تقدير الجهد والاحتفاء بالتميز مسألة مهمة ترعاها وزارة الثقافة السورية بشكل سنوي، للتشجيع على العطاء والإبداع والتميز، فكانت جائزة الدولة التشجيعية للنهوض بالمستوى الثقافي والفكري في بلد لطالما بنى المثقفون والمفكرون أعمدته رغم كل الأزمات مازال يقدّر الإبداع وينصف النجاح.
حيث منحت وزارة الثقافة جائزة الدولة التشجيعية لعام 2021 للأديب صفوان إبراهيم والموسيقي عدنان فتح الله تقديراً لعطائهما الإبداعيّ والفكريّ والفنيّ وحجبت الجائزة في مجال النقد والدراسات والترجمة.
في الأدب
والأديب صفوان إبراهيم من مواليد اللاذقية 1978 انتسب للكلية الجوية وتخرّج ضابطاً طياراً عام 1999، بدأ رحلته مع الكتابة عام 2013 بعد استشهاد أخيه في الرقة ونال جائزة وزارة الأوقاف بمسابقة نبي الرحمة وجائزة حنا مينه لعام 2017 عن رواية «وصايا من مشفى المجانين» وجائزة التكافل الاجتماعي في زمن الكورونا للإبداع الروائي عن رواية «نداء الأرواح»، كما صدر له عن الهيئة العامة السورية للكتاب روايتان: «طابقان في عدرا العماليّة» و«ورود من أرض النار» ضمن مشروع مدوّنة الحرب.
وفي تصريح لوسائل الإعلام بين إبراهيم أنه «يسعدني أن أنال هذه الجائزة التي أدين بها لسورية التي قدمت لي كل ما هو رائع بحياتي من شرف الانتساب إلى صفوف جيشها العظيم من دون أن تبخل علي بدخول مجال الثقافة لتقدم لي أعلى جوائزها».
وتابع «هذه الجائزة تشعرني بالعز والفخار لكوني أنتمي إلى وطن عظيم لم يستطع أعداؤه أن يدمروا جسر الحضارة الأصيلة فيه ولم تقدر قسوة الحرب أن تقف في وجه الثقافة وهي تقوم بمسؤولياتها».
وأهدى إبراهيم الجائزة لروح شقيقه الشهيد حيان ولجميع أرواح شهداء سورية الأبرار الذين عملوا على حماية شجرة الحضارة والثقافة.
في الموسيقا
أما المايسترو عدنان فتح الله فهو قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا في دمشق وهو حاصل على إجازة في الموسيقا من المعهد اختصاص عود وماجستير تأهيل وتخصص في التربية الموسيقية من جامعة دمشق كلية التربية ودبلوم في التسويق والسياحة من جامعة أيديكس البريطانية وأسس العديد من الفرق الموسيقية المحلية وله مؤلفات موسيقية بتوقيعه ومشاركات منوّعة محلية وعربية ودولية.
ومدرس للعود في «المعهد العالي للموسيقا» منذ 2011، ومشرف على النشاطات الفنية والنادي الموسيقي في «جامعة القلمون الخاصة». قاد «الأوركسترا الوطنية اللبنانية والشرق عربية» في حفلها على مسرح «جامعة القديس يوسف» في الجمهورية اللبنانية عام 2014 بدعوة من «الكونسرفاتوار الوطني اللبناني». وتمت دعوته للمرة الثانية لقيادة الأوركسترا في حفلها عام 2015، كما قاد أوركسترا طلبة المعهد العالي للموسيقا في «مهرجان سوسه الجامعي» في تونس عام 2010، و«أوركسترا الموسيقا العربية» في «مهرجانات صور والجنوب» في لبنان عام 2009. أسس «فرقة بروكار» وشارك معها في عدة حفلات موسيقية ضمن فعاليات «مهرجان باليو» في سويسرا عام 2012.
واعتبر المايسترو فتح الله في تصريح لوسائل الإعلام: «أن هذه الجائزة لها قيمة معنوية ومهنية وتعطيه دافعاً كبيراً لتقديم المزيد لبناء الوطن والحفاظ على الهوية السورية وتقديم منتج إبداعي بالتعاون مع موسيقيي سورية ما يليق بحضارتها وتاريخها الثقافي الممتد عبر آلاف السنين».
جائزة الدولة
يذكر أن الجائزة تأتي بناء على أحكام المرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2012 القاضي بإحداث جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين، وذلك تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني وسيمنح كل فائز مبلغاً مادياً وميدالية تذكارية مع براءتها على أن يتم الاحتفال بالفائزين وتسليمهم الجوائز في موعد يُحدّد لاحقاً.