الخبر الرئيسي

وزير خارجية عمان أكد لـ«الوطن»: وجود جهود عربية خيرة للمّ الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي … الرئيس الأسد: التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية

| سيلفا رزوق

أكد الرئيس بشار الأسد أن ما ينقصنا كعرب هو وضع أسسٍ لمنهجية العلاقات السياسية وإجراء حواراتٍ عقلانيةٍ مبنية على مصالح الشعوب.

وخلال استقباله أمس وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي والوفد المرافق له، أشار الرئيس الأسد إلى أن التعامل مع المتغيرات في الواقع والمجتمع العربي يتطلب تغيير المقاربة السياسية، والتفكير انطلاقاً من مصالحنا وموقعنا على الساحة الدولية.
ودار الحديث خلال اللقاء حول العلاقات المتميزة التي تربط سورية وعُمان ومجالات التعاون الثنائي القائم بين البلدين الشقيقين، حيث تمّ التأكيد على أهمية مواصلة العمل على مختلف المستويات من أجل تعزيز هذه العلاقات من خلال البناء على ما يجمع البلدين والشعبين من مبادئ ومصالح مشتركة وعقد شراكاتٍ في مختلف القطاعات تعود بالنفع على الشعبين السوري والعماني وشعوب المنطقة العربية.
كما تناول الحديث مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشار الرئيس الأسد إلى الفهم المتبادل والرؤية المتقاربة التي يمتلكها البلدان إزاء هذه القضايا، منوهاً بالنهج والدور المتوازن لسلطنة عمان وسياساتها المبدئية ومواقفها تجاه سورية ودعمها للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب.
بدوره نقل الوزير العماني للرئيس الأسد تحيات السلطان هيثم بن طارق، وتأكيد جلالته وحرصه على مواقف عُمان الثابتة تجاه سورية، معتبراً أن سورية ركنٌ أساسي في العالم العربي وسياساتها ومواقفها القوية والشجاعة تجعل التعويل عليها كبيراً في مواجهة التحديات التي تحيط بنا.
وفي الإطار ذاته التقى وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بالوزير البوسعيدي، حيث تم استكمال مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، عقب المحادثات التي جمعته مع نظيره العماني وجرى فيها بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وصف المقداد زيارة وزير الخارجية العماني إلى دمشق بأنها «مفصلية ومهمة»، لافتاً إلى أنها تأخذ أبعادها من خلال العلاقة الوطيدة التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين، وبين الرئيس الأسد والسلطان هيثم بن طارق.
وأوضح المقداد، أن الزيارة «كانت فرصة كي يلتقي الوزير العماني مع الرئيس الأسد ويطرح القضايا التي يشعر بأهميتها في إطار العمل العربي المشترك والتضامن العربي المشترك، وإقامة أطيب العلاقات فيما بين دولنا العربية لتصحيح الأخطاء السابقة، وبناء الحاضر والمستقبل لجميع شعوبنا، ووجدنا كل التفهم وأننا وعُمان قوة في إطار التشديد على أهمية وجود موقف عربي موحد لمواجهة التحديات التي تتعرض لها دولنا وشعوبنا في مواجهة ما يحدث في كل أنحاء العالم».
وفي رده على سؤال آخر لـ«الوطن» حول وجود رسائل أو وساطة مع السعودية، أشار المقداد إلى أن الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب كان اجتماعاً تشاورياً ناقشوا فيه بطريقة غير رسمية بعض القضايا العربية، وعبر عن تفاؤله بحاضر ومستقبل الأمة العربية، وقال: «ثقوا أن سورية في قلب العمل العربي المشترك».
بدوره وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، أكد وزير الخارجية العماني، أن اللقاء الذي أجراه مع الرئيس الأسد كان لنقل تحيات ورسالة سلطان عمان للقيادة السورية وللحكومة والشعب السوري الشقيق، والتأكيد خلال هذه الرسالة على أصالة العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وهي علاقات حضارية تاريخية حميمية بين الشعبين، وإلى التطلع لتعميق مصالحنا المشتركة الاقتصادية منها والتجارية وأيضاً الثقافية وفي مجال التراث والعديد من المجالات الأخرى، حيث جرى بحث هذه المواضيع خلال اللقاءات في دمشق بالتفصيل، مشدداً على أن الفترة المقبلة ستشهد حراكاً متجدداً لهذه العلاقة بين البلدين في مختلف مجالاتها الواعدة للتعاون.
وأضاف البوسعيدي: «على الصعيد العربي هناك جهود خيرة تقوم بها العديد من الدول العربية في الوقت الحاضر، للمّ الشمل وتصفية الأجواء وتصحيح أخطاء الماضي، والتوجه بنظرة تكون أكثر مستقبلية لعلاقات التعاون العربي المشترك، والتضامن ونتجاوز الماضي بالمستقبل الواعد، وبالتفاؤل نحو هذا المستقبل، ونتمنى أن تؤتي هذه الجهود ثمارها ونتائجها الإيجابية التي تخدم شعوبنا وأبناءنا وأجيالنا حالياً وفي المستقبل».
الوزير العماني ورداً على أسئلة الصحفيين حول تصريحات الأمين العام للجامعة العربية بخصوص أنه لم يتم التوافق حول ما هو المطلوب من سورية، قال: «نتفاءل من خلال هذه اللقاءات والحوارات، وأعتقد أنه لا يصح إلا الصحيح، والصحيح هو التئام العلاقات العربية- العربية».
وخلال استقباله لنظيره العماني في مطار دمشق الدولي، أكد المقداد في تصريحات له، أن سورية تستقبل أشقاءها من سلطنة عمان بقلوب مفتوحة وصدور مفتوحة وعقول منفتحة، وقال: «السلطنة الشقيقة وقفت إلى جانب سورية في موقفها ضد الإرهاب، وفي العمل من أجل تشكيل موقف عربي يعيد لأمتنا قوتها ومصادر طاقاتها الكبيرة لتوحيد مواقفها والتنسيق فيما بينها، والتأكيد على التضامن فيما بين دولها».
بدوره عبّر وزير الخارجية العماني عن سعادته بوجوده في دمشق العريقة وفي سورية التي وصفها بأنها ركن أساسي من أركان العمل العربي المشترك والتضامن العربي، وقال: «أعتقد بأن جميع الإخوة والأشقاء العرب يتطلعون دائماً إلى التلاقي مع سورية وإلى عودة اللحمة العربية إلى وضعها الطبيعي»، وأضاف: «كل مساعينا أنا وغيري من إخواني العرب تصب في هذا الاتجاه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن