رياضة

أكثر من خسارة

| غسان شمه

في المشهد التلفزيوني تلتقط العدسة وجه مدرب منتخبنا تيتا المصاب بخيبة وإحباط وهو يتراجع إلى مقاعد الاحتياط بعد الهدف الثاني وكأنه يعلن عن عجز يتجلى بتعابير ترسم صورة كئيبة لعمل المنتخب وجهازه الفني الذي بدا عاجزاً عن تغيير مسار المباراة… وفي واقع الحال فإن الخيبة الأشد كانت أثارها أكثر وقعاً على أرواح عشاق المنتخب الذين عاشوا وهماً عاطفياً شديد الحرارة، قبل اللقاء، وظنوا أنه سيكون بوابة الأمل بعد أن سوق البعض توصيفاً مثيراً حول ضعف المنتخب الإماراتي، فكيف نوصف وضع منتخبنا بعد هذه الموقعة الخاسرة؟

منتخب بلا رؤية أو خطة واضحة، بلا روح وبلا أداء يمكن أن يشفع لأي منهم، تواضع شديد في الدفاع والهجوم ترك لمنتخب «ضعيف» وناقص الصفوف أن يفعل ما يريد ويحقق غايته على حساب ثلة من نجوم كرتنا المحترفين الذين كانوا مجموعة تائهة في الميدان.. وكانت الطامة بالحضور القاصر، لمن ظننا أنه سيخرج الزير من البير، فلا نفعت خطته في الشوط الأول ولا شهدنا حضوره في شوطه الثاني شوط المدربين، وبدا الجميع، في الميدان وعلى الخط، يضربون في الهواء كيفما اتفق!

أدرك معرفتكم لكل ما سبق، وليست غايتنا الحديث عن التفاصيل التي تابعتم، بل العودة قليلاً إلى الأيام التي سبقت اللقاء، فالتصريحات النارية والحديث عن السلاسة التي يجري بها التحضير والاستعداد، تبخر مع اكتشاف جوازات السفر المنسية، وتاه أصحاب الرأي بالحديث المتسرع عن مشكلة إياز عثمان بدلاً من العمل بهدوء على حلها، ما أثار المزيد من اللغط، وضاعت مفردات العمل الاحترافي لمجموعة من الهواة، ليتأكد للجميع أن الوهم متواصل بصيغ التفافية واضحة في الدفاع عن هذا ومهاجمة ذاك في الوقت الذي يتقاسم الجميع المسؤولية، لتضع الخسارة اللجنة المؤقتة في موقف لا تحسد عليه، فبدلاً من قيامها بالمهمة الأساسية في أسرع وقت تراهن على الوقت لأسباب وحسابات لم تصب في مصلحة اللعبة عموماً، والمنتخب على وجه الخصوص، بل كشفت المزيد من «الإرباك» بالعمل فكانت الخيبة، المستمرة من الاتحاد السابق، صفة نتاج العمل الحالي.

أختم: ألا يتحمل كل من ساهم بالتعاقد مع مدرب، لا يمتلك الرصيد المقنع في تاريخه، هذه النتيجة المؤسفة؟… وهل تستحق هذه النتيجة إيقاف الدوري وتكليف الأندية محدودية مشاركة اللاعبين المحليين في صفوف المنتخب؟ وهل يشعر أحدكم بالندم؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن