رياضة

مونديال الأندية بنسخته الثامنة عشرة – الإمارات 2021 … تشيلسي مرشح للقب أول وبالميراس يسعى لنسيان الخيبة … الأهلي للثأر من المكسيكيين والعين مرآة الجزيرة

| خالد عرنوس

في حين يتجهز كبار إفريقيا لخوض مباريات نصف نهائي كأس الأمم ويتحضر كبار الأندية الأوروبية لبدء أول أدوار الإقصاء لدوري أبطال أوروبا، سيكون عدد محدود من الأندية يمثل مختلف قارات العالم على موعد مع النسخة الثامنة عشرة من مونديال الأندية على ملعبي آل نهيان واستاد محمد بن زايد في مدينة أبو ظبي العاصمة الإماراتية بداية من غدٍ الخميس وحتى السبت الثاني عشر من الشهر الحالي، وتشارك 7 أندية تمثل القارات الست وسبق لستة منها أن ظهرت في المونديال مرة واحدة على الأقل على حين يظهر فريق وبيراي التاهيتي ممثلاً للقارة الأوقيانوسية للمرة الأولى ويخوض مباراة الدور التمهيدي أمام الجزيرة الإماراتي الذي يظهر للمرة الثانية بصفته ممثلاً للدولة المنظمة، والفائز يواجه فريق الهلال السعودي بطل القارة الآسيوية في الدور الثاني (ربع النهائي) والأخير يشارك بدوره للمرة الثانية وقد حل رابعاً في نسخة 2019، ويشهد الدور الثاني مواجهة ثأرية للأهلي المصري بطل القارة السمراء صاحب الأرقام القياسية بالمشاركة وثالث نسخة 2021 أمام مونتييري المكسيكي العائد بعدما غاب عن تلك النسخة.

حكاية تتجدد

هي حكاية كل عام التي لم ترتق إلى آمال الكثيرين إلا أنها تبقى بطولة للعالم تحت إشراف الاتحاد الدولي أكبر سلطة كروية في العالم ولا بد من إلقاء نظرة تاريخية على المسابقة التي ربما تكون النسخة الثامنة عشرة هي الأخيرة بهذا الشكل بعد قرار الفيفا بإقامة بطولة موسعة للأندية بداية من صيف عام 2023، ففي البداية تأسست البطولات المحلية للتنافس بين الأندية بعدما جذبت اللعبة الأنظار وخلبت الألباب، ومن ثم بدأت الأحلام تكبر بإقامة بطولات بين أندية الدول المتجاورة ومع تطور أساليب المواصلات أقيم عدد من البطولات بين أندية أوروبية وأميركية حتى أطلق البرازيليون لقب بطل العالم على بالميراس (ومازال هذا اللقب قائماً) عندما توج بطلاً لدورة أقيمت في بلاده ضمت عدداً من أندية القارة العجوز، وعندما انطلقت بطولة الليبرتادوريس لمجاراة بطولة أوروبا للأندية أبطال الدوري اقترح بعض أقطاب اللعبة تنظيم مسابقة سنوية بين بطلي القارتين على أن يتوج الفائز فيها بطلاً للعالم، وعندما انتظمت بطولات الأندية في إفريقيا وآسيا طالب مسؤولو الكرة في القارة توسيع البطولة لتشمل جميع القارات، وهكذا كان بعد وقت طويل وبفضل جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق الذي أصر على إقامة المونديال فأقيمت 17 نسخة حتى الآن، وهاهو الفيفا يقرّ تعديل البطولة لتقام كل أربع سنوات وبمشاركة 16 نادياً من أنحاء العالم على أن تقام النسخة الأولى بهذه الصيغة في الصين في العام القادم.

أبطال كلاسيكيون

أقيمت النسخة الأولى عام 2000 ولاقت نجاحاً كبيراً لكن عوائق مالية كادت تطيح بها إلا أن الفيفا عاد وأحياها بفضل شركات يابانية تعهدت بتنظيم البطولة على أرض بلادها فعادت البطولة عام 2005 واستمرت منذ ذلك الوقت تقام سنوياً بحيث تلعب مبارياتها في بلد واحد بطريقة التجمع في الشهر الأخير من كل عام، إلا أن جائحة كورونا أجبرت الفيفا على خوض نسخة 2020 في مطلع العام الماضي وعليه فإن نسخة 2021 ستقام هذا الشهر، وأقيمت حتى الآن 17 نسخة دانت فيها السيطرة لأبطال أوروبا وأميركا الجنوبية، وقد شهدت النسخ الثلاث الأولى تتويج أندية برازيلية باللقب، ثم انتقل التاج إلى القارة العجوز التي أطبقت عليه ولم يستطع سوى فريق برازيلي أن يخرق سجلها مرة واحدة عام 2012، فقد توج يومها كورينثيانس بالكأس على حساب تشيلسي الإنكليزي ليكون الفريق الوحيد من أميركا الذي يتوج بلقبين، وإذا كانت أندية البرازيل بلغت النهائي 8 مرات مثلما فعلت نظيراتها الإسبانية فإن ريال مدريد وبرشلونة استطاعا التتويج باللقب 7 مرات (4 للأول و3 للثاني) لتتصدر إسبانيا قائمة المتوجين باللقب في حين توقف رصيد البرازيل عند 4 ألقاب، وتوج قطبا ميلانو (ميلان وإنتر) باللقب مرتين لإيطاليا وبايرن ميونيخ وحده بلقبين لألمانيا ومانشستر يونايتد وليفربول بلقبين لإنكلترا، وبالتالي فإن 13 لقباً ذهبت لأندية أوروبا مقابل 4 ألقاب لأميركا الجنوبية.

اختراقات محدودة

بالمجمل لم يستفد الصغار من مطالبتهم بالاشتراك بالمونديال فبقيت الألقاب حكراً على الكبار وبالذات في القارة العجوز حيث الثقل المادي للأندية العملاقة والنجوم المميزين ولم يتوقف الأمر عند الكأس، فعلى صعيد المباريات النهائية التي شهدت مواجهات بين القارتين الكبيرتين (كروياً) في 11 منها على حين كان نهائي النسخة الأولى برازيلياً خالصاً ومقابل ذلك فقد نجح 16 ممثلاً لأوروبا في الوصول إلى مباراة التتويج في 16 نسخة، وبلغ الأفارقة النهائي مرتين والآسيويون مثلهم قبل أن يخوض تيغريس أونال المكسيكي نهائي النسخة الماضية وكل ذلك على حساب الأندية اللاتينية.

ومازال الحديث حول النهائي فنجد أن الصدارة إسبانية وبعهدة ريال مدريد وبرشلونة بأربعة نهائيات لكل منهما مع تقدم الريال باعتباره توج بأربعة ألقاب ووحده استطاع الظفر بالكأس ثلاث مرات متتالية، ويليهما فريقا كورينثيانس وبايرن ميونيخ بنهائيين.

أرقام عمومية

– 70 نادياً سبق لها أن ظهرت في البطولة يتقدمهم أوكلاند سيتي النيوزيلندي بواقع 9 مشاركات ويليه الأهلي المصري بـ6 مشاركات وريال مدريد 5 مشاركات وبرشلونة 4 مرات ومثله باتشوكا ومونتييري من المكسيك، مقابل مشاركة واحدة لـ43 فريقاً، وتنتمي هذه الأندية إلى 24 دولة تتقدمها البرازيل التي مثلها 9 أندية مقابل 4 أندية للمكسيك وبالمقابل ظهر فريق واحد من 12 دولة، وتتقدم آسيا على صعيد الدول فقد شاركت أندية من ثماني دول في البطولة على حين اكتفت القارة الأوروبية بممثلي 4 دول فقط.

– 138 مباراة شهدتها البطولة في نسخها الـ17 السابقة وشهدت تسجيل 410 أهداف بمعدل وسطي (2.97) في المباراة الواحدة، وشهدت النسخة الأولى أكبر عدد من المباريات (14 مباراة) والأهداف (43 هدفاً) واقتصرت أربع نسخ على 7 مباريات في حين شهدت النسخ الأخرى 8 مباريات، وشهدت النسخة الأخيرة 12 هدفاً فقط كأدنى سجل، في حين المعدل الأعلى للأهداف كان في نسخة 2018 بواقع 4.13 في المباراة الواحدة.

أهداف وهدافون

شهدت البطولة خلال تاريخها 410 أهداف بدأها فرنسي هو نيكولاس أنيلكا لمصلحة ريال مدريد بمرمى النصر السعودي وكان ذلك في المباراة الافتتاحية للنسخة الأولى وختمها فرنسي آخر هو بينيامين بافار لمصلحة البايرن بمرمى تيغريس في نهائي 2020 فما قصة أهداف البطولة ومن هدافوها؟.. كل ما يتعلق بالأهداف نتابعه في السطور التالية.

– 291 لاعباً سجلوا الأهداف في بطولة الأندية وهذه الأهداف لا تشمل العكسية المسجلة بالخطأ والبالغ عددها 13 هدفاً.

– حملت النسخة الأولى 2000 العدد الأكبر من الأهداف ذلك أنها تضمنت 14 مباراة مقابل 7 أو 8 مباريات للنسخ التالية، والمعدل الأعلى في النسخة الواحدة حدث في 2018 التي شهدت 31 هدفاً في 8 مباريات بمعدل 3.8 أهداف في المباراة الواحدة، أما المعدل الأدنى فهو 1.7 في المباراة وسجل في النسخة الأخيرة 2020 والتي شهدت 12 هدفاً في 7 مباريات.

– يتصدر ريال مدريد لائحة الفرق الأكثر تسجيلاً بواقع 30 هدفاً في 12 مباراة أي بمعدل 2.67 في المباراة يليه برشلونة بـ23 هدفاً خلال 8 مباريات بمعدل 2.62 ثم مونتييري المكسيكي بـ22 هدفاً خلال 10 مباريات أي بمعدل 1.7 بالمباراة.

– يتصدر البرتغالي كريستيانو رونالدو لائحة الهدافين التاريخيين برصيد 7 أهداف سجلها خلال 4 مشاركات (8 مباريات)، فسجل هدفاً واحداً في مباراتين مع مانشستر يونايتد بمرمى غامبا أوساكا، ثم سجل 4 أهداف في نسخة 2016 وتوج هدافاً لتلك النسخة وسجل هدفين في نسخة 2017 في حين غاب عن التسجيل في نسخة 2014.

– لويس سواريز لاعب برشلونة صاحب أفضل معدل حيث سجل 5 أهداف في مباراتين يوم توج هدافاً لنسخة 2015.

– الهدف الأسرع في البطولة جاء بعد 79 ثانية وصاحبه الإماراتي جمعة محمد أحمد غريب لمصلحة نادي العين بمرمى الترجي التونسي في الدور الثاني لنسخة 2018، وكان دييغو تارديللي سجل بعد 111 ثانية لمصلحة أتلتيكو مينيرو بمرمى غوانجهوو في نسخة 2013.

– أما الهدف الأكثر تأخراً فجاء في الدقيقة 118 وسجله جيراردو تورادو لمصلحة كروز آزول المكسيكي بمرمى ويسترن سيدني الأسترالي في الدور الثاني لنسخة 2014، أما الهدف الأكثر تأخراً في المباريات المنتهية بعد 90 دقيقة فجاء في الدقيقة 90+4 وسجله ليو سيلفا لمصلحة غوادالاجارا بمرمى فريقه كاشيما في مباراة الدور الثاني لنسخة 2018.

– كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وليونيل ميسي وحدهم سجلوا في ثلاث نسخ.

آمال وأحلام

ويطمح المشاركون في النسخة الحالية لأهداف مختلفة فتشيلسي الذي أصبح ثالث ناد إنكليزي يشارك للمرة الثانية فيسعى للتتويج بعدما خسر نهائي 2012، ويبحث بالميراس عن تعويض خيبة النسخة الماضية عندما قدم أسوأ نسخة لممثل أميركا الجنوبية محتلاً المركز الرابع من دون أن يسجل أي هدف، ويحلم الأهلي ببلوغ النهائي للمرة الأولى على غرار مازيمبي والرجاء، ومثله مونتييري المكسيكي الذي حل ثالثاً في مناسبتين، أما الهلال فيعود أكثر خبرة من نسخة 2019 يوم احتل المركز الرابع.

ويقص فريق الجزيرة مباريات البطولة غداً بداية من الساعة 6.30 مساءً بتوقيت دمشق بمواجهة بيراي من تاهيتي الذي رشحه اتحاد أوقيانوسيا للمشاركة عوضاً عن ممثل القارة التاريخي أوكلاند الذي منعته ظروف كورنا من المشاركة في العام الماضي، ويبحث الجزيرة عن نتائج أفضل من مشاركته الأولى عام 2017 ويومها حل رابعاً ويأمل بتقليد ما فعله مواطنه العين عندما بلغ النهائي عام 2018، ويتطلع بيراي لأن تكون مشاركته إيجابية وخاصة أنه أول فريق من بلاده يظهر في المونديال، ويتألف الفريق برمته من لاعبين محليين معظمهم من الهواة ويضم لاعباً فرنسيا واحداً يدعى بينو ماثون ويقوده المدرب المحلي نييا بينيت وهو في الوقت ذاته مدرب منتخب تاهيتي، ويعد بيراي من الأندية البارزة في تاهيتي وفي سجله 10 بطولات دوري و9 بطولات كأس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن