ثقافة وفن

هل الدورات التدريبية للتمثيل تغني عن الدراسة الأكاديمية؟ … مرتجى: يجب الانتباه إلى أسماء المدرسين لهذه الدورات الحناوي: تسلط الضوء على الأشخاص المغمورين

| هلا شكنتنا

نشاهد في الآونة الأخيرة الكثير من الدورات التدريبية الخاصة التي تعمل على تقديم دورات خاصة بمهنة التمثيل وكتابة السيناريو، حيث يتجه لها الشباب والشابات الذين يطمحون في الوصول إلى الساحة الفنية وتحقيق أحلامهم.

التمثيل من أصعب المهن في العالم

وجميعنا يعلم بأن مهنة التمثيل من أصعب المهن في العالم، فهي تحتاج في البداية الموهبة المتميزة التي تجعل الفرد قادراً على إثبات نفسه على الساحة الفنية، كما أنها تحتاج الكثير من الجهد والتعب والتفكير والثقافة والدراسة التي تعمل على تثقيل الموهبة، وبالرغم من كل هذه الصعوبات إلا أن الأعداد التي تتوافد إلى المعاهد التمثيلية باتت كبيرة.

تساعد على اكتشاف الموهبة

وتسعى هذه الدورات إلى تعريف الشباب على الأدوات التي يحتاج لها الممثل والكاتب لاستكشاف نفسه وتحديد هويته الفنية، كما تساعدهم أيضاً في التعرف على أفكارهم وإذا كانوا قادرين على تكملة الطريق، ومن المتعارف عليه أن هذه الدورات ما هي إلا ورشات عمل قصيرة تقدم القواعد العامة والمهمة والخبرات العملية التي تفيد في تكوين الشخصية الأولى للممثل والكاتب.

سبب اندفاع الطلاب لها

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما سبب اندفاع الطلاب لهذه الدورات، وهل هؤلاء هم من لم يحالفهم الحظ في الدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، أم رغبة منهم في تقصير المسافة والسنوات الدراسية الممتدة على أربع سنوات، وهل من الممكن أن تغني هذه الدورات عن الدراسة الأكاديمية أم تدعمها؟

مشوار ممتد على عدة أيام

لذلك أحبت «الوطن» أن تتعرف أكثر إلى الآراء المهنية حول هذه الدورات، حيث تواصلنا مع الممثلة «شكران مرتجى» التي أوضحت بدورها أن الدورات التمثيلية لا تغني عن الدراسة الأكاديمية، مبينة بأن هذه الدورات تعتبر بمنزلة مشوار ممتد على عدة أيام بعكس الدراسة الأكاديمية الممتدة لسنوات.

دراسة الفن لا تنتهي

كما أضافت مرتجى: إن دراسة الفن لا تنتهي حتى بعد التخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ويجب على الممثل أن يبقى مطلعاً على الأفلام والمسلسلات ويتابع قراءة الكتب، متمنية أن يكون هنالك دورات تمثيلية لجميع من في سنها لكي تستطيع أن تتعرف إلى كل شيء جديد في عالم التمثيل.

مجرد محاولة

وأكدت مرتجى أن الدورات التدريبية هي مجرد محاولة لإرضاء بعض المواهب التي تسعى لتكتشف إذا كانت موهبتها حقيقة أم لا، مبينة بأن مهنة التمثيل تعتبر من أصعب المهن، كما أن هذه الدورات تساعدها على إعادة ترتيب أدواتها كممثلة.

اسم الممثل وتاريخه مهم للطلاب

كما نوهت مرتجى بأن اسم الممثل وتاريخه له دور مهم في تقديم الفائدة للطالب، مبينة بأنه يجب الانتباه إلى أسماء المدرسين الذين سوف يقدمون الدورة التدريبية، وخاصة أن هناك أشخاصاً دخلاء على المهنة لا يصلحون لتقديم هذه الدورات وفق قولها.

على وزارة الثقافة أن تضع شروطاً

وتمنت شكران مرتجى بأن يكون هنالك دور لوزارة الثقافة والمسؤولين عن هذه الدورات وأن يقوموا بوضع شروط معينة للأساتذة الذين سوف يقدمونها.

المعاهد لا تقدم شهادة تخرج

وأشارت الممثلة السورية إلى أن المعاهد لا تقدم شهادة تخرج بل تقدم شهادة حضور وهذه تعد بمنزلة كرت صغير لمساعدتهم في المستقبل.

لا شيء يغني عن الأكاديمية

أما من جانبه فقد أوضح الكاتب «سعيد الحناوي» أن الدورات التدريبية لا تغني عن الدراسة الأكاديمية، مبيناً بأن الدراسة الأكاديمية للتمثيل وكتابة السيناريو لا تقل مدتها عن أربع سنوات وهذا بالتأكيد يختلف عن الدورات التدريبية.

الدخلاء لا يفيدون الطلاب

مضيفاً الحناوي: إن هذه الدورات تسلط الضوء على الأشخاص المغمورين الذين قد يكونون أهم من الخريجين، مبيناً بأن هنالك أشخاصاً يقدمون هذه الدورات ويكونون أهم من الطلاب الموجودين في المعهد العالي للفنون المسرحية، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص المغمورين الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية يتمتعون بموهبة حقيقية، وعند التحاقهم بهذه الدورات يقومون بإثقال موهبتهم من خلال الخبرة العملية حسب قوله.

كما أكد سعيد الحناوي بأنه يجب على الطلاب أن يتجهوا نحو المعاهد التي تقدم دورات تدريبية جيدة ويكون كادرها التدريسي معروفاً وله خبرة في العمل الفني، مبيناً بأن هنالك أشخاصاً دخلاء على مهنة التمثيل ويعملون على تقديم دورات لا تفيد الطلاب بشيء.

الخبرة العملية تطغى ولكن!

وفي نهاية حديثه أوضح الحناوي أن الخبرة العملية تطغى على الدراسة الأكاديمية، مبيناً بأن العمل على أرض الواقع يختلف عن الدراسة النظرية سواء من ناحية الكتابة أم التمثيل، مؤكداً أن المعادلة التي تقول «واحد زائد واحد» لا تتماشى مع العمل الفني، منوهاً بأن الفن لا يعلّم لأن الموهبة هي الأساس، لكن الدراسة تثقل الموهبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن