من دفتر الوطن

علّموا أولادكم الصمت!!

| عبد الفتاح العوض

كنت أنوي أن أكتب عن الدعم لكن على ما يبدو يتركون لنا أن نقول بعض ما نريد لكنهم يفعلون كل ما يريدون لهذا اخترت موضوعا آخر.

مقولة رائعة لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم..
لا تكرهوا أولادكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم!!
لو… ولو مع كل أبواب الشيطان التي يمكن أن تفتحها هل سألت نفسك في لحظة صدق معها وفي لحظة تجل خاصة ما الصفات والمواهب التي ينبغي أن تكون قد تعلمتها لتعيش هذا الزمن؟!
ليس من السهل أن تعثر على الجواب بسرعة فالأمر يحتاج إلى تفكير وإعادة تفكير.. ثم عليك أن تجد نفسك تقاوم الحقائق أمامك وستمر بمرحلة إنكار للواقع وإن تجاوزت كل ذلك وفي تلك اللحظة ستجد نفسك تسألها هل تستطيع فعلاً أن تكون بهذه الصفات وبهذه الأخلاقيات وهل لديك القدرة على امتلاك مواهب صالحة لهذا الزمن؟!
عندما قالوا لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم.. فإن مثل هذه النصيحة أو الحكمة صعبة جداً ففيها أولاً اعتراف أن «أخلاقنا» لم تعد صالحة، وفترة صلاحيتها انتهت مع ما في هذا من مبالغة فكرية فالأخلاق ليس لها نهاية فترة صلاحية مثلما تعلمنا وعشنا.. ثم أيضاً ما بعد الاعتراف كيف يمكنك أن تعلم أولادك – وأيضاً تعلم نفسك – أن لهذا الزمان قواعد جديدة وأنت لم تكن تدركها ولا تتوقعها.
هناك من يقول إن الأزمنة متشابهة، وأن كل زمان يشكو سوء الأخلاق وتبدل القيم وتراجع المبادئ.
وهذا الشكاوى التي نسمعها الآن هي ذاتها سُمعت في أزمان قديمة في أوضاع مشابهة.
الأثر المعروف علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ربما ليس مقصوداً بحرفيته بل ما تعنيه هذه المهارات.
هذا الرأي الذي يعتقد أن الأزمنة متشابهة، وأن البشر هم هم في كل مكان وزمان لا يجد ما يؤيده على الواقع.
فأخلاق الناس وفهمهم في وقت الرخاء ليس هي ذاتها في وقت الحروب.. بل الشخص نفسه يتغير ويتبدل بين حال الفقر والغنى، وما بين الشدة والضيق.
بوضوح أكثر…
لو أردت أن تقدم نصائح ذهبية للجيل الجديد حتى يحقق النجاح والتميز فما العبارات أو الكلمات التي تضعها.. بعد علموا أولادكم..
علموا أولادكم الجرأة أو التحفظ؟
علموا أولادكم المغامرة أو الحذر؟
علموا أولادكم الصمت أو الكلام؟
علموا أولادكم النفاق أو الصراحة؟
علموا أولادكم التذلل أو الكرامة؟
وهكذا ثمة أشياء كثيرة لا يمكن أن نضع بينها فواصل حاسمة فما بين الشجاعة والجبن طيف واسع.. لكن ثمة أشياء تكون أقرب إلى الشجاعة. وأشياء أقرب إلى الجبن أما الفضيلة ربما تكون تلك النقطة بين رذيلتين.
لا أحد منا حتى لو أراد لم يعلم أولاده إلا القيم الجميلة حتى أولئك الذين لا يتقيدون بها أو لا يؤمنون بها عندما يلبسون طاقية الأب أو رداء الحكمة فتأكد أنهم سيوزعون على أولادهم حلوى الفضائل.
– كثير من الأشياء لست متأكداً منها لكني شبه متأكد أن الحياة أقسى وأصعب وأفضل معلم..
أقوال:
– أنتم تريدون أجوبة جاهزة والحياة ليست هكذا.
– علمتني الحياة أنه خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ
– الصبر ليس مجرد القدرة على الانتظار، إنه الطريقة التي نتصرف بها أثناء انتظارنا.
– علمتني الحياة أني مهما أتعلم فلا أزال جهولا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن