عصيانهم في «سجن الصناعة» لم ينتهِ.. وقطعوا رؤوس رهائن للميليشيات وحرقوا جثثهم … «الحربي» يدمر تحصينات لدواعش البادية.. و«قسد» تهدم منازل في «غويران» وتقيم جدار فصل
| الحسكة– دحام السلطان - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
كبد الطيران الحربي السوري والروسي، أمس، مسلحي تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة في البادية الشرقية، في وقت تواصل فيه عصيان مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي في «سجن الصناعة» بمدينة الحسكة، الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية الموالية للاحتلال الأميركي، والتي استمرت في انتهاكاتها بذريعة البحث عن فارين من السجن، حيث داهمت أحياء في المدينة واختطفت عدداً من المدنيين وهدمت عدة منازل وصيدلية.
وفي التفاصيل، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي شن، عدة غارات على مواقع لتنظيم داعش، في عمق البادية الشرقية، موضحاً أن الغارات استهدفت مخابئ وتحصينات للدواعش في مثلث حماة- حلب- الرقة، وما بين الرقة ودير الزور، ودمرت أهدافها بدقة، وكبدت الدواعش خسائر فادحة.
ولفت المصدر إلى أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تتابع تمشيط قطاعات بالبادية من خلايا داعش، وتقضي على العديد من أفرادها الذين يحاولون الاعتداء على نقاط عسكرية بشكل شبه يومي بالفترة الأخيرة، التي عمدت فيها الخلايا الإرهابية للتصعيد بعدة قطاعات.
وأما في قطاعي سهل الغاب الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، فقد ساد الهدوء الحذر -حتى ساعة إعداد هذه المادة ليل أمس- مختلف محاور التماس.
إلى شمال شرق البلاد، حيث أكدت مصادر ميدانية مقرّبة من «قسد»، أن عملية إحكام السيطرة على «سجن الصناعة» الذي شن في العشرين من الشهر الحالي دواعش من الخارج هجوماً عليه واستعصى بداخله المئات من سجناء التنظيم «لم تنته بعد».
وأوضحت، أن هناك سجناء لا يزالون داخل أحد أقبية السجن، لم يستسلموا بعد، وذلك بعدما أعلنت «قسد» من جديد في ساعة متأخرة من ليل الأحد «انتهاء حملة التمشيط في سجن الصناعة وإنهاء الجيوب الأخيرة التي كان مرتزقة داعش يتحصّنون فيها في المهاجع الشماليّة».
وترددت أنباء عن نية «قسد» ترحيل نحو ألفي سجين من الدواعش إلى خارج السجن نحو مناطق غير معلومة، وهم من الذين تم إلقاء القبض عليهم وتسليم أنفسهم خلال عمليات المواجهات والاشتباكات الأسبوع الماضي، في حين تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن ارتفاع حصيلة المعارك إلى 373 قتيلاً بينهم 268 قتيلاً للتنظيم و98 لـ«قسد» وسبعة مدنيّين.
وأكدت المصادر قيام مسلحي داعش بقتل عشرات العاملين في السجن التابعين لـ«قسد» من خلال فصل رؤوسهم عن أجسادهم وحرق جثثهم.
بمقابل ذلك، داهمت «قسد» عدداً من المنازل في حيي العزيزية والزهور بعد تطويقها بشكل شبه كامل وفرض حظر كلي على دخول وخروج الأهالي واختطفت عدداً من المدنيين منها بذريعة ملاحقة فارين من السجن.
وأقدمت «قسد» أيضاً على هدم أربعة منازل وصيدلية في حي غويران وشنت حملة مداهمات واسعة بذريعة ملاحقة فارين من السجن خطفت خلالها عدداً من المواطنين، علماً أن الميليشيات هدمت 24 منزلاً أغلبيتها في الطرف الجنوبي من حي غويران، منذ بداية أحداث السجن.
وفرضت الميليشيات حالة من الحظر الكلي على أحياء مدينة الحسكة رافقها منع دخول الآليات الأمر الذي أثر سلباً على توافر المواد الغذائية وفقدت أصناف كثيرة من المواد وسط حالة من الاستياء من قبل الأهالي ونزوح الأغلبية منهم ومنعهم من العودة إلى الحي.
ولا يزال قسم كبير من عائلات حيي غويران والزهور في مراكز الإيواء المؤقتة في مركز مدينة الحسكة بسبب منع الميليشيات دخولهم إلى منازلهم.
وفي سعيها لإجراء تغيير ديموغرافي في حي غويران، أقامت «قسد» جداراً للفصل بين المناطق التي تسيطر عليها في الحي، والمناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية وسط مدينة الحسكة، حسب موقع «أثر برس».
أما في مدينة الرقة، فقد نفذت ميليشيات «قسد» حملة في الريف الشرقي للمدينة زعمت أنها استهدفت خلايا داعش في العديد من القرى والمخيمات العشوائية، حسب وكالة «هاوار» الكردية التي ذكرت أن الميليشيات ألقت القبض على 27 «مرتزقاً ومشتبهاً به».
في غضون ذلك، أدخل «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بحجة محاربة داعش، قافلة معدات لوجستية وعسكرية جديدة إلى مناطق شمال شرق سورية، قادمة من إقليم كردستان العراق، واتجهت إلى قواعده غير الشرعية في المنطقة، حسب المصادر الإعلامية المعارضة.