وزير الخارجية الأميركي السابق «هلع» من عودة بلاده إلى الاتفاق النووي! … إيران: أطراف غربية تحاول استخدام تكتيكات إعلامية ونفسية لانتزاع تنازلات منا
| وكالات
أكدت وسائل إعلام إيرانية، أمس الأحد، أن الأطراف الغربية تحاول استخدام بعض التكتيكات الإعلامية والنفسية لانتزاع التنازلات من إيران في مفاوضات فيينا، على حين تقر الأغلبية العظمى من الوفود بأن المفاوضات تمضي قدماً، في غضون ذلك أعرب وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو عن شعوره بالهلع حيال عودة بلاده المحتملة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وذكرت وكالة «إرنا» أمس أن الأطراف الغربية تحاول عادة وضع الطرف الآخر تحت أكبر قدر ممكن من الضغط أثناء المفاوضات لانتزاع التنازلات منه، كما تحاول فرض مطالبها على إيران من خلال اللجوء إلى عدد من التكتيكات الإعلامية والنفسية ومنها طرح قضية الاتفاق المؤقت، وتقسيم المهام مع لعبة الشرطي الجيد والشرطي السيئ، وتغييرات في تركيبة فريق التفاوض الأميركي.
وبينت الوكالة أن طرح قضية الاتفاق المؤقت يأتي من قبل وسائل الإعلام والمسؤولين الغربيين في إطار مساعي هذه الأطراف لإثارة الأجواء السلبية ضد إيران والإيحاء بأنها المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.
وكانت وسائل الإعلام الغربية قد طرحت قضية الاتفاق المؤقت، ما يؤشر إلى إستراتيجية الغرب والولايات المتحدة في مفاوضات فيينا والدول الغربية، التي تبحث دائماً عن طريقة لتخليها عن مسؤولياتها الدولية،كما لا ترغب الدول في حل قضية الاتفاق النووي من جذورها.
وأشارت «ارنا» إلى أن هناك مشهد تقسيم المهام في الترويكا الأوروبية مع وصول المفاوضات إلى المراحل الفنية المعقدة والحساسة ومرحلة اتخاذ القرارات السياسية، موضحة أن الجانب البريطاني تولى حالياً، الدور السلبي الذي لعبه المندوب الفرنسي في العديد من المفاوضات السابقة بفيينا، مشيرة إلى النهج غير البناء لوزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، حيث قالت إن تطور مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ليس سريعاً بالقدر الكافي، وإن المفاوضات تقترب من مأزق خطير.
وفي تصريح أدلت به أمام البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء 25 الشهر الحالي، حول المفاوضات النووية الإيرانية في فيينا، أضافت تراس: «هذه المفاوضات عاجلة والتقدم الذي تحرزه ليس سريعاً بالقدر الكافي».
وأوضحت «إرنا» أن نظام «الشرطي الجيد/ الشرطي السيئ»، يطلق عليه أيضاً نظام «مات وجيف» أو الاستجواب المشترك أو الصديق والعدو- هو تكتيك نفسي يستخدم في الاستجواب والمفاوضات، ويتضمن هذا التكتيك فريقاً من محققَين يتخذ كل منهما موقفاً مغايراً للآخر تجاه شخص ما ويجوز لهما إظهار موقفهما بالتناوب أو في الوقت ذاته.
وأكدت الوكالة أن الولايات المتحدة استخدمت عدداً من التكتيكات منذ بداية المفاوضات بدءاً من مواعيد نهائية ملفقة ووصولاً إلى ربط القضايا غير ذات الصلة بهيئة المفاوضات.
ويمكن القول: إن انسحاب مساعد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في فريق التفاوض الأميركي في فيينا ريتشارد نيفو، بصفته مهندس شبكة الحظر الأميركي ضد إيران يمكن أن يكون خدعة لتسريع وتيرة عملية المفاوضات وانتزاع التنازلات من إيران.
وأفادت وسائل إعلام مختلفة في منتصف كانون الأول الماضي، باحتمال إقالة مبعوث أميركي خاص في شؤون إيران روبرت مالي الذي اشتغل مدير شؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما.
ولم يحدث ذلك، وما زال مالي يرأس «مجموعة الأزمات الدولية» بواشنطن وهي منظمة مستقلة في مجال العمل على تفادي النزاعات في العالم لكن البعض يرى أن الخبر مؤشر إلى تصاعد الخلافات في فريق التفاوض الأميركي.
وشهدت هذه الجولة من المفاوضات بعض التطورات والخلافات في الفريق الأميركي، فذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر مقربة من الوفد الأميركي في فيينا، أنه مع وصول المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى منعطف حاسم، تصاعدت الخلافات داخل فريق التفاوض الأميركي مع طهران.
وعقب ورود أنباء عن انسحاب ريتشارد نيفو، مساعد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، من فريق التفاوض في فيينا، أكد مسؤولو إدارة بايدن النبأ خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلنت مصادر مقربة من فريق التفاوض الأميركي عن تغييرات في الفريق، قائلة: بعد ريتشارد نيفو، انسحب اثنان آخران من فريق التفاوض الأميركي في فيينا احتجاجاً على مواقف روبرت مالي لاسترضاء إيران.
وتؤشر تغييرات غير متوقعة في الفريق الأميركي عن ارتباك الفريق حول جدية إيران ومبادرتها في المفاوضات، ويبدو أن هذه الانسحابات من فريق التفاوض تظهر أن الأميركيين لم يتمكنوا من إيصال المفاوضات إلى حيث يريدون وتأتي التغييرات في إطار المساعي الأميركية لانتزاع التنازلات من إيران.
وفي السياق أعرب وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو عن شعوره بالهلع حيال عودة بلاده الاحتمالية إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وقال بومبيو، في تصريح لقناة «فوكس نيوز»: «يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتزم العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران».
وأضاف، رداً على سؤال عن استقالة 3 أعضاء من الفريق الأميركي المفاوض في فيينا برئاسة روبرت مالي: لا أعلم سبب هذه الاستقالات وأتصور أنها جاءت على خلفية عدم قدرتهم على المهادنة كما أنني لا أطيق ذلك أيضاً، على حد وصفه، وتابع: ستفوز إيران، بهذه اللعبة، بالحصول على مليارات الدولارات».
وادعى أن إيران ستستخدم هذه الأموال ضد حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والخليج العربي وإسرائيل وفي النهاية ستضع المخاطر أمام أميركا، مشيراً إلى أن عودة بلاده إلى الاتفاق النووي بمنزلة كارثة.