رياضة

بعد نهاية مرحلة الذهاب لسلة السيدات: قاسيون في الصدارة وتشرين قلب التوقعات

| مهند الحسني

أسدلت الستارة قبل أيام قليلة عن مباريات مرحلة الذهاب من دوري سلة السيدات، وبدا واضحاً أن هناك تحسناً في مستويات بعض الفرق وخاصة الجديدة التي فرضت نفسها بقوة على دائرة المنافسة، وبقدر التطور الحاصل في بعض الأندية بقدر ما يوجد تراجع كبير في أندية أخرى والتي تأثرت كثيراً هذا الموسم لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها عدم وجود قواعد جيدة للعبة لديها وافتقادها لدكة بدلاء قوية تسد النقص الحاصل، ومع انتقال القليل من اللاعبات لأندية أخرى ساهم في فقدان هذه الأندية لمراكز القوة وهذا ما أثر على أدائها ونتائجها.

بالمقابل هناك أندية دعمت اللعبة وطورت مستواها ونجحت في فرض نفسها وحققت نتائج جيدة.

ومع تفاصيل ونتائج الفرق في مرحلة الذهاب معكم نمضي مع هذه الوقفة الفنية:

ضعف عام

لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن مستوى دوري السيدات لهذا الموسم كان ضعيفاً وهزيلاً فنياً لعدة أسباب منها:

-فترة التحضير القصيرة والضيقة للفرق بسبب تأخر الإجراءات للتسجيل والانتقال ونظام الاحتراف.

– التحضير البدني الضعيف لجميع الفرق بدا واضحاً في جميع المباريات.

– تمركز اللاعبات البارزات في أندية محددة ما جعل معظم نتائج المباريات محسومة سلفاً.

– ظهور بطء في الحركة والنسب الضعيفة للتسجيل لدى جميع الفرق.

– عدم وجود دكة احتياط جيدة في أغلبية الأندية، واعتماد المدربين على عدد قليل من اللاعبات فقط.

– سوء أرضية الصالات وبرودتها وعدم وجود صالات تدريبية تفي حاجة فرقنا وأنديتنا.

– ارتفاع معدل الإصابات بين اللاعبات كان كبيراً في هذه المرحلة.

وضمن تلك المعطيات كانت معظم المباريات ذات مستوى فني ضعيف وسكورات منخفضة، ولم تبرز خلال تلك المرحلة وجوه جديدة من اللاعبات إلا ما ندر، وكانت معظم الفرق تعتمد على اللاعبات المخضرمات كبيرات السن وهذا ما ساهم في حرمان اللاعبات الصغيرات فرصة المشاركة.

مواهب برزت

من تلك الوجوه الجديدة التي برزت هذا الموسم لاعبات المنتخب الوطني للناشئات الذي فاز ببطولة غرب آسيا 2019 ماريا البدر / بردى – نايا عفيف/ الوحدة واللاعبتان انتقلتا هذا العام من نادي التضامن ومازالتا تلعبان بفئة الشابات وهناك سمر كامل من نادي الاتحاد وجلنار مبارك من قاسيون ويارا بركات ويارا سليمان من تشرين وأليسا الدبل من الثورة.

أما من اللاعبات المخضرمات فالأسماء نفسها تقريباً أليسيا مكاريان -ميريام جانجي -سنا جلبي، رشاسكران -سدرة سليمان.

وتأثرت من الإصابة آنا أصلانيان من العروبة، ونورا بشارة من الثورة، وأسماء الحاج من الوحدة، وجيهان مملوك من تشرين.

ترتيب

وقد تصدر قاسيون المرحلة يليه تشرين والثورة وتلك الفرق الثلاثة تعتبر أبرز الفرق وأقواها، وستكون بطولة الدوري محصورة بينها رغم خسارة الثورة مع الوحدة في مباراته الأخيرة.

في الطابق الذي يليه فنياً تقع فرق الساحل الذي افتقد عملاقته القادمة من الجلاء جونا مبيض بعد أول مباراة والوحدة، ثم تأتي فرق الجلاء والاتحاد وبردى الذي قدم مستوى متطوراً بقيادة مدربه موسى الفحل رغم أنه فريق صاعد من الدرجة الثانية، ويحل أخيراً فريقا محردة الصاعد من الدرجة الثانية والعروبة الذي افتقد عملاقته آنا أصلانيان.

مدربون ونجمات

أشرف على تدريب فرق دوري الدرجة الأولى للسيدات وأبرز اللاعبات:

هاني الخولي-قاسيون (كارولينا أبولطيف-بتول السيد-إليانا غنوم)

إبراهيم الحلبي-تشرين (سنا جلبي-جيهان مملوك -يارا سليمان)

اللبناني علي مكي-الثورة (اليسيا مكاريان-سدرة سليمان-جيسيكا حكيمة)

بشار فاضل-الساحل (مي عثمان-مينيرفا عجان-بتول أحمد)

اليزابيت سيمون-الوحدة (رشا سكران-يانا عفيف- سارة اللو)

جان مخول -الجلاء(ميريام جانجي-جيسيكا دميان)

موسى الفحل-بردى(شام اوطه باشي-ماريا البدر-سارة الحاج صالح)

ريم صباغ -الاتحاد( سمرا كامل- أمل ريحاني – سوزان عبدالعزيز)

محردة(رنيم زحلوق -سارة حاصود) العروبة(آرميك -نورا نجار)

المتصدر قاسيون

دخل قاسيون الدوري ولديه تصميم كبير على تحقيق نتيجة إيجابية وحقق عدة انتصارات كانت كافية لوضعه على صدارة اللائحة قبل أن يخسر صدارته بعد أن خسر مباراته الوحيدة أمام الثورة، فتراجع للمركز الثالث لكنه لم يفقد الأمل واستعاة الصدارة بعد أن فاز على تشرين وخسر الثورة أمام الوحدة.

مبارياته الأولى ضد فرق صاعدة للدرجة الأولى وأعطته روحا قوية، واجه نادي الساحل في أولى مباراياته فكان نوعاً ما جيداً وتعامل معه بطريقة جيدة، على الرغم من المحاولات التي أجراها الساحل فهو لديه لاعبات متميزات ويملكن عنصري السرعة والخبرة، ومن المؤكد أن لديه لاعبات ماهرات من خارج القوس يساعدن الفريق، قاسيون نجح في تحقيق نتائج جيدة باستثناء مباراته مع الثورة.

تشرين الوصيف

قلب فريق تشرين هذا الموسم كل التوقعات ودخل منذ بداية الدوري منافساً قوياً وبات يحسب له ألف حساب بعدما نجحت الإدارة في التعاقد مع أفضل اللاعبات المتميزات اللواتي قدمن أداء جيداً أمثال لاعبتي الوحدة سلاف خليل، وجيهان مملوك، ولاعبة الثورة ماريا العبدالله، ولاعبة الاتحاد سنا جلبي، وامتاز الفريق باللعب الجماعي وبانسجام واضح بين لاعباته، ونجح المدرب إبراهيم الحلبي في تحضير الفريق بشكل جيد فردياً وجماعياً، ومني بخسارة وحيدة كانت أمام قاسيون وحل بمركز الوصافة عن جدارة واستحقاق، ويبدو أن مشواره في مرحلة الإياب سيكون شائكاً وصعباً لأنه سيواجه الفرق الكبيرة خارج أرضه وهذا ما سيفقده تشجيع جمهوره الذي سانده طيلة مباريات الدوري.

الثالث الثورة

لم يكن أشد المتشائمين بسلة سيدات الثورة يتوقع أن يكون حال الفريق ونتائجه وهذه الصورة غير المقبولة كبطل للدوري الموسم الماضي، لكن لهذا التراجع أسبابه، فلعنة الإصابات لحقت أبرز لاعباته اللواتي لم يتمكن من اللعب في أقوى المباريات، إضافة إلى النقطة الأهم هي التغيير الفني الذي طرأ على الفريق بتغيير مدربه عبدالله كمونة وتولي المدرب اللبناني علي مكي قيادة الفريق في وقت ضيق ولم يتمكن من تجهيزه كما يريد ويتمنى، فمني الفريق بخسارتين ساهمتا في تراجعه للمركز الثالث لكن الفريق ينتظر منه الكثير في مرحلة الإياب التي سيدخلها مكتمل الصفوف بعد شفاء نجماته، إضافة إلى أن مدربه قادر خلال فترة الاستراحة بين المرحلتين في إعداد الفريق بشكل يجعله من أقوى المنافسين على اللقب.

الرابع الساحل

تراجع أداء الفريق هذا الموسم بعدما خسر أفضل لاعباته اللواتي انتقلن لأندية يأتي في مقدمتهن اللاعبة الخبيرة رشا سكران، ولم تكن بداية الفريق موفقة فخسر ثلاث خسارات لم تكن في حسبانه، لكن مدربه الخبير بشار فاضل نجح في تلافي الأخطاء التي وقع فيها الفريق ومع عودة نجمته جونا مبيض استعاد الفريق عافيته ونجح في تحقيق نتائج جيدة وحل بالمركز الرابع، وينتظر منه الكثير في مرحلة الإياب لكونه يمتلك لاعبات متميزات ومدرباً يعد من خيرة مدربينا الوطنيين.

الخامس الوحدة

لم تكن بدايته موفقة وخسر مباراتين ظن الجميع أن نتائج الفريق ستكون كارثية وبأن مركزه لن يتعدى المركز السادس على أبعد تقدير، لكن الفريق ومدربته المتألقة اليزابيت سيمون نجحا في قلب الموازين واستعاد توازنه واستعادت لاعباته ثقافة التحدي، وحققن عدة انتصارات جيدة، وبدت لمسات مدربته واضحة على أدائه ولعب بطريقة سريعة وجميلة تكللت بفوز غال وثمين في آخر مباراة له في مرحلة الذهاب على بطل الدوري الموسم الماضي فريق الثورة.

السادس الجلاء

لم يكن أشد المتشائمين بسلة سيدات الجلاء يتوقع لهن هذه النتائج المتواضعة والصورة الباهتة التي ظهر فيها الفريق هذا الموسم، فالفريق الذي حل بمركز الوصافة عن جدارة واستحقاق في مسابقتي الدوري والكأس العام الماضي أصبحت قمة تطلعاته تحقيق فوز على فرق كان يتفوق عليها في كل شيء، فالإدارة ساهمت في هجرة بعض لاعبات الفريق إلى أندية أخرى ولم تمنحنهن الاهتمام الكبير، فتم الاعتماد على لاعبات ناشئات وهن بحاجة إلى وقت تحضيري كاف ليكتسبن الخبرة والتحضير، ينتظر عشاق الفريق أن يتحسن مستواه إلى الأفضل في المراحل القادمة من عمر الدوري.

السابع بردى

يبدو أن حال سلة نادي بردى كحال نهرنا العظيم الذي طالما تغنى به الشعراء، لكن بفضل قلة الاهتمام وسوء التدبير تحول إلى شبه مستنقع، فالإدارة الحالية لم تتوان عن دعم صفوف الفريق بأفضل اللاعبات، وقامت بالتعاقد مع المدرب موسى الفحل لكن الفريق لم يتمكن من تحقيق نتائج توازي حجم العطاء، فمني بست خسارات ولم يحقق سوى ثلاثة انتصارات.

مدربه يعد من أفضل المدربين ولديه خبرة كبيرة ومن ورائه المشرف على اللعبة الكوتش هلال الدجاني، وهما قادران على تطوير مستوى الفريق وتصحيح أخطائه وغير ذلك سيكون الفريق في دائرة الخطر وشبح الهبوط للدرجة الثانية.

الثامن الاتحاد

هو في مركز لا يليق فيه كفريق كان صاحب بطولات وصولات وجولات، لكن الفريق خسر جميع لاعباته وعاد لنقطة الصفر، وتم الاعتماد على بنات النادي لبناء فريق للمستقبل، وهذا يتطلب تحضيراً طويلاً وصبراً ومصابرة، ويلعب الفريق بمستوى جيد وينتظر لاعباته الصغيرات مستقبل مشرق في المواسم القادمة، ويدرب الفريق المدربة المتألقة ريم صباغ.

التاسع محردة

يبدو أن عودة سيدات محردة لدوري الدرجة الثانية مسألة وقت بعد سلسلة من الخسارات القاسية كانت كفيلة بوضعه في المركز التاسع قبل الأخير ولم يحقق سوى فوز واحد على العروبة، وفي حال نجح الفريق في تصحيح أخطائه واللعب بقوة وتركيز عال في مباريات الإياب فربما تنتعش آماله في البقاء بدوري الأضواء.

العاشر العروبة

هو الفريق الذي لم يحقق أي انتصار ومني بتسع خسارات وضعته في المركز الأخير، ولم يقدم مستوى جيداً لأن أغلبية لاعباته من الناشئات وهن قليلات الخبرة والتحضير في التعامل مع مباريات قوية وحساسة، عودته للدرجة الثانية باتت وشيكة وهو بحاجة إلى شبه معجزة للبقاء في دوري الأضواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن