عربي ودولي

بلينكن أكد للافروف استعداد واشنطن لبحث القضايا الأمنية والأخير: رد واشنطن سلبي … بوتين: الغرب تجاهل هواجسنا للضمانات الأمنية ويستخدم أوكرانيا كأداة لاحتوائنا

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، أن الغرب تجاهل هواجس روسيا الرئيسية للضمانات الأمنية، مشيراً إلى أن موسكو لم تتلق جواباً مناسباً من واشنطن وبروكسل بعدم تمدد الناتو شرقاً، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، في غضون ذلك أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن استعداد واشنطن لبحث القضايا الأمنية مع موسكو والحلفاء في الناتو، في حين أكد الأخير أن الغرب يتجاهل مبدأ الأمن المتكامل.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» إعلان بوتين أمس الثلاثاء أن محادثاته مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوروبان جرت في أجواء عملية وبناءة، مؤكداً في ختام محادثات أجراها مع أوروبان في الكرملين، أنه بحث مع رئيس الحكومة الهنغارية كل المسائل التي كان الزعيمان يخططان لمناقشتها.
وعلى الصعيد الدولي، أكد بوتين أن موسكو لا تزال تبحث رد الولايات المتحدة وحلف الناتو على مقترحاتها للضمانات الأمنية، وأشار إلى أنه قد أصبح واضحاً لموسكو أن الغرب تجاهل هواجس روسيا بهذا الشأن.
وأوضح بوتين أن موسكو لم تتلقَّ جواباً مناسباً من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقاً، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997، وأضاف بهذا الصدد: «وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر».
وفي تطرقه إلى الملف الأوكراني، قال بوتين: إن الغرب يستخدم أوكرانيا كأداة لاحتواء روسيا وكبح تقدمها الاقتصادي، مشيراً إلى أن انتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد اتخذ طابعاً شاملاً.
وأكد بوتين أن هنغاريا تبقى شريكاً مهماً لروسيا في أوروبا، مشدداً على استعداد موسكو لتطوير تعاونها مع بودابست في توريد الغاز الطبيعي الروسي إلى هنغاريا.
من جانبه قال أوروبان: إن بلاده تسعى لنزع فتيل التوتر بين الغرب والشرق، وإن قادة الاتحاد الأوروبي لا يريدون نزاعاً مع روسيا.
وفي السياق بحث بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في اتصال هاتفي الوضع حول أوكرانيا والمطالب الروسية بشأن الضمانات الأمنية، وقال المكتب الصحفي للحكومة الإيطالية أمس الثلاثاء في بيان له أن دراغي شدد على أهمية العمل على خفض حدة التوتر، مضيفاً: إن الزعيمين أكدا خلال المحادثة الالتزام بحل مستدام وطويل الأمد للوضع وضرورة استعادة مناخ الثقة».
من جانبه، قال الكرملين في بيان: إنه «في ضوء القلق الذي أعرب عنه ماريو دراغي بشأن تطورات الوضع حول أوكرانيا، لفت الرئيس الروسي إلى تهرب كييف من تنفيذ التزاماتها، ولاسيما تلك المتعلقة بالجوانب السياسية لحل النزاع الأوكراني الداخلي»، وشدد على ضرورة قيام كييف بخطوات ملموسة لتنفيذ اتفاقيات مينسك.
وأضاف بيان الكرملين: إن بوتين ودراغي «بحثا بشكل مستفيض موضوع صياغة الضمانات الأمنية طويلة الأمد والملزمة قانوناً» التي طالبت بها روسيا.
وأكد بوتين خلال المحادثة مع دراغي، استعداد روسيا لمواصلة ضمان استقرار إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لإيطاليا، كما أعرب الرئيس الروسي عن ارتياحه لنتائج اجتماعه مع رواد الأعمال الإيطاليين، والذي عقد عبر الفيديو كونفرانس قبل أيام.
وفي السياق نقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزارة الخارجية الأميركية قولها في بيان صدر في أعقاب محادثات هاتفية بين الوزرين: إن «بلينكن أكد مجدداً على التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، كما دعا روسيا إلى وقف التصعيد الفوري».
وأوضح البيان أن بلينكن شدد على استعداد الولايات المتحدة على أساس ثنائي وإلى جانب الحلفاء والشركاء، لمواصلة تبادل جوهري لوجهات النظر مع روسيا حول قضايا الأمن المتبادل.
ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرد الأميركي على أبرز مقترحات موسكو حول الضمانات الأمنية بـ«السلبي»، حسبما ذكرت «سانا».
وأوضح لافروف في بيان صحفي بعد انتهاء محادثته الهاتفية مع نظيره الأميركي أمس أن روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بالتهرب من الإجابة عن سؤال حول موقفها من الالتزامات التي أخذتها على عاتقها ضمن إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمتعلق بعدم تجزئة الأمن، مؤكداً أن هذا الأمر يعتبر مبدأ أساسياً في القانون الدولي ولكن الغربيين يحاولون نسيانه نهائياً وليس تجاهله فقط.
إلى ذلك أكد لافروف، في رسالة لوزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الغرب يحاول تجاهل المبدأ الأساسي للأمن في عدم قابليته للتجزئة في أوروبا، والوثائق التي لا تسمح بتعزيز أمن الغرب على حساب الدول الأخرى.
وأكد لافروف أن روسيا تشعر بالقلق من أن دولاً أخرى في الناتو مثل فرنسا، تعلن أيضاً عن الحاجة إلى ضمان الأمن على أساس الوثائق التي سبق اعتمادها مثل ميثاق إسطنبول- 1999، وإعلان أستانا- 2010، قائلاً: «بعبارة أخرى، هذا المبدأ الأساسي للقانون الدولي، المتفق عليه في الفضاء الأوروأطلسي، يحاول زملاؤنا الغربيون ببساطة تجاهله، بل الاستسلام لنسيانه التام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن