الغرب وعلى رأسه أميركا مجتمع كاذب ومنافق ليس له علاقة بالحرية وبالديمقراطية … عبد الهادي لـ«الوطن»: سورية ركيزة أساسية لنضال الفلسطينيين وصمودها أسقط «الربيع العربي»
| منذر عيد
أكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية، السفير أنور عبد الهادي، أمس، أن العلاقات السورية الفلسطينية علاقات إستراتيجية، وأن صمود سورية وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه أسقط ما يسمى «الربيع العربي»، معتبراً أن المجتمع الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية مجتمع كاذب منافق ليس له علاقة لا بالحرية ولا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، قال عبد الهادي على هامش محاضرة بعنوان «آخر التطورات فلسطينياً وعربياً ودولياً» ألقاها في «المركز الثقافي العربي» في «أبو رمانة» بدمشق: إن «الشعب الفلسطيني ينظر إلى سورية بأمل كبير كي تستعيد عافيتها لكي تكون سنداً وركيزة أساسية لنضاله في سبيل تحرير أرضه من الكيان العنصري».
وأضاف: «نحن وسورية متفقون تماماً، نواجه العدوان بشكل مستمر، وسورية كانت القاعدة الأساسية لانطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965، وهنالك تشاور وتنسيق مستمر مع القيادة السورية حول كل القضايا، وكل القضايا مترابطة في العالم وخاصة في المنطقة».
وشدد عبد الهادي على أن جوهر الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية، وأن «الربيع العبري» كان هدفه فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، ولكنهم فشلوا في هذا «الربيع» بفضل صمود سورية وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه.
وقال: «لن نتنازل عن أي شبر من فلسطين، نحن نريد السلام وسورية تريد السلام، ولكن على أساس الشرعية الدولية، لذلك نحن مطمئنون جداً لمستوى العلاقات بيننا وبين سورية وهذا أمر طبيعي، والأيام القادمة واعدة، مع بدء المشروع الأميركي الإسرائيلي بالتقهقر في المنطقة وهزيمته لن تكون بعيدة».
وبخصوص الحوار الفلسطيني الفلسطيني، أوضح عبد الهادي أنه مستمر منذ سنوات طويلة، من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة، وأضاف: «لكن للأسف هناك فئة ضالة حاكمة لقطاع غزة بالحديد والنار لا تريد إنهاء الانقسام، تريد أن تبقى حاكمة غزة وتسعى للقتال من أجل الوصول إلى السلطة وتأخذ المقاومة جسراً لذلك، ومن هذا المنطلق هي لا تريد إنهاء الانقسام وهي مدعومة من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ونحن لا يمكن أن نتعايش مع هذا التنظيم»، في إشارة إلى حركة «حماس».
وفي محاضرته، أكد عبد الهادي، أن من خطط لإقامة إسرائيل كان هدفه جعلها قاعدة متقدمة في المنطقة العربية لمنع هذا العالم العربي من الوحدة واستغلال خيراته.
واعتبر، أن المجتمع الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية مجتمع كاذب منافق ليس له علاقة لا بالحرية ولا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان.
وبيّن عبد الهادي، أن ما يسمى «الربيع العربي» تشكل بعد احتلال العراق واعتقدوا بأنهم باحتلالهم للعراق سيطروا على كل المنطقة وأصبحوا يفكرون كيف يرضخون الفلسطيني فكان خيارهم ضرب القوى التي تقف إلى جانبه ولدينا ثلاثة جيوش أساسية وهي العراق وسورية ومصر، حيث اجتمعت المخابرات البريطانية والأميركية والإسرائيلية في التاسع عشر من شباط 2004 في بريطانيا واتفقوا على تأسيس تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وسلموه إلى المدعو «أبو مصعب الزرقاوي» وانطلق من أربيل.
وبيّن أن الخطوة الثانية، بدأت عندما حولوا «النصرة» إلى تنظيم داعش وسلموه لـ«أبو بكر البغدادي» وبدؤوا بتونس، والخطة كانت سبع دول، والجوهر سورية ومصر، لأنه بتدمير مصر وسورية، لن يبقى للشعب الفلسطيني سند وسيرضخ للأمر الواقع، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، والحزب الديمقراطي هم من أنشؤوا «الربيع العربي» تحت عنوان حرية وديمقراطية وحقوق الشعوب.
وقال: «كان الهدف الرئيس من «الربيع العربي» هو دول الطوق، الأردن وسورية ولبنان والعراق، والهدف الرئيس لإسرائيل إرضاخ هذه الدول».
وأكد عبد الهادي، أن فلسطين الوحيدة التي كانت تقول إن سورية لن تسقط، وقال: «كنا منذ بداية الأزمة السورية أكثر الناس قلقاً ومن أول يوم كنا إلى جانب سورية بكل ما نستطيع على كل المستويات».
وأوضح، أن أساس الصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية وفصل أي قضية عربية عن أخرى هو خدمة للغرب الذي يسعى للسيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط.
وبيّن، أن وثيقة الاستقلال الفلسطيني، نصت بأن أرض فلسطين التاريخية هي لنا وذلك على أساس المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم عام 1919 ومعاهدة لوزان عام 1923 اللتان اعترفتا بالشعب الفلسطيني على أرضه.
وأكد عبد الهادي، أن السياسة والدبلوماسية توازي الكفاح المسلح ويوم أول من أمس وصفت منظمة العفو الدولية إسرائيل بدولة فصل عنصري، لذلك نعمل بالسياسة والدبلوماسية فلهما دور مهم جداً بالنضال والبندقية بلا سياسة هي إرهاب.
وبالنسبة لموضوع تأجيل الانتخابات الفلسطينية، قال عبد الهادي: «الرئيس أبو مازن من أول يوم أصدر فيه المرسوم، قال يجب أن تشمل القدس وطلبنا من كل دول العالم أن يقنعوا إسرائيل بالموافقة على إقامة الانتخابات بالقدس لأن الانتخابات من دون القدس تعني الإقرار لإسرائيل بأن القدس عاصمة موحدة لها»، مشيراً إلى أن الهجمة على القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير مطلوبة والهدف من ورائها هو شطب المنظمة من خلال تأليف الروايات عنها والقيادة الفلسطينية متمسكة بثوابتها، موضحاً أن منظمة التحرير انطلقت من أجل تحرير فلسطين وكان أول شعار لها إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية على الأراضي الفلسطينية تضم كافة الأديان.
حضر المحاضرة سفير جمهورية ليبيا عبد السلام الرقيعي وممثل عن سفارة الجزائر بالإضافة إلى ممثل عن السفارة الروسية وعدد من مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية، والنخب الفكرية والسياسية السورية والفلسطينية، وممثل عن غبطة البطريرك يوسف العبسي.