رياضة

لا للإساءة..

| مالك حمود

كل المعطيات كان كفيلة وكافية لصنع واحدة من أروع لوحات المدرجات وأبهاها ليس على المستوى العربي فحسب، وإنما على المستوى الدولي أيضاً.

هو العشق الرياضي الكبير والعميق لذلك الجمهور المحب لناديه والحالم بفوز يدخل إلى قلبه البهجة في زمن قل فيه السرور، وغابت فيه البسمة.
جمهور كرة السلة في بلدنا هو كنز حقيقي يحق لرياضتنا أن تفخر به وتتباهى فيه، بحضوره وحماسه وطاقته الكبيرة وإبداعاته المثيرة، وتفاعله وانفعاله، وشتان مابين التفاعل والانفعال.
من حق كل جماهير الأندية أن تتنافس في التشجيع وتتسابق لاختيار كل سبل التشجيع المشروعة ولكن من دون المساس بالآخر والإساءة إليه.
رحم اللـه من قال (مفتاح البطن لقمة، ومفتاح الشر كلمة).
هي الكلمة التي فعلت مفعولها وكادت أن تصل إلى مرحلة لا يحمد عقباها.
ونعود مجدداً إلى مشكلة الخروج عن النص في التشجيع، والإساءة للآخرين بشكل أو بآخر.
حكاية الشطط على المدرجات ليست وليدة الموسم الحالي، ولا حتى السنوات الأخيرة، هي حكاية قديمة وكانت مصدر معاناة لدى العديد من الاتحادات السابقة التي جربت كل السبل للحد من ذلك، بدءاً من التوعية مروراً بالتحذير والوعيد وصولاً إلى العقوبات سواء بإقامة المباريات من دون جمهور، أو بنقل المباريات إلى خارج المحافظة، أو بنقل المباراة وإقامتها من دون جمهور.
كل هذه القرارات كانت تتخذها الاتحادات السابقة مكرهة ومضطرة وذلك للحفاظ على نظافة أجواء الرياضة، وبعدها جاءت الاجتهادات في البحث عن عقوبات بديلة لحرمان الجمهور، واستبدالها بالغرامات المالية، ولكن هل أتت بمفعولها.؟!
المسألة أخذت أبعاداً كثيرة نحن بغنى عنها، في وقت يجب أن تكون فيه الرياضة متنفساً للتسلية والمتعة والتعبير عن المشاعر بطريقة حضارية وضمن حدود الأدب، وعدم استخدام الكلام الجارح المؤذي لمشاعر الآخرين في مباريات تشهد حضوراً عائلياً، فكيف لذلك الحضور أن يتقبل سماع أبشع الكلمات وأسوأ الشتائم وأسقط الكلام.
لقد آن وقت الجد والحزم في التعامل مع هذه الحالات التي يجب أن تأخذ وقتاً وجهداً من القيادات الرياضية سواء في الأندية وروابط المشجعين، أم في اتحادات الألعاب، أو في القيادة الرياضية المسؤولة بالنهاية عن كل ما يحصل في ساحات التنافس الرياضي.
فالتوعية مطلوبة، والخطوات والمبادرات التشجيعية سواء كانت مكتوبة أم مصورة أو شفهية يجب أن تكون مدروسة ومنتقاة وبدقة، وأن تحمل رسائل على درجة من الرقي في المضمون والطرح، إضافة للهتافات التي يفترض أن تكون نقية من كل إساءة مفتاحية للرد عليها بالمثل، والخاسر بالمحصلة رياضتنا، وكفانا خسارات..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن