وحسمت النتيجة.

استمرارية

تابع الطليعة مسلسل نتائجه الجيدة وعروضه القوية وحقق فوزاً صعباً على الحرية بعد مباراة قوية من الفريقين شهدت حضوراً مقبولاً، ولم يقدم الحرية مستواه المعهود ومني بالخسارة الرابعة على التوالي على حين الطليعة استعاد مستواه الطبيعي.

أحداث شغب

لم تكد تنتهي المباراة معلنة عن فوز الوحدة حتى قام أحد مشجعي الوحدة بالنزول لأرض الصالة ليحتفل مع فريقه بالفوز، ولم يكن تصرف رجال حفظ النظام عقلانياً، ولم تكن التوجيهات الصادرة لهم صحيحة في تعاملهم مع أي حالة فوضى قد تطل على مجريات أي لقاء.

تعامل رجال حفظ النظام في تصحيح الخطأ بخطأ أكبر منه، وبدلاً من امتصاص أي حالة شغب والتعامل معها بحزم دون انفعال وغضب ما سيدفع الأذى عن جميع الأطراف كان قرارهم في إيقاف هذا الشخص بشكل غير طبيعي وقاموا بضربه بدل من إخراجه من أرض الصالة دون أي منغصات.

عموماً الشغب مرفوض والخروج عن الأخلاق الرياضية يتنافى مع توجيهات القيادتين الرياضية والسياسية، وخاصة أن الأضرار التي لحقت بصالة الفيحاء كانت كبيرة، حيث قام البعض من جمهور الوحدة بتكسير مقاعد الصالة التي تم إصلاحها وتأهليها منذ أشهر قليلة كلفت القيادة الرياضية الملايين جراء استعادة الصالة رونقها وجمالها وباتت حسب شروط الاتحاد الدولي.

هذه التصرفات غير الأخلاقية لن تمر مرور الكرام وهناك عقوبات وغرامات بحق جمهور نادي الوحدة على ما قام به من إلحاق الأذى بالمرافق العامة الصالة.

مدرب المرحلة

مدربان ظهرا بقدرة كبيرة على قيادة فريقيهما، الأول مدرب النواعير عماد شبارة الذي نجح في تحقيق فوز غال لفريقه على الجيش صاحب البطولات والجولات، والمدرب الثاني هو الصربي نيناد كراديش الذي تفوق على مواطنه الصربي ديان مدرب الاتحاد ونجح في فك شفيرته والتعامل معها بحرفية عالية.

نجوم الأسبوع الأخير

لاعب نادي النواعير فريد زوباري استحق لقب اللاعب الأكثر فاعلية بفريقه في مباراته مع الجيش.

– فريد لعب لمدة: 44 دقيقة. – الرميات الحرة: 10 / 15 – النقطتان: 5 / 14 -الثلاثيات: 2 / 5، ريباوند هجومي: 1، ريباوند دفاعي: 6، -أسيست: 5، -ستيل: 3، – بلوك: – – التسجيل: 26 نقطة..

جورج دولماية

لاعب ارتكاز نادي الجلاء جورج دولماية يواصل تألقه ويستحق لقب اللاعب الأكثر فاعلية في مباراة فريقه مع الفيحاء.

لعب لمدة: 26 دقيقة.

– الرميات الحرة: 3 / 4- النقطتان: 7 / 10- الثلاثيات: 1 / 5ريباوند هجومي- ريباوند دفاعي: 6- أسيست: 4- ستيل: 2 – بلوك: – – التسجيل: 20 نقطة.

لاعب الوحدة مجد عربشة تألق في مباراة فريقه مع الاتحاد

دقائق اللعب: ٤٠

النقاط: ١٧، ريباوند: ٥، أسيست: ٤، ستيل: ٤، تيرن أوڤر: ٤، الفاعلية: ١٧

نسب التسجيل

النقطتان: ٤/٩ ( ٤٤. ٤٪)، الثلاثيات: ٣/٦ ( ٥٠٪)، الأخطاء المرتكبة: ٢، الأخطاء المكتسبة: ٤.

تجدد إصابة المرجانة

لم يكترث لاعب الجيش رامي مرجانة لنصائح طبيب الفريق الذي أكد ضرورة عدم مشاركته خوفا من تفاقم الإصابة لكن المرجانة كابر على نفسه وشارك في اللقاء ليخرج مصابا خلال مباراة فريقه الجيش مع النواعير وفي الوقت الإضافي الثاني خرج كابتن الفريق رامي مرجانة مصاباً ( إلتهاب لفافة أخمصية) في كعب القدم لأنها تفاقمت بشكل كبير.

المرجانة أكد لـ«الوطن» أنه سيخضع لفحوصات طبية جديدة من أجل الاطمئنان على قدمه وبيان مدى قدرته على العودة لتدريبات فريقه مع بداية مرحلة الإياب.

لغة الأرقام

النواعير- الجيش ٨٤-٨٢، بعد التعادل ٦٥- ٦٥، الطليعة- الحرية ٦٨-٥٥، الفيحاء – الجلاء ٥٢-٨٧، الوحدة- الاتحاد ٦٩-٦٧، الكرامة – الوثبة ٨٤-٧٤، الثورة- حطين ٥٨-٥٥.

صافرة مشتركة

قاد المباراة طاقم حكام مشترك لبناني سوري تمثل بالحكمين اللبنانيين رباح نجيم وبول سقيم، إضافة للحكم الوطني وسام زين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن