رياضة

(بازار) الانتخابات يبدأ من الدوري الذي ينطلق اليوم … الجيش والمحافظة أكبر المرشحين لصدارة المجموعة الأولى

ناصر النجار :

تنطلق اليوم على ملاعب اللاذقية مباريات المجموعة الأولى من الدوري العام لكرة القدم للموسم الجديد 2015-2016.
وتضم هذه المجموعة فرق: الجيش (بطل الدوري) المجد (رابع الدوري)، المحافظة (سادس الدوري) وهم نصف المتأهلين إلى الدور النهائي من الموسم الماضي، كما تضم الحرية وأمية الصاعدين إلى الدرجة الأولى من الثانية، وحطين وجبلة والجزيرة الهابطين إلى الدرجة الثانية (لم يتم تنفيذ الهبوط)، إضافة إلى فريقي الكرامة والطليعة وقد جاءا وسط الترتيب في مجموعتيهما الموسم الماضي.

(البازار) الانتخابي
الدوري بمجموعتيه لن يحمل لنا أي جديد على الصعيد الفني أو الإداري أو التنظيمي، فالأسلوب المتبع في إجراء الدوري بقي على حاله، ما يدل أن اتحاد كرة القدم غير قادر على التطوير، وبالأصل غير مؤهل للقيام بأي عمليات تطويرية وقد أثبت ذلك من خلال ممارسته سياسة الهرب نحو الأمام وعدم معالجة الكثير من القضايا المهمة على صعيد الدوري (شكل– أسلوب– نظام– هبوط).
والجديد هذا الموسم أنه حرص على بدء الدوري قبل أن يودع الفيحاء في الانتخابات القادمة التي ستقام بعد أسبوعين، علماً أن البدايات في المواسم السابقة لم تكن كهذا الموسم في الموعد والتاريخ، وفسر المراقبون ذلك، بتجيير الدوري لمصلحة الانتخابات، (فبازار) الانتخابات يبدأ من الدوري، حيث جنّد اتحاد الكرة كل الأصوات الانتخابية لمصلحته، فوضعها في خانة المراقبين، ليجدد لها العهد على أنها ستتقاسم معه (كعكة الدوري) وهي فائدة وجودها ضمن (الحاشية) وإذا كانت البداية في المراقبة، فإن ثمن هذه الأصوات في القادمات ستكون جيدة، وما ذلك إلا (عربون) محبة لهذه الأصوات لتعرف أن مكانها محفوظ في الدورة الانتخابية القادمة.
وهذا كله موجود في جداول الدوري المعلنة، وقد عينت المراقبين وثبتت أسماءهم في كل المباريات حتى موعد الانتخابات، وما بعدها لكل حادث حديث، فقد يتغير كل شيء، وفق المستجدات التي ستفرزها الانتخابات.

لعبة المصالح
الدوري الكروي بمنظور اتحاد كرة القدم لعبة مصالح يتبادل بها اتحاد الكرة وحاشيته المصالح كل حسب موقعه وحجمه.
واليوم ازدادت النسب بسبب الانتخابات وعليه تم توزيع حصص الدوري في جدول المراقبة على الشكل التالي:
أولاً: 48 صوتاً انتخابياً (مضموناً) تم تكليفهم بمراقبة المباريات.
ثانياً: كل موظفي الاتحاد تم تكليفهم بالمراقبة، وهو بمنزلة (الدعم لهؤلاء) لحشد جهودهم في العملية الانتخابية، علماً أن كل موظف مكلف بمهام إدارية مع المنتخبات الوطنية، وفي هذا مخالفة صريحة للقوانين والأنظمة.
ثالثاً: تم وضع بعض المراقبين من خارج هذه المنظومة (لكنهم من المقربين) وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من باب (التورية) في حركة تشبه الاختباء خلف الإصبع!
هذا كله نجده في المراقبة الإدارية فقط، أما في مقيِّمي الحكام الذين لم تصدر أسماؤهم بالجدول باعتبار أن أسماءهم مع الحكام تفترض السرية، فنجد أن السلسلة هنا تكون قد اكتملت، ويكون اتحاد كرة القدم الحالي قد حصل على ما يريد من الأصوات، على الأقل على صعيد مركز الرئيس، ومن يريد أن يكون معه!
وعلى ذكر (سرية) الأسماء، فالسرية هنا على وسائل الإعلام فقط! والدليل أننا نأخذ أسماء المكلفين من الأندية، بل أن بعض الأندية تطلب حكاماً معينين لمبارياتها، تتحفظ على بعض الحكام، والقضية مكشوفة ولا تحتاج أدلة، لأن الجميع مطلع عليها.
الملاحظة التي نريد تمريرها أن لعبة المصالح الانتخابية التي بدأت من خلال عمليات ترشيح الأسماء، وما رافقها من تكتيكات ومؤتمرات، تشير إلى أن الجميع يسهم بهدم كرة القدم، ورغم أن الجميع اختلف على الانتخابات، إلا أنه (للأسف) اتفق على هدم كرة القدم، لأنها لم تكن (أولوية) بل كانت وسيلة لتمرير المصالح الخاصة فقط!

الدوري
على صعيد الفرق المشاركة، فإن الملاحظة الأهم تكمن بتقليص عدد الفرق في هذه المجموعة لاعتذار أمية عن المشاركة، وفريق أمية بلغ أغلب لاعبيه سن الاعتزال المفترض، وبعضهم انتهى عقده، فوقع مع أندية أخرى، وظروف النادي لم تسعفه بتهيئة البديل، فكان الاعتذار لعدم وجود إمكانية تشكيل فريق.
الفريقان الأفضل في المجموعة سيكونان الجيش والمحافظة وهما الأكثر بين الفرق استعداداً واستقطاباً للاعبين، والمنافسة على المركز الثالث سيتصدرها الكرامة وهو بوضع أفضل من السنوات السابقة، وأكثر من غيره استعداداً وجاهزية، وربما نافسه الطليعة الذي مازال بوضع جيد رغم أنه خسر البارزين من لاعبيه.
فريق الحرية الصاعد لم تأت أخباره بما يسر، وهو يعيش حالة التناقض مع احتدام الصراع في النادي على المصالح، وهذا لا يبشر بفريق آت للمنافسة، لأنه خارج من جحيم الخلافات الإدارية والظروف أيضاً.
ولسان حال الجزيرة يقول: لا جود إلا بالموجود، وغاية المشاركة هذا الموسم هي البقاء وعدم الهبوط، حتى لا يقع الفريق (بفخ) الموسم الماضي.
أما المجد الذي عودنا على المنافسة في السنوات الماضية، فلن يكون كذلك هذا الموسم، فإدارة النادي ترغب بوأد كرة القدم كغيرها من الألعاب وربما إدارة النادي تريد تحويل النادي إلى نادٍ استثماري ترفيهي فقط!
وما وصل إليه النادي من حال، يدلنا على المآل، فمع هجرة لاعبي النادي إلى أندية أخرى، فرغ من لاعبيه، ولم تتمكن الإدارة من سد الفراغ الحاصل بلاعبين على المستوى ذاته، لذلك لن يقوى على المنافسة، لكن السؤال: لماذا لجأ اللاعبون إلى أندية أخرى؟ وأين أموال انتقالاتهم؟ ولماذا لم تصرف بالتعاقد مع لاعبين جدد؟
أخيراً فإن فريقي اللاذقية (حطين وجبلة) جاهزان للدوري من خلال استعداد جيد، وترميم مناسب للصفوف، وخصوصاً أنهما ورثا تركة فريق مصفاة بانياس الذي تخلى عن كرة القدم بالمضمون وليس بالظاهر.
علة الفريقين أنهما يعيشان صراع الإدارات والإرادات، وهذا حال كرة اللاذقية على العموم، ولو أن الإمكانات كلها توظف لمصلحة كرة القدم لرأينا فرقها منافسة على الدوري في الحد الأدنى، وهذا أمر مزعج لكنه واقع للأسف!

مباريات
لن نخوض في التفسيرات والتأويلات لمباريات اليوم، ونمنح الفرق الفرصة لتقدم نفسها فنتعرف عليها على أرض الواقع، شريط البداية سيقصّه الحرية وحطين في الحادية عشرة صباحاً على ملعب المدينة الرياضية، وعلى الملعب ذاته سيلعب في الثانية عصراً الكرامة والجزيرة، وعلى ملعب الباسل فريقا الطليعة وجبلة، واستثناء سيلعب المجد مع الجيش بدمشق على ملعب تشرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن