رياضة

في الدوري الكروي الممتاز.. عودة حميدة وجديدة … قمة المباريات في اللاذقية ولقاءات صعبة وحاسمة

| ناصر النجار

على أنغام الهزائم الكروية التي تتوالى أعلنت لجنة المسابقات عن استئناف الدوري الكروي الممتاز يوم السبت على أن تنتهي مرحلة الذهاب في السبت الذي يليه ثم تقام المباراتان المؤجلتان من مرحلة الذهاب بين تشرين وجبلة، وحطين والشرطة.

الفرق بشكل عام استعدت لاستئناف الدوري مثلما تستعد له مع كل توقف، حيث يطول المدربين واللاعبين الملل من تكرار التمارين، وزاد من سوء هذا التوقف أنه ترافق مع أجواء مناخية صعبة بالغة البرودة.

المنافسة في الأسبوعين الأخيرين ستكون محتدمة لتثبيت المراكز قبل نهاية الذهاب، حتى تبدأ الفرق مرحلة الإياب بقوة وقد حصلت على ما أرادت من مرحلة الذهاب.

ومن السذاجة بمكان أن نقول إن هناك مباريات سهلة وأخرى صعبة، فجميع المباريات صعبة، لأنها إما تجمع فرقاً تتنافس على الصدارة أو تهرب من مدارك الخطر والهبوط، أو تجمع فريقاً من فوق وآخر من تحت وكل منهما يسعى للنقاط رغم اختلاف الأهداف وعلى هذا الأساس فلا يمكننا أن نقول إن الدوري مستقر، بل هو عائم يبحث عمن يحمل لواءه وهذا الأمر بحاجة إلى جهد كبير ونضال أكبر على مدار الدوري حتى يعلن الحكم نهاية الدوري.

ميركاتو ضعيف

الميركاتو الشتوي هذا الموسم كان من أضعف المواسم فلم يشهد التنقلات (المحرزة) بين الفرق، وعلى العكس فقد خسر الدوري الكثير من نجومه ولاعبيه المميزين بانتقالهم إلى أندية عربية في هجرة مستمرة تشهدها كرتنا من دون أن تكون قادرة على التعويض جراء غياب الدماء الجديدة والمواهب الشابة لتكون قادرة على سد الفراغ بالمستوى ذاته.

الذين غادروا الدوري الممتاز في هذا التوقف هم: مدافع الوثبة سعد أحمد إلى أربيل العراقي، مدافع الوحدة حسين شعيب ومدافع تشرين عبد الرزاق محمد ونجم وسط تشرين كامل حميشة، والمهاجم عبد الهادي شلحة كان ضمن صفوف الاتحاد لكنه فسخ عقده وهو لاعب الوحدة السابق، هؤلاء الأربعة انتقلوا إلى نادي الكرخ العراقي، مدافع الكرامة المتميز عمرو جنيات انتقل إلى المنامة البحريني، لاعب وسط عفرين ريفا عبد الرحمن انتقل إلى النجف العراقي، العائدون لاعبان اثنان هما سليم سبقجي من صور العماني ووقع لفريق تشرين، وسامر خانكان من الشباب البحريني، والمفروض أن يعود إلى نادي الاتحاد، لكن الأخير أغلق كشوفه مبكراً وهو خطأ إداري فتمت إعارته إلى نادي حطين.

داخلياً كانت التنقلات ضعيفة جداً ما يدل على فقر كرتنا لعدم وجود لاعبين (شواغر) أيضاً فإن اتحاد الكرة ساهم بهذا الشكل من الضعف عندما منع انتقال أي لاعب من ناد لآخر إذا شارك على (سكور) أي مباراة، وهذا فيه ظلم كبير لأنديتنا.

وعلى سبيل المثال فإن أندية الجيش وتشرين وجبلة هم بأمس الحاجة لبعض اللاعبين لتقوية خطوط ومراكز الفريق في المشاركة الآسيوية القريبة، وهذا القرار حرمهم من تدعيم فرقهم بلاعبين مهمين، ولم يبق أمامهم سوى الاستعانة بمحترفين من الخارج، وقد لا يحدث هذا الأمر لأنه مكلف وباهظ النفقات.

وعليه فإن الأمل أن تتدخل القيادة الرياضية لمساعدة هذه الأندية لتكون خير سفير لكرتنا علّها تعوّض بعض إخفاق المنتخبات الوطنية وربما أعادت الهيبة للكرة السورية التي فقدتها في ظل انعدام الخبرة وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

وهناك أسبوعان لمرحلة الذهاب وربما وجد اتحاد الكرة منفذاً قانونياً يفتح فيه سوق الانتقالات بين الأندية بعد نهاية الذهاب وحتى مطلع الإياب.

التنقلات الداخلية كانت قليلة وضعيفة وفيها انتقل أزدشير الصارم من الوثبة إلى عفرين، وعلي الصالح من الاتحاد إلى تشرين.

وهناك بعض اللاعبين بلا كشوف، فتعاقد الفتوة مع المدافع علاء حمصي، وعفرين مع المدافع محمود الشامي، وحطين مع لاعب الوسط خالد الصالح، وسيعود المدافع حسين جويد إلى كشوف حطين بعد شفائه من الإصابة، وربما شارك المدافع الدولي أحمد الصالح مع فريق الجيش إن وصل إلى الجاهزية التي تؤهله لخوض المباريات بعد إصابة قاسية.

مباريات استعدادية

بكل الأحوال الفرق استمرت في الأيام الأخيرة بمباريات استعدادية لتكون على أهبة الاستعداد ولو بالحد المقبول.

الوثبة المتصدر لعب مع الطليعة وفاز 4/صفر، كما فاز على النواعير 2/1، تشرين فاز على العربي (درجة أولى) 2/صفر، جبلة فاز على حطين 3/2، حطين تعادل مع الساحل (درجة أولى 1/1) الجيش والوحدة تعادلا 1/1، والفتوة تعادل مع المجد (درجة أولى) 4/4، الاتحاد فاز على عفرين 4/صفر وفاز عفرين على الحرية (درجة أولى) 2/1، حرجلة فاز على الكرامة 4/1 والطليعة فاز على مورك (درجة أولى) 2/صفر.

على صعيد المدربين فقد رفضت إدارة نادي الاتحاد استقالة مدربها أنس صابوني وبالتالي استمر في مهامه، وعززت إدارة النواعير كادرها الفني بالمدرب المساعد ياسر البني، ولا شيء جديداً تحت الشمس غير ذلك.

الجديد بعودة الدوري أن بعض الفرق قد تجد متنفساً لها من خلال دخل المباريات وخصوصاً أن أغلب الفرق تئن تحت وطأة الإفلاس المعلن وهي تستجدي المال من محبيها لتستكمل مشوارها في النشاطات الرسمية.

يومان ساخنان

جدول الدوري وزع مباريات المرحلة الـ12 إلى يومين فستجري يوم السبت أربع مباريات يلعب فيها تشرين مع الجيش على ملعب الباسل، وستكون هذه المباراة هي الأولى على هذا الملعب بعد الصيانة، ويلعب المتصدر الوثبة في الحمدانية بضيافة عفرين ويلتقي على ملعب الجلاء حرجلة مع الفتوة، وفي حماة البلدي يستقبل الطليعة ضيفه الشرطة.

يوم الأحد سيشهد ملعب الجلاء مباراة الوحدة مع حطين وعلى ملعبه الخارج من الصيانة حديثاً يستضيف جبلة ضيفه النواعير، وأخيراً اللقاء الجماهيري في حمص على ملعب خالد بن الوليد بين الكرامة والاتحاد.

الجمعة القادم تقام ست مباريات من مباريات المرحلة الأخيرة من الذهاب وتختتم يوم السبت على ملعب الجلاء بلقاء الشرطة مع جبلة، أما المباراتان المؤجلتان فستقامان يوم الجمعة بعد القادم بين تشرين وجبلة ويلعب السبت حطين مع الشرطة والمباراتان على ملعب الباسل باللاذقية، وهنا ستنتهي مرحلة الذهاب رسمياً.

قمة المباريات

قمة مباريات الأسبوع يستضيفها ملعب الباسل باللاذقية وتجمع تشرين (الوصيف) مع الجيش (الرابع) الفوارق الحالية ثلاث نقاط، لذلك تعنون المباراة تحت بند النقاط المضاعفة، المباراة تشكل مفترق طرق للفريقين، فتشرين بحاجة إلى الفوز من أجل استعادة الصدارة والحفاظ على لقبه، والجيش أيضاً يحتاج إلى الفوز ليقترب من الأمام أكثر أو ليبقي على آماله قائمة بالمنافسة.

تشرين تعثر مرتين متتاليتين في المرحلتين السابقتين بالتعادل، واستمرار الفريق على المنوال ذاته يشجع الوثبة للثبات على الصدارة ويحفز بقية المنافسين على الارتقاء نحو الأعلى ما يصعّب عليه الأمور لأن المنافسة ستكون مزدحمة ومن المفترض أن يتعامل تشرين مع هذه المباراة كمباراة بطولة، ومثلها مباراة الفتوة القادمة بدمشق ومباراة جبلة المؤجلة لأن هذه المباريات هي مفتاح الصدارة والبطولة.

وعلى البحارة أن يتذكروا أن مرحلة الإياب لن تكون بمصلحتهم لأنهم سيواجهون خصومهم بعيداً عن جمهورهم، فالمنافسان الرئيسيان سيواجهانهم على أرضهم، فسيلعب مع الوثبة بحمص ومع الوحدة والجيش بدمشق ومع جبلة بجبلة، إضافة للاتحاد والكرامة ورغم أنهما خارج المنافسة حالياً فقد يستقيم عود الفريقين في الإياب، وقد ينطبق هذا الكلام على فريق الشرطة الذي سيحارب من أجل الهروب من الهبوط، ولا ننسى مواجهة الحوت الجار الأخطر والأصعب لتشرين.

من هذا الكلام يتبين لنا أهمية مباراة تشرين مع الجيش لأنها مفتاح التقدم والتعويض ولأنها ستمنح الفريق جرعة معنوية لاستكمال الذهاب بانتصارات قوية تعينه على دخول مرحلة الإياب بقوة وثبات.

خسائر تشرين من اللاعبين كبيرة بانتقال عبد الرزاق محمد وكامل حميشة إلى العراق، والتعويض سيكون بهمة اللاعبين والمواهب الشابة والإضافة الجديدة عبر سليم سبقجي وعلي الصالح.

الجيش وضعه أصعب ويحتاج للفوز في هذه المباراة والتي تليها على الكرامة بدمشق ليكون ضمن المربع الذهبي، وحتماً لن تكون مهمته في الإياب سهلة إن أراد استعادة بطولته التي فقدها منذ ثلاثة مواسم.

الجيش فريق قوي وما زال الرقم الصعب بالدوري وأحد أبرز المنافسين، لكنه في الوقت الحالي يعاني من مشاكل فنية عديدة بدت واضحة للعيان في المباريات الأخيرة، فلم يستفد من عاملي الأرض والجمهور فتعادل سلباً مع جبلة، وفاز على الطليعة بالوقت بدل الضائع، وعلى خلاف المعتاد فإن فريقاً يسجل هدفاً في مباراتين وهو الفريق الأبرز بين فرق الدوري بالتسجيل، ما يدل على أن الفريق يعاني في الوقت الحالي من مشكلة هجومية.

مع تشرين لابد من منح الفريق النفس الهجومي وإطلاق الحرية لمهاجميه للتسجيل والابتعاد عن الأسلوب الدفاعي الذي لن يجدي نفعاً مع تشرين باللاذقية، فالهجوم خير وسيلة للدفاع.

المباراة مهما كان أسلوب الفريقين فيها فإنها مباراة قمة وستكون ممتعة، ما لا شك فيه أن التعادل لن يكون بمصلحة الفريقين وسيسعد الوثبة والوحدة كثيراً ومع تكافؤ الفرص بين الفريقين فإن تشرين يملك أفضلية الأرض وسلاح الجمهور.

عناوين مهمة

– على الوثبة المتصدر ألا يضيّع الفرصة بلقاء عفرين في حلب، المسألة ليست مسألة فوارق بين المتصدر وصاحب المركز الأخير، إنما مسألة حسابات نقطية، فإن أراد الوثبة الاستمرار بالصدارة بعيداً عن النتائج الأخرى فعليه الفوز، عفرين في وضع خطر وهو الفريق الوحيد الذي لم يذق حلاوة الفوز، وسيلعب بكل قوته وأوراقه لعلّه يفجر مفاجأة من العيار الثقيل.

– الوحدة يستقبل حطين، البرتقالي استعاد توازنه ولابد من استقبال الحوت بما يليق، وهي فرصة للاستمرار بالتقدم والبقاء على أهبة الاستعداد وصولاً للصدارة ولو بعد حين، حطين في وضع حرج ويأمل أن يخرج بنتيجة طيبة نقية من عثرات المراكز الأخيرة وخطر الهبوط.

– جبلة على أرضه يستقبل النواعير، صاحب الضيافة يتوق لدخول مربع الكبار ليكون له أمل بالمنافسة، والنواعير الضيف حريص على تحقيق نتيجة جيدة تعوضه بعض الإخفاقات التي وضعته بمكان خطر، الأمور كلها تصب في مصلحة جبلة، والفصل سيكون على أرض الملعب.

– الكرامة بعد تعادلين هبط بهما إلى المركز السادس يريد استعادة ولو شيئاً من آماله، المواجهة مع الاتحاد لها ذكريات قديمة كانت تجمع بين فريقين كبيرين لدرجة أنها كانت تسمى (كلاسيكو الدوري السوري) بكل الأحوال المباراة مهمة وقوية وهي فرصة لكلا المدربين لإثبات وجودهما.

– مباراة الجلاء بين حرجلة والفتوة ستكون بمنزلة رد الاعتبار لكلا الفريقين، الفتوة يريد أن يثبت أن ما حصل معه بلقاء الطليعة كان سحابة صيف عابرة وأن المياه عادت إلى مجاريها، وكذلك يريد حرجلة إثبات أن خسارته القاسية أمام الوثبة لم تكن إلا كبوة جواد، المباراة قوية ومثيرة ومتكافئة وأي نتيجة ستكون ضمن التوقعات.

– آخر المباريات سيشهدها ملعب حماة البلدي وفيها يستضيف الطليعة فريق الشرطة، صاحب الأرض يريد أن يدخل في عمق مناطق الوسط لينهي الذهاب بمركز ونقاط أكثر أماناً، والشرطة يحاول خطف نقطة على الأقل ليتفادى خطر الهبوط الذي يحوم حوله.

من المنطقي أن يفوز الطليعة ومن حق الشرطة أن يطمح لأكثر من التعادل.

ذكريات الموسم الماضي

الوثبة وعفرين التقيا في دوري موسم 2009- 2010 وانتهى لقاء الذهاب إلى التعادل السلبي، كما تعادلا في الإياب بهدف لهدف سجل للوثبة محمد منصور ولعفرين إبراهيم راهال.

لقاءا تشرين مع الجيش في الموسم الماضي انتهيا إلى التعادل بهدف لمثله.

ففي دمشق ذهاباً سجل للجيش مؤمن ناجي ولتشرين ماهر دعبول، وفي اللاذقية إياباً سجل للجيش قصي حبيب ولتشرين كامل حميشة، وشهدت المباراة عشر بطاقات صفراء مناصفة بين الفريقين وبطاقة حمراء لمحمد مرمور من تشرين وقادها الحكم صفوان عثمان.

في الموسم قبل الماضي تعادل جبلة مع النواعير 2/2، سجل لجبلة بهاء قاروط وإسماعيل الحافظ وللنواعير محمد ميدو ومحمد قلفاط، وتعادلا في الإياب 1/1 سجل لجبلة بهاء قاروط وللنواعير زاهر خليل.

مباراة الوحدة مع حطين انتهت ذهاباً إلى التعادل السلبي، وفي الإياب فاز الوحدة باللاذقية بهدفي طارق هنداوي ومحمد زينو، وخرج أنس بلحوس من الوحدة بالبطاقة الحمراء.

في الموسم الماضي تبادل الكرامة مع الاتحاد الفوز، ففي الذهاب فاز الكرامة على الاتحاد بحلب 2/1، سجل للكرامة ميلاد حمد ونصوح نكدلي وللاتحاد محمد عدرا، وفاز الاتحاد بالإياب بحمص بهدف إبراهيم الزين.

حرجلة حقق أول فوز له بالدوري الممتاز على حساب الفتوة بذهاب الموسم الماضي بهدف قاتل سجله يوسف عرفة د 92، وفي الإياب تعادلا 1/1 سجل لحرجلة هادي المصري وللفتوة محمد العبادي من ركلة جزاء.

الطليعة فاز بالذهاب بدمشق على الشرطة بهدفي خالد مبيض وزاهر خليل وفاز الشرطة في الإياب بحماة بهدف قاسم بهاء الدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن