محمد غنوم في ألمانيا.. عزف منفرد على الحرف العربي … «غنوم»: لا نزال نقدم حضارة وفناً وثقافة على الرغم من الحرب والإرهاب
«أقول للجمهور الألماني شكراً لاستقبال السوريين، وأقول لمن لا يعرف: إننا في سورية قدمنا الحضارة للعالم أجمع، ولا نزال نقدم حضارة وفناً وثقافة على الرغم من الحرب والارهاب اللذين يستهدفان ثقافتنا وحضارتنا.. وسنبقى نقدم الحضارة والفن.. وما معرضي هذا الذي أنجز في ألمانيا في ثلاثة أشهر بعيداً عن القذائف والحرب التي تشن على بلدي سورية إلا دليل على مقاومتنا للجهل والحرب، وحبنا للجمال والثقافة والحضارة.. أقدم لكم معرضي ولوحاتي التي لم تبرح الوطن ارتباطاً وانتماءً: شام، دمشق، تدمر، إيبلا، معلولا، الوطن والغربة، حب، إضافة إلى آيات قرآنية وأشعار تمجد الجمال والحب والحياة..».
بهذه الكلمات المعبرة والعميقة قدم الفنان التشكيلي السوري محمد غنوم لمعرضه أمام جمهوره الألماني الذي حضر ليرى الجمال والابداع، فبدعوة من جمعية أصدقاء الفن والثقافة العربية في مدينة هايدلبرج بألمانيا افتتح معرض الفنان غنوم مساء الأحد 15/11/في غاليري أرابيسك، وقد غصت القاعة بالمهتمين بالثقافة والفن الشرقيين والعربيين، إضافة إلى نقاد ومتخصصين بالفن والخط العربيين، وكوكبة من وسائل الاعلام الألمانية المقروءة والمرئية، وكان المعرض فسحة للعرب المقيمين في ألمانيا وحمل عنوان «عزف منفرد على الحرف العربي»، رافق الافتتاح عزف مؤثر على الكمان للفنان السوري علي مورلي.
ضم المعرض ستاً وعشرين لوحة بقياسات مختلفة بألوان الاكريليك على القماش، وقد أنجزت لوحات المعرض في ألمانيا تلبية لهذه الدعوة، ولكن عناوينها تبرز أصالة الابداع والانتماء لدى الفنان الذي لم يبرح الوطن وألمه خاطره.
يستمر المعرض العربي روحاً وخطاً في صالة أرابيسك في هايدلبرج حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ويتخلله ورشتان للعمل في الخط العربي للفنان غنوم في إطار سعيه لتعميم ثقافة الحرف العربي وجمالياته.
د. محمد غنوم واحد من أهم الفنانين الحروفيين في الفن العربي، المعاصر، وواحد من مدرسي فن الخط إذ أتقن الخط منهجاً وروحاً، ومنذ البداية وهب حياته وجهده وروحه للخط العربي روحاً ولوحة، فقدم حتى اليوم قرابة ستة وستين معرضاً في سورية وفي عدد كبير من دول العالم منذ أربعة عقود.
معارضه ومقتنياته في روما، باريس، مدريد، لندن، موسكو، طشقند، سمرقند، استانبول، صوفيا، وارسو، ساوباولو، بيروت، عمان، الكويت، القاهرة، الدوحة، جدة.
ومعرضه هذا في ألمانيا هو الثامن له فيها، إذ سبق له العرض في برلين وبون وهايدلبرج وعلاقته بالجمهور الألماني تمتد إلى عقود.
إنه الفن رسول حضارتنا، التي تتجاوز بأبنائها الدمار والقتل والدم.
والشكر لفناننا المبدع د. محمد غنوم لأنه خصّ «الوطن» بمعرضه ومنجزاته.