ثقافة وفن

سورية حاضرة في كتاب «شجرة شعر العالم» نسخة إكسبو 2020 … بسمة شيخو لـ«الوطن»: يجاور اسمي 405 أسماء من نخبة شعراء العالم

| سارة سلامة

أطلقت وزارة الثقافة والشباب في الإمارات وذلك ضمن فعاليات دبي إكسبو 2020، كتاب (شجرة شعر العالم)، الذي يجمع قصائد شعرية عالمية من أجل الأمل والحب والسلام، ويضم الكتاب قصائد لأكثر من 405 من كبار شعراء العالم من 106 دول، بعضهم مرشح لجائزة نوبل للآداب ولإدارة مهرجانات شعرية عالمية والإشراف على مجلات ومنابر الثقافة في القارات الخمس، إضافة إلى أساتذة الأدب في جامعات العالم، الذين يشاركون بنصوصهم في هذا العمل الأدبي العالمي الذي يصدر باللغة الإنجليزية في نسخةٍ إلكترونية من ألف صفحة بمناسبة اجتماع ثقافات دول العالم على أرض الإمارات في معرض إكسبو 2020 دبي.

تفاصيل الكتاب

أشرف على الكتاب الشاعر عادل خزام أحد أبرز الأسماء الشعرية في الإمارات حيث أصدر حتى الآن 15 كتاباً وحصد عدداً من الجوائز من بينها جائزة توليولا للشعر في إيطاليا، كما منحه الاتحاد العالمي للكتاب من أصل إسباني الدرع الفضي لعمله المتميز لمصلحة التعليم والثقافة والفن والشعر والأدب والسلام والعدالة الاجتماعية في القارات الخمس. وشارك معه في تحرير وتنسيق الكتاب أفراد أسرته وهم. د. هيام عبد الحميد في المراجعة وحمدان ومنى الخزام في التنسيق والتحرير، فيما تولت المصممة منال الخزام تنفيذ الإخراج الفني لأنطولوجيا هذه الشجرة التي تتكون من 12 غصناً ويحوي كل غصن نحو 35 شاعراً تتوزع أوراق قصائدهم على أغصان مختلفة ويحمل كل غصنٍ عنواناً فرعياً مع ثيمة مبتكرة في التصميم لكل غصن مستوحاة جميعها من فكرة الشجرة.

المشاركات

يشارك في الكتاب كبار شعراء العالم المعروفين من بينهم على سبيل المثال البلجيكي جيرماين دراجنبرودت المرشح لنوبل للآداب 2017، والكولومبي فرناندو رندون منسق حركة الشعر العالمي مؤسس ومدير مهرجان ميديلين الدولي للشعر، والأميركي مايكل روثينبيرغ مؤسس حركة 100 ألف شاعر من أجل التغيير، والإيطالية كلوديا بيجينو المدير القاري لأوروبا في مهرجان الشعر العالمي، والهندية راتي سكسينا أحد أبرز الأسماء في «حركة كريتيا الشعرية» في الهند، وفاديم تيرخين رئيس اتحاد كتاب روسيا السابق، والبريطانية جيني لويس أستاذة الشعر في جامعة أكسفورد، ونحو 65 شاعراً عربياً من بينهم شربل داغر ووديع سعادة من لبنان وقاسم حداد من البحرين وأحمد الملا من السعودية وعلي جعفر العلاق من العراق وسيف الرحبي من عمان وأحمد سويلم من مصر وحسن نجمي من المغرب وعلي أبوخطاب من فلسطين وخلود المعلا من الإمارات ونشمي مهنا من الكويت، والقائمة تطول بمشاركات من دول الصين وآسيا وأوروبا وأستراليا والأميركيتين لشعراء جميعهم يتبوؤون مكانة مرموقة في حركة الشعر العالمي.

هذا وسوف يتم توزيع نسخة الكتاب الإلكتروني إلى جميع الشعراء المشاركين في القارات الخمس إضافة إلى توفيره عدداً من المكتبات العالمية والجامعات من حول العالم ويمكن أيضاً تحميله من على أشهر منصات الكتب على الإنترنت.

سورية حاضرة بشعرائها

ومن سورية شارك في الكتاب الشاعرة بسمة شيخو التي تحدثت إلينا عن مشاركتها وأهميتها قائلة: «لمشاركتي في كتاب (شجرة شعر العالم) أهمية ليس على الصعيد الشخصي فحسب باعتبارها إضافة إلى منجزي في مجال الشعر والكتابة، فهي ولابد تتيح المجال لقرّاء جدد من خلفيات مختلفة بالإطلاع على قصائدي؛ إلا أن الأهمية تتعدى هذه الحدود لتطول الشّعر نفسه حيث يُعتبر حضوره في هذا الوقت ضرباً من الحلم ورفاهياته في ظل حياة مكتظة بالماديات؛ كذا فإن حضور سورية من خلال شعرائها هذه المرة بعد سنوات من التهميش على أطرٍ عدة استدعى ابتسامةً عريضة لوجهي، فعادة ما يقتصر حضورها إعلامياً على الحرب والموت والفقر وكل المآسي الملاصقة لاسمها، فكان من المبهج أن يجاور اسمها أسماء 106 من البلدان حول العالم يجمعهم الشعر فحسب، ويجاور اسمي 405 أسماء من نخبة شعراء العالم يجمعنا الحلم بعالمٍ يحيا من خلال الشعر فالحياة لا تقوم قائمتها لولا فنونها، وتستريح قصيدتي (سنكون بخير) في فردوسها المكوّن من 1001 مع أخواتها.

وما منح هذه المشاركة نكهة إضافية عن باقي مشاركاتي هو إطلاق الكتاب في إكسبو دبي باعتباره حدثاً بوزنٍ دولي حمل بصمة لي هذه المرة بفعالية هي الأولى من نوعها في هذا المعرض».

وأضافت شيخو: إنه «تم إعداد هذا الكتاب (أنطولوجيا من أجل الأمل والحب والسلام) من الشّاعر الإماراتي «عادل خزام» بدعم من وزارة الثقافة والشباب في الإمارات. ومن يطّلع على هذا الكتاب سيسمع صوت الشعر بلهجات مختلفة على الرغم من أن كل القصائد مترجمة للإنكليزية، إلا أن الخلفيات المنوّعة للشعراء تمنح كل قصيدة لكنتها الخاصة لكن في النهاية الجميع ينشد الأغنية ذاتها والشعر يقول كلمته المجد للحياة للحب والأمل والسلام».

وبينت شيخو أن: «الشعر يجمع بخيوطه مئات البلدان ويغزل نسيجاً ملوناً للحياة الشاحبة، هو لون وصوت وكلمة يمنحنا أعيناً وآذاناً وأفواهاً لمنحه من روحنا فيخرج سحراً صرفاً يغيّر كلّ التفاصيل لا تقف في وجهه حدود ولا تعنيه الخلافات، رغم كلّ ما يجري في هذه الحياة يهتف ويقول (سنكون بخير)».

سنكون بخير

وتطلعنا شيخو على أبيات من مشاركتها التي جاءت تحت عنوان: «سنكون بخير»:

سأَقصُّ شَعري.. وأمحو معالمَ وجهي.. سأبلِّلُ صوتي.. وأعصرُه أغاني وتَراتيل

سأقطفُ كلَّ الأزهار الحَمقاء على شُرفتي.. أحطِّم.. أُصصهم الجَميلة.. وأنعيهم بقَصيدة

سأُنادي القَراصنة.. ليُبحروا داخِلي.. بسُفنِهم الضَّخمة.. وأطرافهم الحَديديَّة.. لينهَبوا ما يُصلحُ ندوبَهم

سأصطَادُ الشَّمسَ.. وأركُلُها بعيداً.. ليتناولَها الفقراءُ هُناك.. كَعكةً من نُور

أَرمي حِذائي.. لأكسِرَ القَمر.. أحطِّمُ أسطورتَه.. وأجعلُه أقماراً كَثيرة

سأَخونُ كلَّ المدن.. وأسكنُ البَحر

سأتركُ كلَّ القطَارات تنتظرُني.. ولن آتي

سأَجمعُ الخطواتِ العَالقةَ.. في الأحذيَة القديمَة.. وأحبسُها داخل سُورٍ عالٍ

بمِمحاةٍ صَغيرة.. سأمحو كلَّ الطُّرق.. وأتركُ الأبنيةَ وحيدَة

أصنع سُلَّماً من جماجمَ صَدئة.. وأرتفعُ به فوقَ أرضٍ.. من مَوتٍ ودَمار.. عالياً هناكَ.. أتكوَّر كجَنين.. أهمِسُ لنفْسي.. سيتغيَّرُ العَالم قريباً.. سنكونُ بخير».

وبسمة شيخو، شاعرة سوريّة، مواليد دمشق، 1986. لديها أربع مجموعات شعرية: «عبثٌ مع الكلمات»، «شهقة ضوء»، «آخر سكّان دمشق»، «بحرٌ يخشى الغرق». تحمل شهادة الماجستير في الفنون الجميلة، وأستاذة جامعية في كلية الفنون في الجامعة العربية الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن