عربي ودولي

موسكو: مجلس الأمن في وضع صعب على خلفية هستيريا الغرب حول أوكرانيا … بوتين سيرد على واشنطن و«الناتو» عندما يجد ذلك ضرورياً

| وكالات

قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إن الرئيس فلاديمير بوتين سيعلّق على الرد الأميركي ورد «الناتو» على المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية، عندما يجد ذلك ضرورياً، فيما سيجري اليوم الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكين، في وقت اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، أن المجلس في وضع صعب على خلفية هستيريا الغرب تجاه أوكرانيا.
يأتي ذلك في حين أعلنت روسيا بدء الجيش الروسي بنشر مراكز قيادة ميدانية متنقلة في ميادين التدريب في بيلاروس ضمن إطار اختبار قوات الرد الاتحادية، وتنفيذ الأسطول الشمالي بدوره مناورات بحرية في بحر النرويج.
وحسب موقع «روسيا اليوم» ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، أن السفير الأميركي لدى موسكو، جون ساليفان، سلّمها الأربعاء الفائت ردّ الولايات المتحدة الخطي على المقترحات الأمنية التي تقدمت بها روسيا.
ورفض بيسكوف الإجابة عما إذا كان الرئيس الروسي سيسلّم الرد قبل زيارته المنتظرة إلى الصين.
وسيسافر بوتين إلى الصين لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، في 4 شباط الجاري، وسط مواجهة متوترة مع الغرب بسبب أوكرانيا.
كما طالب المتحدث باسم الكرملين الولايات المتحدة بوقف بث الأخبار والتصريحات التي تزيد العلاقات الروسية الأوكرانية توتيراً.
وقال بيسكوف: إن الدعاية التي تقوم بها الولايات المتحدة خطرة وضارة للغاية، داعياً واشنطن وحلفاءها في القارة الأوروبية إلى تجنّب ذلك، واتخاذ موقف هادئ ومتوازن.
وفي سياق متصل، أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية عن قلق الكرملين من بيان وزارة الخارجية البريطانية حول إمكانية مصادرة ممتلكات الأوليغارشيين الروس.
وقال بيسكوف، تعليقاً على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني: إن هذا البيان الصادر من لندن مقلق للغاية، مضيفاً: نحن نتحدث عن هجوم غير مخفي على وسط الأعمال، دعونا لا ننسى أن العديد من الشركات الروسية لديها شركات بريطانية كبيرة كشركاء إستراتيجيين، ومستثمرين ومساهمين إستراتيجيين.
ومن المرتقب أن تزور وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، ووزير الدفاع، بن والاس، موسكو قريباً، لإجراء محادثات مع نظرائهما، بهدف تحسين العلاقات مع روسيا، وفق ما أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء البريطاني.
على خط موازٍ قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنه ستتم اليوم الثلاثاء، محادثة هاتفية بيّن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكين.
وحسب وكالة «نوفوستي» أشارت زاخاروفا في حديث للصحفيين، إلى أنه لا توجد أي خطط بعد لعقد لقاء شخصي بين الوزيرين.
وفي وقت سابق، قالت نائب وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند في حديث مع شبكة «سي بي إس»: من المرجح أن يجري وزير الخارجية أنطوني بلينكين محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الأسبوع المقبل.
يأتي ذلك في حين اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا، أن المجلس في وضع صعب على خلفية هستيريا الغرب تجاه أوكرانيا، داعياً الجميع للتحلي بالمبدئية وعدم استخدام منصة مجلس الأمن لبث الادعاءات.
وأضاف نيبينزيا: إن تأجيج الهستيريا يضرّ بأوكرانيا نفسها، التي طالب رئيسها فلاديمير زيلينسكي بالكف عن ذلك.
وتابع: تخريب اتفاقيات مينسك من قبل كييف قد ينتهي بشكل سيئ، وستدمر أوكرانيا نفسها، مشيراً إلى أن الأزمة الأوكرانية لها بعد واحد فقط، وهو الداخل.. لا يمكن تصحيح الوضع إلا بتنفيذ كييف اتفاقيات مينسك التي تنص على حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك.
وشدد، على أنه «إذا كان الزملاء الغربيون يدفعون كييف لتخريب اتفاقيات مينسك، فإن هذا يمكن أن ينتهي بأكثر طريقة يرثى لها بالنسبة لأوكرانيا، لأنها ستدمر نفسها، ولا علاقة لروسيا بذلك».
بدوره، أكد المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، أن «روسيا صرحت مراراً أنها لا تريد الحرب»، مشيراً إلى أنه فيما يتعلق والأزمة الأوكرانية فهناك حاجة إلى «دبلوماسية هادئة»، وقال: إن عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا لا يساهم في تخفيف التوترات، ولا توافق الصين على فكرة أن نشر القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً حول أوكرانيا في مدينة نيويورك، بناء على طلب من الولايات المتحدة.
من جهتها أكدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أن بلادها «رصدت تحركات روسية على الحدود مع أوكرانيا»، وقالت: تلقينا طلبا للمساعدة من أوكرانيا وقدمنا مساعدات بقيمة 200 مليون دولار، وشددت على أن الولايات المتحدة لا تريد مواجهة عسكرية بسبب أوكرانيا.
في غضون ذلك بدأ الجيش الروسي بنشر مراكز قيادة ميدانية متنقلة في ميادين التدريب في بيلاروس ضمن إطار اختبار قوات الرد الاتحادية.
وحسب وكالة «تاس» قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس أن وحدات الدائرة العسكرية الشرقية بدأت بعد إعادة انتشارها في بيلاروس في إطار اختبار قوات الرد الاتحادية بنشر مراكز قيادة ميدانية متنقلة في ميادين التدريب وقامت قوات الإشارة بتشكيل منظومة موحدة لقيادة وتوجيه القوات وتم تزويد كل هذه المنظومة بقنوات اتصال سلكية ولاسلكية آمنة محمية، مشيرة إلى أن وحدات الدفاع الجوي توفر الحماية من هجوم جوي للعدو المفترض.
إلى ذلك أعلن أسطول الشمال الروسي أمس أن مجموعة من السفن القتالية وسفن الدعم نفذت مناورات بحرية في بحر النرويج بمشاركة نحو عشرة آلاف جندي تم التدريب خلالها على مهام حربية ضد الغواصات المعادية.
وأشار إلى أن هذه المناورات الشاملة جرت بمشاركة أكثر من 140 سفينة حربية وسفن دعم وأكثر من 60 طائرة وألف قطعة من المعدات العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن