سورية

كشف عنها محضر اجتماع بين قيادته ومسؤولين أتراك … خلاف بين رئيس «الائتلاف» وحجاب وبين تركيا وقطر على زعامة المعارضة

| وكالات

أظهر محضر اجتماع جرى أواخر كانون الأول الماضي في أنقرة، بين مسؤولين سياسيين وأمنيين أتراك من جهة ووفد من قيادة «الائتلاف» المعارض من جهة ثانية، وجود خلاف بين رئيس الأخير سالم المسلط ورئيس الحكومة المنشق رياض حجاب على خلفية اللقاء الثاني الذي يحضر له في الدوحة والذي حصل خلاف تركي قطري بشأنه.
وذكر موقع قناة «الميادين» اللبناني الإلكتروني الذي نشر نص المحضر، أن الاجتماع جرى، في 28 كانون الأول الماضي في أنقرة، بين ممثل وزارة الخارجية التركية ومسؤولين اثنين من المخابرات التركية ووفد من قيادة «الائتلاف» برئاسة المسلط.
ويتضمن المحضر أسماء من شاركوا في الاجتماع من «الائتلاف» وهم: سالم المسلط، ریا حیوش، هيثم رحمة، عبد الباسط عبد اللطيف، منذر سراس، رياض الحسن، عبد المجيد بركات، عبد الأحد اسطيفو، عبد الحكيم بشار وعبدالله كدو، في حين شارك من الجانب التركي ممثل وزارة الخارجية الذي تم تعريفه بـ«أردم»، وممثل جهاز المخابرات التركية «أبو حمزة» والمترجم.
وعقد الاجتماع في مكتب المسلط في اسطنبول، واستمر لمدة ثلاث ساعات، سبقها دعوة لرئيس الائتلاف لتناول طعام الغداء في مطعم في فلورية ثم توجه الوفد للقاء «الائتلاف» في المقر.
ويظهر المحضر، كيف ترسم تركيا سياسة «الائتلاف» وتتدخل في شؤونه التنظيمية، عدا عن الموقف السياسي العام لـ«الائتلاف»، والعلاقة بينه وبين أطياف المعارضة الأخرى، وصولاً إلى تسمية من تريد تعيينهم في المواقع القيادية.
كما يظهر المحضر الخلافات بين «الائتلاف» بقيادة المسلط وحجاب على خلفية اللقاء «الورشة» الذي يحضّر له حجاب في الدوحة لأطياف وشخصيات في المعارضة تحت مسمى.
ويذكر المحضر، أن الجانب التركي نصح «الائتلاف» بأن «تحضروا الورشة وأن تحضّروا أنفسكم جيداً لها وأن تبقى علاقتكم مع الدوحة والشخصيات الموجودة فيها جيدة»، في حين رد المسلط على الأتراك بالقول إن هذه الورشة محرجة لـ«الائتلاف» ومكوناته وإنّ «كل ما يصل إلينا من معلومات يدل بشكل واضح أن المستهدف الأساسي من تنظيم هذه الورشة هو تلميع حجاب وتقليل دور الائتلاف وباقي مؤسسات «الثورة»، وسيكون في هذه الورشة هجوم على «اللجنة الدستورية» وعلى «الائتلاف».
ويضيف المسلط: «هناك معلومات وصلتنا أن حجاب يريد تشكيل لجنة متابعة هو يرأسها مكونة من كل المنصات للتواصل مع الدول باسم «الحل السياسي في سورية»، ونستغرب صراحة دعوة «هيئة التنسيق» و«منصة القاهرة» و«منصة موسكو» وبعض الشخصيات التي يقال عنها إنها مستقلة أمثال بسمة قضماني، وكل هذه المنصات هي موجودة في «هيئة التفاوض» وهذا يحرج أخونا أنس (العبدة) رئيس «هيئة التفاوض»، الذي دعا كثيراً جميع المكونات لحضور اجتماع «هيئة التفاوض» ولكنهم لم يحضروا، وحجاب نفسه كان يهاجم الآخرين بموضوع منصة القاهرة وموسكو والتنسيق، فكيف الآن يقوم بدعوتها بعد أن قلّ دورها ولم يعد أحد يذكرها»، وتابع المسلط: «نحن نشعر أن هذا مقصود لتلميعها وتقليل دور «الائتلاف» وتشكيل انطباع أن «الائتلاف» ضعيف وأنّ هناك منصات معارضة أخرى شرعية وأنّ الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع كل هؤلاء هو رياض حجاب فقط، إذا كانت تركيا تقبل بذلك، وتريد إضعاف دور «الائتلاف» فأخبرونا حتى نعرف وأنتم تعرفون جيداً أن الإخوة في الدوحة لغوا منصب السفير وهذا شكّل صدمة لنا وخاصة أن قطر هي الدولة الوحيدة التي أعطتنا سفارة وتمثيلاً».
وبحسب المحضر المسرب، ممثل وزارة الخارجية التركية أردم، أجاب هنا بحدّة، بأن «هذه المخاوف الخاصة بـ«الائتلاف» لا مبرر لها، وبما أن حجاب أعطى تعهداً بعدم تشكيل جسم جديد وعدم إلحاق الضرر بمسار أستانة و«اللجنة الدستورية» وعدم دعوة الـ«با.يا.دا» (حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي) فلا داعي للخوف، أنتم تريدون لقاء الوزير (وزير الخارجية التركي)، وهذا يعني أن لقاءنا نحن لا يسعدكم، ولا يعجبكم، ونحن أربعة في هذا الوفد لا يعجبكم لقاءنا! سنتحدث مع الدوحة لترتيب زيارتكم إلى هناك ولقاء وزير الخارجية القطري (لقاء المسلط ووزير الخارجية القطري حصل فعلاً في 16 كانون الثاني الحالي)، فلا تكون لديكم حساسية أكثر من الطبيعي».
ويبرز المحضر الخلاف التركي القطري بشأن هذا اللقاء، وكيف عملت أنقرة بوساطة «الائتلاف» على إفراغ لقاء الدوحة، الذي كانت تخطط له قطر ليكون رافعة جديدة للمعارضة السورية، وحوّلته أنقرة إلى مجرّد ورشة عمل فارغة المضمون والنتائج.
ويقول ممثل وزارة الخارجية في المحضر: «نريد للائتلاف أن يسرّع في عملية الإصلاح، والطريقة التي تعملون بها في النظام الأساسي غير مريحة، نفهم أنها استهداف لبعض المكونات، ولكنها لیست إصلاحاً حقيقياً، ولم تقوموا بتغيير نوعي، ولا نريد للخلافات الشخصية أن تكون هي من يدفعكم لعملية الإصلاح، فالناس يراقبونكم ويعرفون جيداً ماذا يحدث، ويجب أن تضموا فاعلين إلى الائتلاف، هم يضيفون قيمة أكبر له».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن