«قسد» أطلقت متزعمين خطرين من داعش لمواجهة الجيش في البادية.. وتهدم عشرات المنازل في الحسكة … عودة الاشتباكات إلى محيط «سجن الصناعة» وروسيا تنشر قاذفات مقاتلة في مطار القامشلي
| حلب– خالد زنكلو - الحسكة- دحام السلطان - دمشق- الوطن- وكالات
مع إخفاق ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية والاحتلال الأميركي بالسيطرة على الوضع في «سجن الصناعة» بالحسكة ومحيطه، وعودة الاشتباكات بين مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، والميليشيات، نشرت القوات الروسية الصديقة قاذفات مقاتلة في مطار القامشلي، في حين واصلت «قسد» عمليات هدم وتجريف عشرات البيوت في حيي غويران والزهور، بذريعة ملاحقة الفارين من الدواعش.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان «قسد» استعادة «السيطرة الكاملة» على السجن في حي غويران بمدينة الحسكة، منهية اشتباكات بدأت في العشرين من الشهر الحالي بهجوم على السجن شنّه مسلحون من التنظيم من الخارج وسجناء من الداخل، لا يزال عشرات الدواعش يتحصنون داخل قبو في السجن ويرفضون الاستسلام، في حين عادت الاشتباكات إلى محيط السجن بين «قسد» ومسلحين من التنظيم متوارين في المنطقة.
وترددت أنباء عن ظهور مسلحين دواعش أصبحوا يستخدمون الأنفاق التي كانت «قسد» قامت بحفرها في معظم مدن ومناطق محافظة الحسكة وبإملاءات من الاحتلال الأميركي قبل نحو ٣ سنوات.
وذكرت الأنباء، أن خلية تابعة لداعش مؤلفة من 4 انتحاريين على الأقل، احتجزت مختاراً في شارع الأغوات ضمن حي غويران، برفقة ثلاثة مدنيين كرهائن في أحد الأبنية السكنية.
ومع استمرار الاشتباكات في محيط السجن واستعصاء دواعش بداخله، بات من المؤكد أن العشرات من السجناء الدواعش، وفي مقدمتهم قياديين خطرين، فروا من السجن باتجاه البادية السورية حيث تدور مواجهات مستمرة بين الجيش العربي السوري والتنظيم، وهو الهدف من الخرق الأمني المفضوح المتواطئ والمتورط فيه متزعمون من «قسد» وبغض طرف أو تخطيط من الاحتلال الأميركي.
وكشفت مصادر مقربة من «قسد» لـ«الوطن»، أن إعلان «قسد» عن سيطرتها على الوضع في محيط السجن وإنهاء التمرد داخله، الغاية منه التغطية على تهريب مسلحي التنظيم من السجن إلى البادية السورية وتأمين طريق الهروب تحت حماية الميليشيات في مناطق هيمنتها وصولاً إلى جيوب وجوده وخطوط تماسه مع الجيش العربي السوري.
وأكدت المصادر، أن أكثر من ١٥٠ داعشياً أطلقت «قسد» سراحهم أخيراً من السجن بعد عملية التفاوض بين الطرفين، مشيرة إلى أن متزعمي الميليشيات اشترطوا أن تكون وجهة المفرج عنهم هي البادية السورية.
بدورها، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصادر خاصة أن قوات الاحتلال الأميركي استغلت حالة الفوضى والاشتباكات الحاصلة في محيط السجن، وقامت بنقل 750 داعشياً بينهم عدد كبير من قياديي الصف الأول ممن يحملون جنسيات أجنبية.
وأوضحت المصادر، أن المعلومات تؤكد أن عدداً كبيراً من قياديي داعش فروا بشكل منسق من السجن خلال الساعات الأولى من مهاجمة التنظيم له، وقد تم تأمين وصول هؤلاء الفارين إلى عدد من المواقع في بادية البوكمال بريف دير الزور الجنوبي، حيث قامت طائرات استطلاع تابعة لـ«التحالف الدولي» بعمليات رصد وتوجيه على طرق فرعية التفافية، لتأمين وصولهم إلى وجهتهم.
في المقابل، نشرت القوات الروسية الصديقة قاذفات مقاتلة من طراز SU 34 في مطار القامشلي بريف الحسكة بعد إخفاق قوات الاحتلال الأميركي و10 آلاف مسلح من «قسد» صد هجوم تنظيم داعش على السجن، حسبما ذكر موقع «Rusvesna» الروسي.
وحسب الموقع، فإن تعزيز المجموعة الجوية يأتي رداً على عجز «التحالف الدولي» المزعوم الذي يقوده الاحتلال الأميركي عن القضاء على مسلحي التنظيم في المدن والمناطق الصحراوية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، والتي أصبحت أكثر نشاطاً بعد الاستيلاء على «سجن الصناعة» لمدة 6 أيام، فيما يشترك 10 آلاف مسلح كردي وقوات خاصة وطائرات أميركية لقمع تمرد مسلحي التنظيم الذين استولوا على عدد من المناطق المحيطة بالسجن.
على خط موازٍ، واصلت ميليشيات «قسد» مزاعم البحث عن الفارين من السجن وتسللهم إلى البيوت التي هُجّر أهلها قسراً في حيي غويران والزهور، حيث قامت الميليشيات بهدم وتجريف عشرات البيوت بحجة تحصن دواعش فيها.
إنسانياً، وبإشراف مباشر من محافظ الحسكة اللواء غسان حليم خليل، واصلت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل إدارة الاستجابة الطارئة للتعامل مع حالات التهجير القسري التي امتدت على مدار الأسبوع الماضي في مراكز الإيواء المفتتحة في أحياء وسط المدينة والتي احتوت ٤٠٠٠ أسرة مهجّرة.
وأوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إبراهيم عواد خلف لـ«الوطن»، أنه ومنذ مساء الجمعة، بدأ الأهالي بالعودة التدريجية إلى منازلهم بعد انخفاض حدة الاشتباكات في حيي غويران والزهور، لافتاً إلى أنه بقي أمس نحو ٢١٠ أسر، حيث تم تجميع ٨٠ منها في مركز إيواء صالة مسبح تشرين بالملعب البلدي، والـ١٣٠ الأخرى في مركز إيواء جامع مصعب بن عمير، وهؤلاء من الذين تضررت منازلهم كلياً أو جزئياً في منطقة المقابر بحي غويران، جراء قصف طائرات الاحتلال الأميركي، وتجريفها من قبل «قسد» والاشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش.
وبيّن أنه ومن خلال تضافر الجهود الحكومية والأهلية، ومساهمة فرع «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري» وعدد من الجمعيات الخيرية بمدينتي الحسكة والقامشلي والفعاليات الاجتماعية، يتم الآن تقديم خدمات الإطعام للمراكز والتي تأوي الآن أكثر من ألف شخص والفرش ومصابيح إنارة وملابس وبادونات مياه الشرب.
وأشار إلى مساهمة الجمعيات الخيرية أيضاً، بتقديم خدمات النقل وتأمين صهاريج المياه والطبابة والمنظفات والبطانيات والحليب إضافة إلى الإشراف والدعم النفسي لجميع المهجّرين، ولاسيما الأطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت «المصادر» إلى أن خلية تابعة لتنظيم داعش مؤلفة من 4 انتحاريين على الأقل، تحتجز رئيس حي كومين في شارع الأغوات ضمن حي غويران، برفقة ثلاثة مدنيين كرهائن في أحد الأبنية السكنية.