الدوما أكد أن نقل قوات أميركية إلى أوروبا يقوّض مفاوضات الضمانات ويدفع روسيا لرد صارم … موسكو: إما للجميع وإما لا أمن لأحد.. واشنطن: مستعدون لمناقشة مبدأ الأمن المشترك
| وكالات
نشرت الخارجية الروسية نص رسالة بعثها الوزير سيرغي لافروف، في 28 الشهر الماضي إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة وكندا وعدد من الدول الأوروبية حول عدم جواز تجزئة الأمن، في وقت نشرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية النص الكامل لرد الولايات المتحدة وحلف الأطلسي «الناتو»، إذ أشارت أميركا إلى أنها مستعدة لمناقشة مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة وتوضيح تفسيرها له، مبدية في الوقت نفسه دعمها لمواصلة الناتو انتهاج «سياسة الأبواب المفتوحة».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف تأكيده في الرسالة أنهم يمنحون الأولوية حرفياً وحصرياً لمبدأ حرية اختيار التحالفات، متجاهلين تماماً الشرط الذي تم الاتفاق عليه وعلى أعلى مستوى بعدم جواز التعدي على أمن الدول الأخرى.
وقال: «الأمور يجب ألا تسير بهذا الشكل، حيث يكمن معنى الاتفاقات المتعلقة بعدم قابلية الأمن للتجزئة في أن الأمن إما واحد للجميع، أو لا يكون هنا أي أمن لأي أحد (…) تشعر روسيا بالقلق من أن دولاً أخرى في الناتو مثل فرنسا، تعلن أيضاً عن الحاجة إلى ضمان الأمن على أساس الوثائق التي سبق اعتمادها مثل ميثاق إسطنبول- 1999، وإعلان أستانا- 2010».
وأوضح لافروف إلى أن الغرب يحاول ببساطة تجاهل المبدأ الأساسي للقانون الدولي المتفق عليه في الفضاء الأوروأطلسي، بل الاستسلام لنسيانه التام.
وحول تصرفات الناتو، قال إنه «لن يعلق على أعماله المتمثلة في سعيه ورغبته في التفوق العسكري واستخدام القوة للالتفاف على صلاحيات مجلس الأمن الدولي»، مشيراً إلى أن مثل هذه الإجراءات تتعارض مع الالتزامات الأوروبية الأساسية، بما في ذلك الالتزامات الواردة في الوثائق المذكورة بالحفاظ على القدرات العسكرية بما يتناسب مع الاحتياجات الأمنية الفردية أو الجماعية المشروعة.
وفي السياق نشرت صحيفة «إل باييس» الإسبانية النص الكامل لرد الولايات المتحدة وحلف الناتو على مبادرة الضمانات الأمنية التي تقدمت بها روسيا إليهما في منتصف كانون الأول الماضي.
ونشرت الصحيفة أمس الأربعاء وثيقتين باللغة الإنجليزية تضم إحداهما المؤلفة من خمس صفحات الرد الخطي على المبادرة الروسية من قبل الولايات المتحدة، والآخر رد الناتو المؤلف من أربع صفحات.
وتضم الوثيقتان أساساً أفكاراً سبق أن جاءت في الأسابيع الأخيرة على لسان مسؤولين غربيين أو وردت في وسائل إعلام نقلا عن مصادر رسمية، منها رفض طلب موسكو بوقف تمدد حلف شمال الأطلسي شرقاً، مع التأكيد على التزام الحلف بـ«سياسة الأبواب المفتوحة».
وأعربت الولايات المتحدة في ردها عن استعدادها للتفاوض مع روسيا على إبرام اتفاقات بشأن مسائل ذات اهتمام مشترك بما يشمل وضع آليات للتعامل مع مباعث القلق الأمنية المتبادلة.
وأشارت الإدارة الأميركية في الوثيقة إلى أنها مستعدة لمناقشة مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة وتوضيح تفسيرها له، بناء على طلب موسكو، مبدية في الوقت نفسه دعمها لمواصلة الناتو انتهاج «سياسة الأبواب المفتوحة».
من جانبه، ذكر الناتو في رده أنه تحالف دفاعي، وأبدى التزامه بـالمبادئ والاتفاقات الأساسية لأمن أوروبا، مضيفاً إن وجود علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ بينه وروسيا في مصلحة كلا الطرفين.
وأوضح الحلف أنه درس المقترحات الروسية وحدد المجالات التي يمكن له ولموسكو فيها التواصل على نحو بناء ضمن إطار حوار جوهري، داعياً إلى تعزيز أمن المنطقة الأوروأطلسية.
واشترط الناتو لإحراز تقدم، وقف روسيا حشد قواتها عند حدود أوكرانيا، مضيفاً إنه لا يسعى إلى المواجهة لكن ليس بوسعه تقديم تنازلات بشأن المبادئ التي يعتمد عليها الحلف وأمن أوروبا وأميركا الشمالية.
وعلى خط موازٍ ذكر مجلس النواب الروسي «الدوما»، أمس أن «نقل قوات أميركية إلى شرقي أوروبا، خطوة غير بناءة، مؤكداً أنها تقوّض مفاوضات الضمانات الأمنية، وقد تدفع موسكو لاتخاذ رد صارم، حسبما ذكر موقع «النشرة» اللبناني.
كلام «الدوما» جاء بعد أن أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي من مقر البنتاغون بقوله: «إننا سنواصل العمل تحت مظلة الناتو، لتوفير قوات دفاعية غير قتالية في شرق أوروبا»، موضحاً أن بلاده ستنقل 2000 جندي من أميركا إلى أوروبا خلال الأيام المقبلة، قائلاً: «إننا لا نعرف ما إذا كانت روسيا اتخذت قراراً نهائياً، لاجتياح أوكرانيا ولكن لديها القدرة على ذلك».
بدوره أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن المزاعم الأميركية حول الغزو الروسي لدول أخرى واستخدام الأسلحة الكيميائية كاذبة وليس لها أي أساس.
ونقلت وكالة تاس عن أنتونوف قوله للصحفيين أمس إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الأميركي جين باساكي بشأن مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية وغزواتها المتعددة لدول أخرى خاطئة بشكل أساسي وليس لها أي أساس.